دعت أولغا كوفيتيدي عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ الروسي الأمريكيين وخاصة “الصقور منهم” إلى التفكير مليا بعواقب الدبلوماسية التي يمارسونها اليوم في السياسة الخارجية مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستعرض قوتها أمام الدول الصغيرة وعليها أن تدرك أن روسيا ليست من الهواة في السياسة بل هي من فئة الوزن الثقيل.
وقالت كوفيتيدي في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم “إننا ندرك أن هناك خطابا معينا يسبق الانتخابات الرئاسية وقد يكون متنوعا ولكن ينبغي أن يتناسب مع المصالح القومية وان ما تقوم به الإدارة الأمريكية اليوم تجاه روسيا لا يتفق مع المصالح القومية للولايات المتحدة لأنه يشكل تهديدا لبدء مجابهة مسلحة جديدة لا يحتاج لها أحد لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا سورية” مؤكدة قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتسوية الوضع في سورية بالطرق السلمية.
وشددت كوفيتيدي على أن روسيا مهتمة الآن بترسيخ الاستقرار في سورية وحل مشكلة مدينة حلب لمنع تعرض حياة الأطفال والنساء للخطر وهذه المهمة وضعها الرئيس الروسي أمام قواتنا المسلحة مشيرة إلى أن نشر منظومات “إس300 وإس400” في سورية يضمن حماية الجزء الأكبر من الأراضي السورية والسكان الذين يعيشون هناك والوحدات العسكرية التي تقاتل الإرهابيين في سورية.
بدوره اعتبر الخبير في الشؤون الدولية ليونيد كورتاكوف في مقابلة مماثلة أن الموقف الأمريكي بتعليق التعاون مع روسيا بشأن سورية ليس من قبيل الجهل بالوضع وبما يجري وإنما هو موقف مقصود عن عمد ويهدف إلى تحقيق أغراض محددة تتوخاها الإدارة الأمريكية في سورية لافتا إلى أن التعاون الأمريكي مع روسيا لن يعود كما كان سابقا إلا بعد أن يتأكد الأمريكيون بأن مدينة حلب تخرج كليا من سيطرة إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” والتنظيمات المتطرفة الأخرى.
وقال كورتاكوف إن “الاتفاقات الروسية الأمريكية تم التوصل إليها بعد أن بدأ الجيش العربي السوري يحرز النجاحات على جبهات القتال في ضواحي حلب حيث حاولت الولايات المتحدة إيقاف تقدم الجيش العربي السوري وقامت بقصف مواقعه بالقرب من مدينة دير الزور لتخفف من وقع هذه الانتصارات في حلب وظهرت اقتراحات أمريكية للتهدئة ووقف الأعمال القتالية في هذه المنطقة ما يدل على أن الأمريكيين سيعودون إلى رشدهم مجددا ويستأنفون المحادثات بالتأكيد مع روسيا حين يرون أن المجموعات الإرهابية تنهزم من الأحياء الشرقية في حلب”.
وأشار كورتاكوف إلى أنه من الأفضل للولايات المتحدة أن تعمل على سحب هؤلاء الإرهابيين من أحياء حلب الشرقية أو أن تضغط لجهة إخلاء المدنيين منها نظرا لتورط واشنطن في الدفاع عن الإرهابيين والمتطرفين الذين تسميهم “معارضة معتدلة” والدليل على ذلك هو حديث ممثلي “المعارضة” مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن اعتقادهم بأن الولايات المتحدة يجب أن تدافع عن الإرهابيين في حلب لأن الجيش العربي السوري لن يوقف هجماته المدعومة جوا على هذه الأحياء حتى يحررها من سيطرتهم.
من جانبه أشار ادجار كروتوف رئيس تحرير مجلة الدراسات الاستراتيجية في مقابلة مماثلة إلى أن المشروع الفرنسي الذي رفضته روسيا في مجلس الأمن لا ينص على الرغبة في حل الأزمة في سورية وإيجاد مخرج من الحرب المستمرة منذ اكثر من خمس سنوات وإنما ينص على تقديم المساعدة لأحد الأطراف والتحريض على فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية مشيرا إلى ما جرى في ليبيا جراء مثل هذه المبادرات فبدلا من تحقيق السلام حصل الليبيون على بلد ممزق تتصارع فيه المجموعات الإرهابية.
من جهته شدد فلادينير افارتكوف رئيس مركز الدراسات الشرقية والدبلوماسية على أن حل الأزمة في سورية يجب أن يكون ضروريا جدا بالنسبة لتركيا لأن سورية دولة جارة تربطها بها حدود برية طويلة.
بدوره أكد نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أدلبي شخاغوشيف أن على قادة العالم أن يبحثوا عن الرئيس بوتين ويتحدثوا معه لأنه قادر فعلا على حل كل القضايا الدولية العالقة دون أن يلتفت لأحد لكونه قامة سياسية مستقلة ذات بعد دولي كبير.
وقال شخاغوشيف في مؤتمر صحفي “إن الأمريكيين لا يخفون رغبتهم في تغيير القيادة السورية وليحصل ما يحصل فيما بعد لانهم غير مكترثين بتحرك تنظيم داعش الإرهابي نحو القوقاز أو نحو آسيا كما انهم غير مكترثين أيضا بالخلايا الإرهابية النائمة في أوروبا لأنهم محصنون خلف المحيط”.