أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة اجتثاث الإرهاب من سورية والبدء بعملية سياسية شاملة.
وقال لافروف في كلمة أمام جمعية ممثلي العمل التجاري “البيزنس” الأوروبي اليوم في موسكو: من الضرورى اجتثاث الإرهاب بشكل كامل من سورية والعمل على البدء بعملية سياسية شاملة طبقا لقرارات مجلس الأمن وضمن إطار المجموعة الدولية لدعم سورية” مشيرا إلى أن هذه الأهداف جرت مناقشتها في برلين بين الرئيس فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
وأضاف لافروف.. “إن استنتاجاتنا تبقى ثابتة وهي فصل ما تسمى “المعارضة المعتدلة” عن تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية” مشيراً إلى أن الأمريكيين لم يتمكنوا من القيام بهذا الأمر خلال الأشهر الثمانية الماضية.
وتساءل لافروف إذا كان “الأمريكيون يعلنون عن استثنائيتهم ولديهم هذا الشعور لماذا لا تستخدم القيادة الأمريكية هذا الأسلوب أو هذه الاستثنائية للعمل الخير ولفصل “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين”.
وتؤكد الوقائع إلى جانب ما كشفته وسائل الإعلام مؤخراً عن تسليح واشنطن لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي عدم جدية الولايات المتحدة والأطراف الغربية في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية وسعيها فقط لكسب المزيد من الوقت لإنقاذ التنظيمات الإرهابية التي ترعاها في سورية وتحاول تسويقها تحت مسمى “معارضة معتدلة”.
إلى ذلك انتقد وزير الخارجية الروسي انتهاج واشنطن سياسة ازدواجية المعايير عندما يتم تقييم العملية العسكرية بمكافحة الإرهاب في مدينة حلب وفي مدينة الموصل العراقية.
وقال لافروف مستشهدا بحديثه عبر الهاتف مع نظيره الأمريكي جون كيري أمس.. “سألت كيري كيف تجري الأمور في الموصل حيث أنهم يعدون في الموصل العراقية عملية تحرير المدينة من الإرهابيين.. وفي حلب أيضا يجب تحرير هذه المدينة من الإرهابيين.. ويفعلون في الموصل تماما كما نفعل نحن في حلب إذ يقوم التحالف بقيادة الولايات المتحدة بإطلاق الدعوات للأهالي والمواطنين لحثهم على الخروج من المدينة بالطريقة نفسها كما نفعل في حلب.. وتركت الممرات مفتوحة لخروج المسلحين وهناك ليس مجرد مسلحين وإنما هناك إرهابيون فقط من داعش”.
وأشار لافروف إلى أن موسكو “تعرضت لانتقادات لاذعة” من الولايات المتحدة بعد الإعلان عن إنشاء ممرات لخروج المدنيين والمسلحين من حلب قائلا.. “حين انتقدنا الأمريكيون بشدة قالوا إن ذلك يشبه التطهير العرقي وإلى أين سيذهب المسلحون لأن لدى العديد منهم أسرا وبيوتا ومنازل هناك”.
من جهة ثانية وصف لافروف مناقشة إمكانية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا بسبب الوضع في سورية بالوقحة وغير اللائقة وقال.. “إن سورية في الوقت الراهن أصبحت بصورة عامة الموضوع الذي يمكن أن يتمسك به المعادون للروس “روسوفوبي” ومن خلال متاجرتهم بمعاناة الناس وبالأبعاد الإنسانية للأزمة في سورية يمكن جر البقية المتبقية من الآخرين غير المعادين للروس إلى حملة فرض عقوبات جديدة مرة أخرى ضد روسيا”.
وأضاف لافروف.. “إنها ببساطة عملية غير لائقة بل ووقحة وآمل أن يدرك الجميع ذلك ولكن إلى أي مدى يمكن لهذا التفهم أخذه بعين الاعتبار إبان اعتماد الحلول المحددة.. وإلى أي مدى يمكن لهذا التفهم أن يعكس الطلب الواضح تماما في بعض العواصم بتشديد السياسة المناهضة لروسيا.. وهذا ما لا يمكنني تخمينه”.
