عرض نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد خلال لقائه اليوم وفد مجلس السلام الأمريكي برئاسة هنري لويندورف عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الوضع الذي تمر به في سورية في ظل الحرب الإرهابية التي تتعرض لها بدعم مباشر من بعض الدول الغربية ودول المنطقة.
وأكد الدكتور المقداد للوفد اهمية اطلاع الشعب الامريكي على حقيقة ما يحدث في سورية لأن المنظومة الاعلامية التي يخضع لها هذا الشعب تخفي عنه جرائم المجموعات الارهابية المدعومة من الولايات المتحدة وكذلك الجرائم التي يرتكبها الطيران الحربي الامريكي في سورية ضد المدنيين اضافة لقيامه بتدمير البنى التحتية والمرافق العامة.
وشرح نائب وزير الخارجية والمغتربين للوفد الضيف رؤية الحكومة السورية للحل السياسي للأزمة في سورية الذي يقوم على تحقيق رغبات الشعب السوري في اعادة الامن والاستقرار إلى ربوع سورية مؤكدا أن قرار الحكومة السورية هو الاستمرار في العمل على مساري الحل السلمي والحرب على الارهاب.
وعبر الدكتور المقداد عن أمله في أن يسهم المجتمع الدولي بدور مهم في مكافحة الإرهاب في سورية ووقف الدعم الخارجي لهذا الإرهاب الأمر الذي سيقود إلى إنهاء الأزمة في سورية وتحقيق السلام للشعب السوري.
من جهته أكد رئيس الوفد الحرص على الاطلاع على حقيقة الاوضاع في سورية وخاصة “ما يتعلق بالتدخل الأمريكي العدواني في سورية من أجل نقل هذه الحقائق للشعب الأمريكي “.
ولفت إلى أهمية المعلومات التي حصل عليها حول الوضع في سورية مؤكدا أن هذا الوفد هو صديق وحليف للشعب السوري وسيبذل قصارى جهده للمساهمة في إعادة السلام إلى سورية وفي تغيير السياسات الغربية المعادية لتطلعات الشعب السوري وإنهاء الصورة النمطية السلبية التي يحاول الاعلام الغربي رسمها حول سورية وما يدور فيها .
وأكد رئيس الوفد ان من حق الشعب السوري وقيادته مكافحة الإرهاب وضرورة أن يقدم المجتمع الدولي من جانبه كل دعم ممكن لسورية في مواجهة هذه الحرب الظالمة.
حضر اللقاء جو جاميسون عضو هيئة مجلس السلام الامريكي وجيري كوندون نائب رئيس منظمة مناضلون من اجل السلام ومادلين هوفمان المدير التنفيذي لمنظمة نيوجرسي للسلام وغلين راذرفورد مؤسس منظمة بلاك اجندة ريبورت ودودي بيلو عضو اللجنة التنفيذية للتحالف الوطني ضد الحرب وفانيسا بيلي عضو حركة التضامن مع سورية وايفين ديركي منسقة الزيارة.
وفي تصريح للصحفيين أكد المقداد أن اللقاء كان فرصة لشرح مواقف سورية تجاه ما حدث وإيضاح أن الروايات الغربية والأمريكية عن بدء الأحداث فيها كانت “كاذبة ومضللة” مشيرا إلى أن هذا الوفد وغيره من الوفود التي تزور سورية هي القادرة فقط على نقل حقيقة ما يجرى إلى الشعب الأمريكي والشعوب الغربية.المقداد يؤكد لوفد مجلس السلام الأمريكي اهمية اطلاع الشعب في الولايات المتحدة على حقيقة ما يحدث في سورية
ولفت المقداد إلى أن سورية ترحب بهذه الوفود وتفتح المجال أمامها للقدوم والاطلاع على حقيقة ما يجري فيها مبينا أن زيارة الوفد الامريكي مهمة لأن الشعب الأمريكي يخضع لمنظومة إعلامية لا تنقل الحقائق له ولا تتحدث عن الجرائم التي ترتكبها الإدارات والقوات الامريكية في أراضي الدول الأخرى سواء في العراق أو سورية أو مناطق أخرى بما في ذلك الهجوم الأمريكي الغربي على ليبيا وتدميرها وقتل مئات الآلاف من المواطنين الأبرياء في هذه الدول.
وجدد المقداد التأكيد على أن سورية تكافح الإرهاب وتعاني من التدمير الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تدخلها غير المشروع في الشؤون الداخلية لسورية وقصفها للمدنيين الأبرياء مشيرا إلى ضرورة حدوث تغيير حقيقي في السياسة الامريكية والغربية تجاه ما يجري في سورية لأن حربنا على الإرهاب يجب أن تكون حرب كل شعوب العالم ودوله وقيادا ته.
وشدد المقداد على أن القيادة السورية تسعى إلى حل الأزمة في سورية في اتجاهين أولهما “الاستمرار بلا هوادة في مكافحة الإرهاب وكل التنظيمات الإرهابية وثانيهما السير في المسار السياسي الذي يجب أن يقود إلى حل سياسي بين السوريين ودون أي تدخل خارجي” مبينا أن “هذا الحل يجب أن يعتمد على إنشاء حكومة موسعة تضم المعارضات وتنشئ لجنة دستورية تقوم بصياغة دستور جديد يخضع لاستفتاء السوريين وبعدها تجري انتخابات كما تجري في كل انحاء العالم”.
وقال المقداد “إن هذا هو الحل الذي نراه للأزمة في سورية وكل ما هو غير ذلك مرفوض شكلا ومضمونا لأن الحلول التي تقود إلى تدمير سورية لن يسمح بها من قبل الشعب السوري بعد هذا الصمود الاسطوري لقيادة سورية وجيشها وكل السوريين الذين سيصنعون مستقبلهم بأنفسهم”.
وحول المباحثات الروسية الأمريكية الأخيرة تمنى المقداد أن تجري في إطار مكافحة الارهاب والقضاء على هذا الخطر الذي يواجه كل أنحاء العالم ووقف التدخل التركي في الشؤون الداخلية لسورية وإغلاق الحدود التركية في وجه الإرهابيين وعدم السماح بتسليحهم وتمويلهم من قبل السعودية وقطر وأطراف أخرى في المنطقة وخارجها مؤكدا أن هذا هو الطريق الذي سيقود إلى حل الأزمة في سورية.
بدوره أوضح عضو الوفد جيري كوندون أن االمقداد مع مجلس السلام الأمريكيلوفد عبارة عن عدة مجموعات سلام حيث يمثل جمعية من المحاربين القدماء تعارض السياسة الأمريكية المتبعة في سورية وقال ” جئنا لمساندة سورية حيث التقينا عدة شخصيات ووزراء شرحوا لنا ماذا يحدث سياسيا وصحيا وعسكريا وما يتعلق بأمور المصالحة”.
وأكد كوندون أن هدف الوفد بعد عودته للولايات المتحدة شرح حقيقة ما يحصل في سورية للداخل الأمريكي والتي لا يراها الامريكيون بسبب التعتيم الإعلامي الكامل.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 26/7/2015)