أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة لم تفصل “المعارضة المعتدلة” عن المجموعات الإرهابية في سورية حتى الآن.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن زاخاروفا قولها في مؤتمر صحفي اليوم.. إن “الولايات المتحدة الأمريكية لم تتمكن من إرغام المعارضة المسلحة في سورية على سحب قواتها بعيدا عن طريق الكاستيلو لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأحياء الشرقية في حلب” مشيرة إلى أن بلادها “تعول على أن الأطراف الخارجية ستستخدم تأثيرها على من تدعمهم لإجبار الإرهابيين على مغادرة هذه الأحياء”.
وكانت زاخاروفا أكدت في تصريحات للصحفيين أمس “أن فصل “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين في حلب يجب أن يبدأ فورا ولا يوجد أي سبب يمنع من القيام بالفصل النهائي” مضيفة “نحن ننطلق من أن مثل هذه الاعمال ينبغي بدؤها مباشرة الآن كما يجب علينا في الوقت القريب جدا أن نكون شهود عيان على هذا الفصل”.
من جهة ثانية أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن الأوضاع الإنسانية شرق حلب “صعبة للغاية” بسبب منع التنظيمات الارهابية وصول المساعدات الإنسانية وأكدت “أنه لا أحد سوى روسيا والأمم المتحدة وعدد قليل من الدول هم المهتمون بالتعامل مع الوضع الإنساني في حلب” مبينة أن الحكومة السورية اتخذت كل الإجراءات اللازمة عبر تأمين ممرات آمنة لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين بالخروج.
وكان مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أكد أمس أن الحكومة السورية تستخدم أقصى ما لديها من امكانيات من أجل استقرار الوضع في مدينة حلب وأنه تم ترتيب نقل السكان المدنيين دون قيود وتوفير نقل الجرحى وخروج المسلحين مع سلاحهم دون عوائق من الاجزاء الشرقية للمدينة إضافة إلى ايصال المساعدات الانسانية داعيا الدول الغربية وبعض الدول العربية والاقليمية وجميع المهتمين باستقرار الوضع في مدينة حلب إلى المبادرة لاتخاذ خطوات سياسية حقيقية وليس ممارسة المماطلة السياسية.
وأكدت زاخاروفا أن الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية “غير قانونية ولم يوافق عليها مجلس الأمن” مبينة أن “سبب تراجع الوضع الإنساني في سورية يعود بشكل كبير إلى هذه الاجراءات”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت عن ايقاف القوات الجوية الروسية والسورية قصفها مناطق المسلحين في حلب بدءا من الساعة العاشرة من صباح أول أمس بينما أشار المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إلى أن المبادرة الروسية حول تهدئة انسانية في حلب هي مبادرة حسن نية وتعطي فرصة لأمريكا لتنفيذ الاتفاقات السابقة.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن خطط البعض بتوجيه إرهابيي “داعش” الهاربين من الموصل في العراق إلى سورية تعد “جريمة بحتة”.
وكان مصدر دبلوماسي عسكري روسي كشف مؤخرا عن اتفاق بين الولايات المتحدة والنظام السعودي لفتح ممرات بهدف نقل إرهابيي “داعش” من الموصل باتجاه الأراضي السورية عقب إعلان القوات العراقية بدء عملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم “داعش” الارهابي.
وأعربت زاخاروفا عن قلق روسيا من الأعمال التركية في سورية وقالت “نبلغ أنقرة قلقنا مما تفعله بسورية عبر قنوات اتصال مباشرة” مضيفة “يجري تبادل الآراء.. إننا نقدم تقييماتنا لما تفعله تركيا.. وبدلا من الحديث عن قلقنا علنا نبلغ أنقرة به عبر قنوات مباشرة ولا يأتي الخطاب العلني في مثل هذه الحالات بأي شيء إيجابي”.
ورحبت زاخاروفا بوقف الاعمال القتالية في اليمن آملة ان تتحول الى وقف ثابت ومفتوح زمنيا ودعت كل الأطراف إلى الوفاء بالالتزامات بصورة صارمة وتحقيق المهمات الملحة الاخرى المتمثلة في وضع حد لمعاناة المدنيين وضمان الوصول الإنساني إليهم دون أي عوائق.
وبشأن معركة الموصل قالت زاخاروفا إن “موسكو تدعم الخطوات الحاسمة لمحاربة الإرهاب لكنها تؤكد في الوقت نفسه ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان المتبقين في الموصل ومساعدة أولئك الذين قرروا مغادرة المدينة”.
وجددت زاخاروفا استعداد موسكو لتقديم المساعدات الإنسانية للموصل في حال تلقي طلب بهذا الشأن من بغداد معيدة إلى الأذهان أن خبرة كبيرة لتقديم المساعدات قد تراكمت لدى روسيا في سياق عملياتها الإنسانية بسورية.