أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن شركاء روسيا الغربيين احتاجوا إلى وقت طويل كي يدركوا خطورة التحديات التي مصدرها تنظيما “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيان وضرورة التنسيق مع روسيا في التصدي لهذه المخاطر.
وفي كلمة له أمام مجلس الدوما الروسي أعاد لافروف إلى الأذهان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي مبادرة خاصة لتشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب تعتمد على قاعدة قانونية دولية متينة وتحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال لافروف “دعما لهذه المبادرة بدأت القوات الجوية والفضائية الروسية العمل في سورية تلبية لطلب الدولة السورية وبالتعاون مع الجيش السوري ومجموعات الدفاع الشعبية من أجل إحباط خطط الإرهابيين لإقامة قواعد لهم في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية”.
وأشار لافروف إلى أن الأشهر الماضية شهدت تقدما في إطلاق جهود عملية مشتركة بين الجانبين الروسي والامريكي إذ تم إنشاء المجموعة الدولية لدعم سورية بينما تبنت الأمم المتحدة خطة متكاملة لوقف الأعمال القتالية وضمان الوصول الإنساني إلى المحتاجين ودفع عملية التسوية السياسية بلا شروط مسبقة أو تدخلات خارجية قدما إلى الأمام.
وتعهد وزير الخارجية الروسي بأن بلاده ستواصل سياستها المستقلة والمسؤولة المبنية على مبدأ سيادة القانون الدولي والأساليب الجماعية لاتخاذ القرارات مع ضمان الدور المركزي للأمم المتحدة مؤكدا أن روسيا ستدعم أي مبادرة لحل الأزمات في العالم اذا كانت تعتمد على مبادىء القانون الدولي وبرعاية الأمم المتحدة وتقوم على الاعتراف بحق الشعوب فى تقرير مصيرها داعيا إلى وضع أجندة تقوم على تعددية الأقطاب.
وحول الاوضاع في ليبيا جدد لافروف دعوة كل القوى الليبية إلى توحيد صفوفها مؤءكدا أن موسكو تدعم أولئك الذين يسعون للمشاركة في الحوار الوطني وإحلال الوفاق.
وأعاد التذكير بأن ليبيا أصبحت مثالا على النتائج المأساوية الناجمة عن السياسة غير العقلانية المبنية على استخدام القوة من أجل تغيير الأنظمة محملا أولئك الذين انتهكوا القرار الدولي الخاص بفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا مسؤولية التسبب بالكارثة الراهنة.
من جانب آخر اعتبر وزير الخارجية الروسي أن دول الغرب تحاول نسف مواقع روسيا في أسواق الطاقة والأسلحة مؤكدا أن بلاده لا تنوي الانجرار وراء محاولات فرض مواجهة بينها من جهة وبين الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى وقال “إن هذه الألعاب الجيوسياسية تعرقل الجهود الرامية إلى ضمان التنمية العالمية المستدامة”.
وشدد لافروف على أن محاولات الغرب بقيادة الولايات المتحدة فرض سيطرتها على العالم ليست إلا وهما وذلك ما أظهرته بوضوح التطورات الأخيرة بالعالم مضيفا من الواضح أنه لا توجد دولة أو مجموعة دول قادرة على حل القضايا العالمية العديدة بنفسها.
وفيما يخص العقوبات الغربية ضد روسيا اعتبر لافروف أن الوضع حولها بدأ يخرج من الطريق المسدود مشيرا في هذا الخصوص إلى المشاركة الأجنبية الواسعة النطاق في فعاليات منتدى بطرسبورغ الدولي والتي تنطلق يوم الخميس موضحا أن موسكو لا تحاول إقناع شركائها الأمريكيين والأوروبيين بإلغاء العقوبات باعتبار أن مثل هذه الالتماسات غير لائقة بالنسبة لروسيا.
وحول الاوضاع في أوكرانيا بين لافروف أنه يعول على إدراك الغرب لمدى الخطورة التي تكمن في الدعم الذي سبق له أن قدمه للقوى القومية المتطرفة في أوكرانيا معربا عن أمله أن يحمل الغرب كييف على التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك السلمية عبر حوار مباشر مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 15/6/2016)