أكد السيد الرئيس بشار الأسد ردا على سؤال لمراسل محطة إي تي في اليونانية فيما إذا كان سيصدر عفوا عاما في حال انتصاره في الحرب أن الشيء الأكثر أهمية هو أنه ليس انتصاري بل انتصار الشعب السوري لأنها حرب ضد الشعب السوري لكن إذا كنت ترغب بالحديث عن العفو فهو في الواقع مطبق ومتاح بالفعل لأننا منذ بداية الأعمال الإرهابية في سورية قدمنا للإرهابيين هذا الخيار.
وقال الرئيس الأسد: إذا كانوا يريدون العودة إلى حياتهم الطبيعية والتخلي عن اسلحتهم فسيحصلون على العفو ونحن نفعل ذلك منذ ثلاث سنوات على ما أعتقد.. لذلك وبغض النظر عن انتصار البلاد فإن العفو مطبق الآن وهو خيار جيد على ما أعتقد من أجل مساعدة هؤلاء الناس الذين حملوا السلاح لأسباب مختلفة للعودة إلى الحياة الطبيعية.. للعودة إلى الحياة السياسية إن كانت لديهم أجندتهم الخاصة.. للذهاب إلى المؤسسات السياسية.. إلى صناديق الاقتراع.. إلى أي نوع من الإجراءات السياسية المتاحة في أي بلد.
وكان سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون دعا كل من حمل السلاح في أحياء مدينة حلب الشرقية وريف حلب للعودة إلى حضن الوطن والاستفادة من مراسيم العفو لتتسنى لهم المساهمة في إعمار بلدهم مناشدا الأهالي التعاون مع الجيش العربي السوري وإخراج الغرباء حتى يعود الأمن والاستقرار.
وقال سماحة المفتي حسون في اتصال مع التلفزيون العربي السوري مساء اليوم: إن بشائر النصر في حلب بدأت على أيدي أبناء الجيش العربي السوري الذي جاء يحتضنكم وجاء يقول لمن أراد ذل حلب أنها لن تذل أبدا وهذه اللحظات التي نعيشها هي لحظات فاصلة في تاريخ سورية ضد الذين أرادوا أن يضربوا سورية في قلبها أمس في حمص واليوم يريدون تدمير اقتصادها في حلب”.
وأشار المفتي حسون إلى أن الرئيس الأسد أعلن أن باب العفو مفتوح لمن أرادوا أن يعودوا إلى الوطن ويصححوا خطأهم ويعبروا عن رأيهم ويدخلوا في الحياة السياسية والانتخابات ويمارسوا حياتهم الطبيعية.
وأضاف المفتي حسون “جاء وقت اليقظة والعودة.. والوطن يدعوكم اليوم والعفو مفتوح لكل شاب أخطأ في طريق وطنه وأمته” مؤكدا أن حلب ستبقى قلب سورية النابض وأن السوريين لن ينسوا شهداءهم الذين بذلوا الدم في سبيل الوطن لأنهم وسام على الصدور وتاج على الرؤوس.
ولفت المفتي حسون إلى أن الذين غرروا بالسوريين وقادوهم إلى الموت يجلسون في اسطنبول وفي الخليج وينعمون بالمال الذي سرقوه على حساب دماء أهل حلب وأبنائهم وعائلاتهم مشيرا إلى أن مصانع حلب تسرق وتدمر وترسل إلى تركيا وهي ملك للشعب السوري.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة دعت اليوم المواطنين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى التعاون مع الجيش لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة وذلك عبر منشورات ألقتها طائرات مروحية من سلاح الجو السوري.
وجددت القيادة في منشوراتها دعوتها المسلحين إلى “ترك السلاح والاستفادة من الوقت المتبقي لتسوية أوضاعهم” مؤكدة أن “تعاون المواطنين مع الجيش العربي السوري وتقديم المعلومات عن أماكن وجود المسلحين يسهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى مناطقهم”.
وشددت القيادة العامة للجيش في بيان لها في وقت سابق اليوم حرصها على أمن وسلامة جميع المواطنين في حلب مؤكدة منح كل من يحمل السلاح في أحياء حلب الشرقية فرصة حقيقية لتسوية وضعه من خلال تسليم سلاحه والبقاء في حلب لمن يرغب أو تسليم سلاحه ومغادرة المدينة.
ودعت القيادة العامة للجيش أمس في مجموعة من الرسائل وجهتها عبر أجهزة الخلوي المواطنين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى الانضمام للمصالحات الوطنية وطرد المرتزقة الغرباء من مناطق سكنهم وحددت لهم ممرات آمنة وأماكن اقامة مؤقتة لمن يرغب بالخروج وطالبت أفراد المجموعات المسلحة بترك السلاح والمبادرة لتسوية أوضاعهم.
وكان الكثير ممن تورطوا بحمل السلاح استفادوا من عدد من مراسيم العفو التي أصدرها الرئيس الأسد منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية.
يشار إلى أن الجهات المعنية تقوم وبشكل متواصل بتسوية أوضاع كل من حمل السلاح وقرر العودة إلى الحياة الطبيعية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 28/7/2015)