أكد روبيرت ينغيباريان مدير المركز الدولي للإدارة في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية أن النظام التركي يتصرف على الساحة الدولية بشكل غير متزن واطلع بدور سلبي بالأزمة في سورية ينتهك في سياقها كل القواعد القائمة في العلاقات بين الدول.
وأعرب الخبير الروسي في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم عن الأسف لعدم معاقبة النظام التركي في كل مرة يرتكب فيها جرائم ضد الإنسانية بسبب تأديته دورا يهم حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة لافتا الى أن كل الخطط المتعلقة بالقضاء على الاتحاد الأوروبي من خلال إرسال طوابير ضخمة من اللاجئين لتفجير الوضع في أوروبا من داخلها يجري بالاتفاق مع النظام السعودي.
وندد الخبير الروسي بممارسات النظام التركي تجاه البلدان العربية وقيامه بشن حرب غير معلنة على سورية عن طريق فتح كل المعابر أمام الإرهابيين ليتسللوا إلى أراضيها اضافة الى اضطلاعه بدور تقسيمي ضد سورية.
من جهتها اعتبرت رئيسة مركز دراسات البلقان المعاصر التابع لأكاديمية العلوم الروسية يلينا غوسكوفا ان مقاومة الشعب السوري في مواجهته للإرهاب والمساعدة التي تقدمها له روسيا في الحرب ضد الإرهاب هي رمز معنوي كبير مشيرة إلى أن الولايات المتحدة غير راضية عن هذه المتغيرات لأنها لم تعد الدولة الكبرى الآمرة الوحيدة في العالم.
وفي مقابلة مماثلة قال ممثل كتلة “دي لينكي” في البوندستاغ الألماني هيوبنر غيرهالد: إن الدول التي تدعم الإرهابيين في سورية يجب أن تعتبر شريكا في جرائم هذا الإرهاب ضد الإنسانية ويجب أن تتحمل المسؤولية القانونية ذاتها التي تقع على الإرهابيين.
وأعرب البرلماني الألماني عن أسفه لأن الحقائق عن دعم بعض الدول للإرهاب ومساعدته في نشاطه لا تعكس في وسائل الإعلام في ألمانيا ولا في بقية الدول الغربية مشيرا إلى أن ظهور الإرهاب في المنطقة نتج عن غزو الولايات المتحدة للعراق وإن كل ما نتج عن ذلك من موجات هجرة للاجئين ومن عمليات إرهابية ارتكبت في بلدان مختلفة كان بسبب العنف الأمريكي وتدخلات واشنطن في شؤون دول المنطقة.
وقال غيرهالد: إن “الولايات المتحدة تتكلم كثيرا عن محاربة الإرهاب الدولي والتنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط ولكنها عمليا لم تفعل شيئا سوى أنها مع حلفائها في الإئتلاف الدولي شكلت غطاء لتوسع داعش وتمدده في حين ألحقت روسيا خسائر فادحة بالإرهابيين عندما بدأت عملياتها العسكرية ضد داعش وجبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سورية”.
وانتقد البرلماني الألماني امتناع الولايات المتحدة عن العمل مع روسيا بشأن الازمة في سورية مستهجنا في الوقت ذاته الدور المزدوج الذي يلعبه النظام التركي في مسألة المهجرين إلى أوروبا وفي إيواء وتدريب وتسليح الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية عبر قيامه بمفاقمة الوضع فيها من خلال زيادة عدد المهجرين والامتناع عن الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف دعم الإرهابيين في وقت يعد فيه الاتحاد الأوروبي بحل مسألة المهجرين.
بدوره قال الباحث في علوم الانتروبولوجيا والدراسات الجيوسياسية في جامعة ميلانو الإيطالية إيليزيو بيرتولازي: إن “الفاشية الجديدة والعنصرية النازية المعاصرة على أسس دينية ومذهبية أصبحت ظاهرة حديثة اليوم ليس في سورية فقط بل في بلدان أخرى ومنها أوكرانيا” معتبرا أن هذه الظاهرة مرتبطة بصورة وثيقة بمسألة ورغبة الدول الكبرى في قيادة العالم وبنهجها في استخدام اللعبة الجيوسياسية لمصلحتها وهذا ما يفسر ما يجري اليوم في سورية وأوكرانيا وليبيا وغيرها.
واقترح بيرتولازي إنشاء محكمة على غرار محكمة نيورنبيرغ لمحاكمة القادة الذين يدعمون الفاشية الجديدة المتمثلة بالإرهاب الدولي كما تمت محاكمة مجرمي الحرب النازيين في الحرب العالمية الثانية.
ولفت بيرتولازي إلى أن “هناك جرائم ترتكبها دول بصورة علنية وسرية في تمويل الإرهاب وتسليح الإرهابيين وإرسالهم إلى دول مثل سورية وغيرها لارتكاب جرائم ضد شعوب هذه الدول تفوق في فظاعتها جرائم النازية الهتلرية” معربا عن ثقته بأن الحكومات التي تدعم الإرهاب والنشاط الإرهابي لن تفلت من العقاب مهما طال الزمن لأن الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
وفي مقابلة أخرى أكد الإعلامي الروسي مقدم البرنامج اليومي “حق القول” في قناة “تي في تسنتر” الروسية رومان بابايان: إن النظام التركي لا يخفي أطماعه في سورية وهذا ما يفسر موقفه وموقف رئيسه رجب طيب أردوغان من الحرب الإرهابية ضدها حيث يحلم الاخير باستعادة السلطنة العثمانية. وأشار بابايان إلى المفارقة الحاصلة المتمثلة بتبني مجلس الأمن الدولي قراره بمنع دعم المجموعات الإرهابية وقبول حلف شمال الأطلسي به واصطدام تطبيق هذا القرار بمصالح الدول والمنظمات التي تبنته حيث تحول هذا القرار إلى حبر على ورق جف مفعوله.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 31/5/2016)