كما أشار الوزير الروسي فى كلمته إلى أن القوات الجوية الروسية موجودة في سورية بناء على طلب من الحكومة السورية لمكافحة الإرهاب على أساس القانون الدولي”.
لافروف خلال اتصال هاتفي مع شتاينماير: على واشنطن فصل من تسميهم “معارضة معتدلة” عن الإرهابيين
في السياق ذاته أكد لافروف مجددا اليوم ضرورة أن تنفذ واشنطن تعهداتها بفصل من تسميهم “معارضة معتدلة” عن الإرهابيين في سورية.
وقال لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير وفق ما ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إن “هذا الفصل يعد شرطاً محورياً لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والمجموعة الدولية لدعم سورية إضافة إلى مبادئ حل الأزمة في سورية التي نوقشت في لوزان في 15 من هذا الشهر”.
وجاء في البيان إن الجانب الروسي.. “لفت إلى أن تصرفات إرهابيي جبهة النصرة والمتطرفين الآخرين الذين يعرقلون إيصال مساعدات إنسانية إلى أحياء حلب الشرقية ويمنعون إجلاء الجرحى والمرضى من هناك غير مقبولة بتاتاً” كما تمت الإشارة إلى أن على “الوكالات الإنسانية التدخل بمزيد من الحسم لإزالة هذه العراقيل بما في ذلك عبر عملها مع دول ذات نفوذ لدى المسلحين”.
ووفقا للبيان فإن الاتصال الذي بادر إليه الجانب الألماني “ركز على الجهود التي تبذلها الحكومة السورية مدعومة من روسيا في حلب بالمجال الإنساني” موضحاً أن لافروف وشتاينماير اتفقا على مواصلة الحوار المنتظم بين خبراء وزارتي خارجية البلدين حول جميع جوانب التسوية في سورية.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد لنظيره الأمريكي جون كيري خلال اتصال هاتفي أمس ضرورة أن تنفذ الولايات المتحدة تعهداتها بفصل من تسميهم “معارضة معتدلة” عن التنظيمات الإرهابية في سورية في وقت أكد فيه ضرورة اجتثاث الإرهاب من سورية والبدء بعملية سياسية شاملة.
بوغدانوف: موسكو نجحت في التعامل مع الإرهاب في سورية والغرب لا يريد الاعتراف بذلك
في سياق متصل أكد الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن الإرهابيين ورعاتهم استخدموا الإعلانات عن وقف الأعمال القتالية والتهدئات الإنسانية في سورية “لإعادة تجميع قواهم”.
وقال بوغدانوف في افتتاح جلسة علنية من الاجتماع السنوي لمنتدى “فالداي” الدولي للحوار إن “وقف العمليات القتالية والهدنات الإنسانية ارتبطت بمهمة الفصل بين ما يسمى “المعارضة المعتدلة” الموالية للأمريكيين والسعوديين والقطريين عن إرهابيي “جبهة النصرة” لكن هذا الأمر لم يحدث وما حدث هو العكس حيث استخدمت الهدنات من قبل الإرهابيين والمتطرفين ورعاتهم من أجل تعزيز موقفهم وإحراز تقدم في بعض المناطق” مذكراً أيضاً باستغلال الإرهابيين للاعتداء الأمريكي على موقع الجيش العربي السوري في دير الزور “لتعزيز موقفهم وقوتهم”.
وأوضح بوغدانوف أنه “على الرغم من أن شركاءنا الأمريكيين قالوا إن هجمات دير الزور وقعت خطأ إلا أن الإرهابيين من داعش استفادوا من ذلك وحققوا تقدما في بعض الأماكن”.
وكانت الخارجية الروسية أعربت عن قلقها العميق من عدوان طائرات “التحالف الأمريكي” على موقع للجيش العربي السوري في دير الزور في 17 أيلول الماضي داعية الجانب الأمريكي إلى إجراء تحقيق دقيق مع اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات لاحقاً.
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية أن روسيا نجحت في التعامل مع الإرهاب في سورية بالشكل الأمثل لكن الغرب لا يريد الاعتراف بذلك مشيراً إلى أن تصعيد التوتر في سورية جاء نتيجة عجز واشنطن عن الفصل بين من تسميهم “معارضة معتدلة” والإرهابيين.
