أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قنوات التواصل مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن سورية “لاتزال قائمة” ولاسيما حول الأوضاع في حلب معربا عن أمله “بالتوصل إلى تحقيق نتائج وألا تتخلى واشنطن عن الاتفاقات كما جرى في المرات السابقة”.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في أثينا اليوم قال لافروف.. “كانت لدينا إمكانية لتنسيق العمليات مع الولايات المتحدة ضد الإرهابيين في سورية إضافة إلى تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية بالنسبة للمجموعات التي تبتعد عن الإرهابيين”.
وتابع لافروف.. “لاتزال توجد بيننا قنوات تواصل فيما يتعلق بسورية بما فيها الأحياء الشرقية لحلب وآمل أننا سنحقق نتائج معينة وأن شركاءنا الأمريكيين لن يتراجعوا عن موافقتهم كما فعلوا بشأن الاتفاقات السابقة في التاسع من أيلول الماضي”.
وكانت الولايات المتحدة علقت مباحثاتها مع روسيا بشأن اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية بعد أن عجزت عن الالتزام بتعهداتها والفصل بين من تسميها “معارضة معتدلة” والإرهابيين ليتبين لاحقا أن واشنطن أرادت حماية إرهابيي “جبهة النصرة” وكسب المزيد من الوقت لصالحهم وبالأخص في حلب.
وبين لافروف أن الجانبين الروسي والأمريكي تحدثا أيضا عن “عمليات مشتركة ضد إرهابيي “داعش” في مدينة الرقة السورية” موضحا “بحسب معطياته” أن “الولايات المتحدة قررت تأجيل التقدم نحو الرقة لأجل غير مسمى”.
كما أشار لافروف إلى أن الجانبين الروسي واليوناني ينطلقان من موقف موحد بشأن حل الأزمة في سورية وفقا لقرارات مجلس الأمن.
لافروف: تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي يحتجز المدنيين كرهائن في شرق حلب
في سياق متصل وخلال لقائه الرئيس اليوناني بركوبيس بافلوبولوس في أثينا أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن روسيا لا تزال تنتظر من الولايات المتحدة أن تفي بالتزاماتها بالفصل بين ما يسمى “المعارضة” والإرهابيين في سورية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله: “أتذكر أننا عندما تبنينا قرارا بشأن وقف العمليات القتالية وبدء المحادثات السياسية في سورية قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري حينها.. إن على أولئك الذين يريدون أن يكونوا جزءا من الحل أن يقطعوا علاقتهم بالإرهابيين فورا ” مضيفا.. “هذه كلمات من ذهب ونحن مازلنا نعول على ان تقوم واشنطن بتجسيدها وقرنها بالفعل”.
وتابع لافروف: “نحن نحاول منذ عدة أشهر حل المشكلة في الأحياء الشرقية من مدينة حلب وكان هناك الاتفاق الروسي الأمريكي المناسب لذلك ولكن للأسف خرجت الولايات المتحدة من هذا الاتفاق بعد أن كان قيد التنفيذ”.
وأعاد وزير الخارجية الروسي للأذهان أن “هدنات إنسانية أعلنت مرارا وتكرارا.. حيث لم تنفذ القوى الجوية الروسية والطيران السوري عمليات منذ أسبوعين في حلب ولكن في كل مرة من الهدنات المعلنة كان المتطرفون يستخدمونها لتجميع صفوفهم وتجديد ترسانتهم من الأسلحة”.
وأشار لافروف إلى أن “تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة التابعة له تسيطر على الأحياء الشرقية من حلب وإنها في الواقع تحتجز المدنيين كرهائن”.
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي أن “محاولات البدء بالعملية السياسية في سورية من دون تأخير يجري تعطيلها من قبل أولئك الذين يعكسون في الواقع وفي انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي موقف المتطرفين الذين لا يريدون المفاوضات وانما إسقاط الدولة السورية”.
