تابع الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين اليوم مباحثاته مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشوءون العربية والافريقية حسين جابر انصاري والوفد المرافق.
وبحث الجانبان تعزيز التواصل بين البلدين من خلال تشكيل لجنة سياسية ثنائية تعقد اجتماعاتها دوريا في دمشق وطهران. وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين خلال اللقاء على العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بين سورية وايران في مواجهة الهجمة الاسرائيلية الأمريكية وأدواتها الارهابية ضد دول وشعوب المنطقة.
وأشاد الدكتور المقداد بالدور الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم سورية سياسيا واقتصاديا خلال هذه الحرب التي تشن عليها معبرا عن امتنان الجمهورية العربية السورية لهذا الدعم.
من جهته أكد أنصاري على استمرار التنسيق والتشاور المكثفين بين البلدين في الاوضاع الدقيقة التي تعيشها سورية ودول المنطقة وقال “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستمرة في دعمها لسورية في المجالات كافة.
حضر اللقاء محمد رضا رؤوف شيباني سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية بدمشق ودهقان بوده رئيس الإدارة الأولى للشرق الاوسط وعباس كلرو مستشار مساعد وزير الخارجية الإيراني للشوون العربية والأفريقية.
أنصاري: الدعم الإيراني لسورية في مواجهة الإرهاب أساسي وراسخ.. لا يمكن لأي طرف أن يتشدق بوقف الأعمال القتالية من جهة ويلعب بشكل تكتيكي بالورقة الإرهابية من جهة أخرى
أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابر أنصاري أن دعم بلاده لسورية في مواجهة التنظيمات الإرهابية هو مبدأ أساسي وراسخ لإيران مشدداً على أن استمرار بعض الأطراف في سياساتها السابقة بالاعتماد على التنظيمات الإرهابية لتحقيق المكاسب السياسية لن يجلب سوى الخراب للمنطقة.
وشدد أنصاري خلال مؤتمر صحفي في دمشق اليوم على أن أ1ي عمليات عسكرية أحادية الجانب تستهدف التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية دون التنسيق مع حكومة الجمهورية العربية السورية لا يمكن أن تقبل بها إيران معتبراً “أن مثل هكذا تدخل سيترتب عليه تداعيات وخيمة”.
ورداً على سؤال لـ سانا حول سبل الدعم الإيراني لسورية وخاصة في ظل اشتداد وتيرة الدعم الأمريكي والصهيوني للتنظيمات الإرهابية أوضح أنصاري “أن السياسة الإيرانية تجاه سورية هي سياسة شفافة وواضحة وراسخة” لافتاً إلى أن بلاده أعلنت مراراً أنها ستواصل دعم سورية على كل الصعد والمجالات حتى الوصول إلى حل سريع ونهائي للأزمة.
وقال أنصاري: “إن ايران تعتبر أن استمرار بعض الأطراف في اعتماد نفس المنهج السياسي الذي اعتمدته خلال المرحلة السابقة في التعاطي مع الأزمة في سورية واللعب على وتر التنظيمات الإرهابية لتحقيق المكاسب والمزايا السياسية لن يحمل لسورية والمنطقة إلا المزيد من الدمار والخراب” مشدداً على أن بلاده تعارض بشدة هذه السياسة وتؤكد دوما أن الشعب السوري هو الذي يحق له أن يحدد مستقبله دون السماح لأي طرف من اللاعبين الإقليميين أو الدوليين أن يتدخل في الشؤون السورية.
وأشار أنصاري إلى أن بلاده أكدت منذ بداية الأزمة أن الحوار بين السوريين هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية بعيداً عن الحلول العسكرية لافتاً إلى أن أي مشروع سياسي يحظى بترحيب الحكومة السورية سيلقى احترام وتأييد إيران.
وأوضح أنصاري أن بلاده ترحب على الدوام بالتوصل لأي وقف جدي وحقيقي للأعمال القتالية في سورية لأن ذلك سيؤدي إلى بداية إيجاد حل سياسي للأزمة وخلق حركة منسجمة وموحدة في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية.
واعتبر أنصاري أن الشرط الأساسي لنجاح أي مشروع لوقف الأعمال القتالية هو توافر النيات الصادقة والحقيقية من قبل كل الأطراف المعنية في التصدي الجدي للتنظيمات الإرهابية ولا سيما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية مؤكداً أنه لا يمكن لأي طرف أن يتشدق بموضوع وقف الأعمال القتالية من جهة ويلعب بشكل تكتيكي بالورقة الإرهابية من جهة أخرى.
وعن العدوان الأمريكي على مواقع الجيش العربي السوري في دير الزور مؤخراً أوضح أنصاري أن هذا يضع علامات استفهام على حقيقة التوجهات والنيات السياسية المعتمدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لافتاً إلى أن هذا العدوان لا يمكن أن يكون مصادفة ويدل على أن بعض الأطراف ما زالت مصرة على اللعب على وتر التنظيمات الإرهابية وقال: “إذا استمرت هذه الطريقة في التعاطي مع الأمور نعتقد أن ليس هناك أدنى إمكانية لنجاح أي مشروع من مشاريع وقف الأعمال القتالية في سورية”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 21/9/2016)