أكد المحلل السياسي الروسي الكسندر كوزنيتسوف أن العدوان التركي على الأراضي السورية يزيد تعقيد الوضع ويصعد احتدام الموقف السياسي العسكري موضحا أنه لا تملك أي دولة الحق في دخول أراضي سورية دون موافقة حكومتها الشرعية وإنه من الطبيعي أن تدين روسيا توغل القوات التركية في أراضي سورية.
وأضاف كوزنيتسوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إنه “لا يمكن للتدخل التركي سوى زيادة تعقيد الوضع وتصعيد احتدام الموقف السياسي العسكري المعقد بحد ذاته” مشيرا إلى أنه يجب حل جميع الأمور بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي وعبر الحوار وليس عن طريق تنفيذ عمليات عسكرية خاصة.
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي قال كوزنيتسوف أن “الولايات المتحدة التي فقدت سيطرتها على الوضع راحت تتخبط بين أهداف مختلفة وتغير تحالفاتها بين يوم وآخر وهي تتحمل المسؤولية الأساسية عما يجري في سورية إذ إنها هي التي سلحت المعارضة وما يسمى “الجيش الحر” وأوصلت الأمور إلى ما هي عليه حاليا وكانت تدعم الأكراد في السابق ولكن عندما وجدت نفسها أمام خيار الاستمرار في دعمهم أو الوقوف إلى جانب الأتراك فقد فضلت الوقوف إلى جانب تركيا التي هي حليفتها في المنطقة”.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر نائب رئيس الدبلوماسيين الروس مستشار نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي أندريه باكلانوف أن روسيا وجميع البلدان الأخرى تقف إلى جانب العمل على محاربة الإرهاب “لذلك ينبغي على الجانب التركي أن يحارب الإرهابيين لا أن يستبدل بعضهم بالبعض الآخر”.
وبين باكلانوف ان ما تقوم به روسيا اليوم على الأرض السورية من محاربة للإرهابيين تم أولا بالاتفاق مع الحكومة الشرعية السورية وبعد ذلك عملت على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مضيفا “هذا ما نطلبه من جميع الدول الأخرى بما فيها تركيا أن تتقيد بقواعد القانون الدولي في التنسيق مع الحكومة السورية بمحاربة الإرهاب على أراضيها لأن محاربة الإرهاب أمر جيد ولكن يجب أن يتم وفق القواعد المتفق عليها.
بدوره قال الباحث العلمي الأقدم في قسم العلوم السياسية في المدرسة العليا للاقتصاد الروسية غريغوري لوكيانوف في مقابلة مماثلة إن “دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية يجب أن يتم بالاتفاق مع الحكومة الشرعية في هذا البلد وإلا سوف يعتبر انتهاكا للسيادة السورية وانتقاصا من سلطة الدولة على كامل التراب السوري”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 8/9/2016)