وجدد لافروف المطالبة بضرورة تطبيق القرارات الدولية حول سورية قائلا ” لو تم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سورية من قبل الجميع بصدق وحسن نية لكان الوضع الآن مختلفا وتغير نحو الأفضل”.
وكان لافروف أكد أمس الأول أن امتناع الولايات المتحدة عن الفصل بين ما يسمى “المعارضة المعتدلة” و”جبهة النصرة” الارهابية يثبت أن الولايات المتحدة لا تريد الإسهام في هذا الأمر وقال: “إذا كنا تحدثنا سابقا عن أن امريكا وحلفاءها اما هم غير قادرين أو أنهم لا يريدون إبعاد المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة فعلينا الآن التأكيد أنهم بالفعل لا يريدون القيام بذلك”.
الأركان الروسية: تهدئة إنسانية في حلب لمدة 10 ساعات يوم الجمعة القادم
من جهتها أعلنت هيئة الأركان الروسية عن تطبيق تهدئة إنسانية لمدة 10 ساعات في حلب يوم الجمعة القادم.
وأوضح رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف في بيان له اليوم “أنه تم التنسيق مع القيادة السورية لتنفيذ تهدئة في حلب بعد غد الجمعة بحيث تبدأ في الساعة التاسعة صباحا وتستمر حتى الساعة السابعة مساء”.
ودعا المسؤول العسكري الروسي “متزعمي وأفراد المجموعات المسلحة التي تنشط في أحياء حلب الشرقية إلى وقف القتال والخروج من مدينة حلب” مشيرا إلى أنه “نظرا لعجز واشنطن عن الفصل بين المعارضة والإرهابيين نتوجه مباشرة إلى جميع متزعمي المجموعات المسلحة بدعوة وقف القتال والخروج من حلب مع أسلحتهم حيث تم فتح ممرين لهم مبينا أن أحد الممرين يؤدي إلى الحدود التركية فيما يؤدي الممر الثاني إلى ريف إدلب”.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أن “الممرات الستة الأخرى مفتوحة لخروج المدنيين ولإجلاء المرضى والمصابين وأن مركز التنسيق الروسي والقوات السورية سيضمنان خروج المدنيين والمسلحين من حلب بشكل آمن”.
وافتتحت الجهات المعنية في حلب بالتنسيق مع الجانب الروسي في ال 28 من تموز الماضي ممرات آمنة لخروج المواطنين من الأحياء الشرقية في حلب في إطار عملية إنسانية واسعة تهدف إلى إخراج المدنيين المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية.
ولفت المسؤول العسكري الروسي الى أن “جميع محاولات المسلحين لاختراق الطوق عن المجموعات المسلحة منيت بالفشل وتكبد الإرهابيون خسائر بشرية كبيرة إضافة إلى فقدانهم أسلحة ومعدات قتالية كثيرة ولم يعد أمامهم إمكانية للفرار من المدينة”.
ويأتي الاعلان عن التهدئة الانسانية مع دخول تعليق الضربات الجوية السورية الروسية على مواقع التنظيمات الارهابية في حلب يومه السابع عشر.
وسبق أن أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بالتنسيق مع القوات الروسية عن تطبيق تهدئة انسانية فى حلب أيام 20 و 21 و 22 الشهر الماضى بهدف افساح المجال لاخراج المدنيين والجرحى من الاحياء الشرقية لمدينة حلب اضافة الى خروج المسلحين ومنحهم فرصة اضافية للاستفادة من مرسوم العفو وتسوية أوضاعهم أو القاء السلاح والمغادرة مع عائلاتهم.
ومنعت المجموعات الإرهابية التى تحتجز مئات العائلات من الخروج خلال فترة التهدئة الانسانية وقامت باطلاق الرصاص على العديد من الاشخاص لدى محاولتهم التوجه نحو المعابر الامنة فى حين تمكن العديد من المواطنين من الوصول الى نقاط الجيش حيث تم نقلهم الى مراكز اقامة مؤقتة وتقديم جميع المساعدات اللازمة لهم.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 3/11/2016)