وقال بوغدانوف.. إن “مسألة استئناف التهدئة في سورية تتطلب ضمانات من قبل اللاعبين الإقليميين الذين لديهم تأثير على المعارضة المسلحة” مجدداً استعداد موسكو للعمل مع كل الأطراف التي يمكن أن تسهم بحل الأزمة في سورية.
وأشار بوغدانوف إلى موقف موسكو الدائم والداعي إلى وجوب إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية على أساس حوار داخلي بين جميع المكونات في سورية لافتاً إلى أن موسكو لا تزال تدعو الدول الغربية إلى توحيد الجهود وإنشاء تحالف دولي واسع ضد الإرهاب باعتباره أولوية بعد الأخذ بعين الاعتبار أنه لا توجد دولة في العالم محمية من التهديدات الإرهابية.
وتابع بوغدانوف.. “يجب محاربة الإرهابيين على مسافات بعيدة قبل قدومهم إلى أوطاننا.. وشركاؤنا الغربيون مضطرون إلى مراعاة موقفنا هذا أكثر فأكثر لأنهم يدركون تدريجياً أن تحقيق النصر في الحرب العالمية ضد الإرهاب وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط غير ممكن دون روس.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد لنظيره الأمريكي جون كيري خلال اتصال هاتفي أمس ضرورة أن تنفذ الولايات المتحدة تعهداتها بفصل من تسميهم “معارضة معتدلة” عن التنظيمات الإرهابية في سورية.
وحول عملية استعادة مدينة الموصل العراقية من تنظيم “داعش” الإرهابي قال بوغدانوف.. إن روسيا لا تنوى تأجيج “هستيريا إنسانية بسبب مشاركة التحالف الدولي بقيادة واشنطن في عملية استعادة الموصل مع العلم أن هناك مخاوف جدية من تدهور الوضع الإنساني هناك”.
تشوركين: مشروع القرار الذي قدمته نيوزيلندا حول سورية لا يتطابق مع مواقف روسيا
من جهته أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن مشروع القرار الدولي الذي قدمته نيوزلندا في مجلس الأمن حول سورية لا يتطابق مع مواقف روسيا في هذا الشأن.0
ونقلت وسائل إعلام روسية عن تشوركين قوله في ختام مشاورات أجراها مجلس الأمن الدولي امس بشأن مشروع القرار النيوزيلندي إن “الآفاق حول تبني القرار لا تزال غامضة .. وحتى لإجراء العمل اللاحق لا يتطابق نص مشروع القرار مع مواقفنا التصورية”.
ويدعو مشروع القرار النيوزيلندي إلى وقف فوري وشامل لكل الهجمات ولا سيما الغارات الجوية على حلب.
ويتخذ الإرهابيون في أماكن تواجدهم من المدنيين دروعا بشرية ومنازل المواطنين والمنشآت العامة مراكز وأوكارا لهم ويستهدفون المدنيين في الأحياء الآمنة بالقذائف الصاروخية والهاون.
من جهته أعلن جيرارد فان بوخيمين مندوب نيوزيلندا الدائم في منظمة الأمم المتحدة أنه من السابق لأوانه الحديث حول إمكانية إجراء التصويت على مشروع القرار هذا وذلك بسبب وجود خلافات في المواقف حول بعض النقاط.
وكانت روسيا والحكومة السورية أعلنتا خلال الأشهر الماضية أكثر من مرة التزاما بوقف العمليات القتالية إلا أن التنظيمات الإرهابية كانت دائما تخرق هذا الاتفاق بتوجيه من الدول الداعمة لها وكان آخرها التهدئة الإنسانية في حلب لمدة ثلاثة أيام التي بدأت في العشرين من الشهر الجاري وتم تمديدها 24 ساعة إضافية استجابة لمطالب الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى رغم عدم التزام التنظيمات الإرهابية بالتهدئة واطلاقهم القذائف على المعابر التي تم تحديدها لخروج المدنيين لمنعهم من مغادرة الأحياء الشرقية في حلب لاستمرار اتخاذهم دروعا بشرية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 26/10/2016)