أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف اليوم أنه لا توجد أسباب للتشكيك في الطابع الإنساني للعملية التي بدأتها الحكومة السورية والقوات الروسية في حلب اليوم.
ونقلت سبوتنيك عن بيسكوف قوله للصحفيين “موضوع العملية الإنسانية نوقش بشكل واسع مع السوريين والشركاء الأميركيين وفيما يخص أساليب تنفيذها من الأفضل توجيه السؤال لوزارة الدفاع الروسية”.
وأكد بيسكوف أن القوات الروسية تقدم دعماً إنسانياً فعالاً وحقيقياً على الأرض في حلب وضواحيها مشددا على الطابع الإنساني لهذه العملية وأنه لا توجد أسباب للتشكيك في ذلك.
الدفاع الروسية توضح للدبلوماسيين الأجانب في موسكو طبيعة العملية الإنسانية التي بدأتها الحكومة السورية والقوات الروسية في حلب اليوم
في سياق متصل أفاد المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الروسية اليوم بأن الوزارة أوضحت للدبلوماسيين الأجانب الموقف الروسي إزاء عملية الإغاثة الإنسانية للمدنيين في مدينة حلب.
ونقلت روسيا اليوم عن أناتولي أنطونوف نائب وزير الدفاع الروسي أنه ناقش خلال لقائه ممثلي السلك الدبلوماسي العسكري في حديقة “باتريوت” بضواحي موسكو تصريح وزير الدفاع سيرغي شويغو ببدء عملية إنسانية ضخمة في مدينة حلب السورية وإنه كان في صلب المناقشات إنشاء مراكز لتوزيع الطعام وتقديم إسعاف أولي للمدنيين.
ودعت الوزارة الممثلين الأجانب إلى إعلام عواصمهم بالمبادرة الروسية وتقديم الإغاثة الإنسانية للمدنيين السوريين وحضر اللقاء أكثر من 50 دبلوماسيا يمثلون 30 بلدا.
وفي وقت سابق اليوم أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الحكومة السورية والقوات الروسية بدأتا اليوم عملية إنسانية واسعة النطاق في مدينة حلب لضمان أمن حياة السكان في الأحياء الشرقية منها لافتا إلى أن العملية تهدف إلى “مساعدة المدنيين الذين أصبحوا رهائن لدى الإرهابيين.. والمسلحين الراغبين فى إلقاء السلاح” وأنها تتضمن “فتح 3 ممرات في حلب لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح”.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة حددت أول من أمس من خلال رسائل وجهتها عبر أجهزة الخلوى للمواطنين في الأحياء الشرقية ممرات آمنة وأماكن إقامة مؤقتة لمن يرغب بالخروج وطالبت أفراد المجموعات المسلحة بترك السلاح والمبادرة لتسوية أوضاعهم.
ريابكوف: على واشنطن التركيز على حل عملي للمسائل التي تتعلق بالتسوية في سورية بدلا من السعي لكسب نقاط سياسية
إلى ذلك دعا سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي واشنطن وشركاءها الآخرين إلى “التركيز على حل مسائل عملية تتعلق بالتسوية في سورية بدلا من السعي لكسب نقاط سياسية”.
وأعرب ريابكوف عن أمل موسكو بألا يصبح الحوار العملي بينها وبين واشنطن “موضع مضاربات سيئة النية وشائعات من كل نوع” وفق ما نقلت وكالة نوفوستي.
وحث ريابكوف من وصفهم بزملائه في واشنطن وعمان وجنيف ومدن أخرى تتم فيها مناقشة هذه على “التركيز على حل عملى للمسائل لا على محاولات لكسب هذه النقاط السياسية أو تلك عن طريق تسريبات إعلامية”.
من جهة أخرى أكد ريابكوف أن “مقترحات الولايات المتحدة حول وقف العملية الجوية في سورية دون تفسير من يعتبرونهم “معارضة معتدلة” مكر سياسي”.
وقال ريابكوف “يتجلى هنا عامل المكر السياسي فوقف العملية دون تفسير من تعتبرهم الولايات المتحدة “معارضة معتدلة” ومن تعتبرهم إرهابيين هي إتاحة فرصة إعادة التشكل للإرهابيين وجمع القوى مجددا للقيام بهجمات أخرى”.
وتابع ريابكوف “للأسف بغض النظر عن الجهود المبذولة من جانبنا فإنهم لم يتخذوا تدابير للفصل بين الإرهابيين وما يسمى “معارضة معتدلة” والتي تعمل معها الولايات المتحدة بشكل وثيق ولا تخفي ذلك” مضيفا إنه “لا يمكن أن تكون هناك أي مصالحة أو أي نظام تهدئة مع من يقاتل إلى جانب تنظيمي “داعش وجبهة النصرة” الإرهابيين سواء تم الإعلان عن ذلك رسميا أم لا”.
وفي وقت سابق اليوم ذكرت صحيفة ازفيستيا الروسية أن واشنطن تحاول الاتفاق مع موسكو على وقف العمليات الجوية لفترة أسبوع فى سورية من أجل “فصل المعارضة عن الإرهابيين” وذلك بأن توقف المجموعة الحربية الجوية الروسية عمليتها الجوية لهذه المدة على أن تلتزم بالأمر ذاته قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أعلن في وقت سابق اليوم عزم خبراء عسكريين روسيين وأمريكيين إجراء مشاورات في جنيف يوم غد حول الوضع في سورية ومسائل تطبيق نظام وقف الأعمال القتالية فيها لإتمام العمل على مقارنة خرائط أماكن تواجد التنظيمات الإرهابية.
وشهدت جنيف اجتماعا ثلاثيا روسيا أمريكيا أمميا قبل يومين بهدف دفع عملية التسوية السياسية للازمة فى سورية ومحاربة الإرهاب وأعلن المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا في نهاية اللقاء أنه يسعى لعقد جولة جديدة من الحوار السوري السوري في جنيف قبل نهاية آب المقبل.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 29/7/2016)