أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن تقديم الوفد السعودي بالنيابة عن مجموعة من رعاته ومستخدميه مشروع قرار ينتقد ما سمى “حالة حقوق الإنسان في سورية” يشكل مفارقة عجيبة بحد ذاته لأن نظام بني سعود هو آخر من يحق له التحدث عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نظراً لسجل التخلف الانساني والقانوني الذي يتمتع به في هذا المجال تجاه مواطنيه أنفسهم وتجاه الوافدين الأجانب.
وقال الجعفري في بيان أدلى به اليوم خلال مناقشة مشروع قرار حول “حالة حقوق الانسان في سورية” أمام اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الانسان: “هل النظام السعودي مستعد وجاهز لتطبيق الفقرات الواردة في مشروع القرار المقدم ضد سورية على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان في السعودية.. وذلك انطلاقاً من القاعدة الأخلاقية التي تقول من ساواك بنفسه ما ظلمك”.
ولفت الجعفري إلى أن تورط بني سعود وآل ثاني ورعايتهما للإرهاب بات جلياً للجميع وهذا ما أكدته تسريبات “ويكيليكس” وتحديداً ما أقرت به مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وكذلك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن حول انخراط النظامين السعودي والقطري بدعم وتمويل الإرهاب في سورية ناهيك عن التقرير الصادر عن شركة “تويوتا” بناءً على طلب من حكومتي سورية وروسيا الاتحادية اللتين زودتا الشركة بآلاف الصور الملتقطة بعدسات الأقمار الصناعية للسيارات التي تم تزويد تنظيم “داعش” الإرهابي بها في سورية والعراق.
وأوضح الجعفري أن التقرير يبين أن شركة “تويوتا” باعت 60 ألف سيارة دفع رباعي لكل من السعودية وقطر والإمارات والأردن وهذه السيارات هي بحوزة تنظيم “داعش” الآن.
وقال الجعفري: إن “الإرهاب السعودي كما يعرف القاصي والداني ليس جديداً في المنطقة وفي العالم وبصماته السوداء لا تزال في أفغانستان ونيكاراغوا والعراق وليبيا ودول منطقة الساحل والشيشان ونيويورك واليمن والكويت والبحرين وباريس ونيس وبوسطن وبلجيكا ولبنان والمنطقة الشرقية والجنوبية في السعودية نفسها” مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خاطب بني سعود قائلاً: “لا تعتقدوا أن المجموعات الوهابية التي خلقتموها في بلدان العالم وطلبتم منها نشر الظلام والوحشية وذبح الإنسان وتدمير الحياة ستقف إلى جانبكم وتحميكم فهؤلاء لا مكان لهم في كل مكان من الأرض إلا في حضنكم وتحت ظل حكمكم لهذا سيأتون إليكم من كل مكان وسينقلبون عليكم ويومها سيقومون بأكلكم”.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن مشروع القرار المطروح اليوم يؤكد حالة الهيستيريا والعجز السياسي لكيان بني سعود وشركائه إزاء الانتصارات التي يحرزها الجيش العربي السوري والقوات الحليفة التي تساند الحكومة السورية بناءً على طلبها في القضاء على سرطان الإرهاب السعودي القطري الوهابي الذي امتد إلى بقاع العالم أجمع موضحاً أن الفشل الذريع للعدوان السعودي على اليمن وسورية والعراق يظهر أن داء “غرغرينا العدوان” يأكل صاحبه من الداخل.
وتساءل الجعفري “كيف للسعودية وهي دويلة بدائية غير طرف أصلاً في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية حتى الآن أن تنبري لتقديم مشروع قرار ضد سورية حول حقوق الإنسان؟” مبيناً أن تقديم قرار كهذا يقوض بحد ذاته الجهود الجماعية المبذولة لتعزيز الحوار البناء والثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء التي يسعى البعض منها وبشكل علني للتشويش والقرصنة على آليات التعامل مع حقوق الانسان ولا سيما الاستعراض الدوري الشامل وذلك في ظل النكسات التي ألمت بأجهزة الأمم المتحدة ومن أبرزها ترؤس “إسرائيل” للجنة القانونية في الأمم المتحدة هذا العام وكذلك شراء السعودية مقعداً لها في مجلس حقوق الإنسان وترؤسها للمجلس ذاته في العام 2015.
وأضاف الجعفري: “لا نستغرب والحال هكذا أن تترأس “داعش” مكتب الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام في العام القادم وأن تترأس “جبهة النصرة” أو “بوكو حرام” أو حركة الشباب “أوتشا” أيضاً”.
وأشار الجعفري إلى الابتزاز السياسي والدور المافياوي الذي مارسه الكيان السعودي عندما وجه تهديداً للأمين العام للأمم المتحدة بوقف المساعدات المالية وقطعها عن برامج الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ولا سيما وكالة الأنروا وذلك لإجباره على سحب اسم ما يسمى “التحالف” الذي تقوده السعودية ضد أبناء اليمن الشقيق من التقرير الذي أعدته المقررة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة.
وقال الجعفري: “من المؤسف والمعيب أن يشبه سفير الكيان السعودي في واشنطن عبد الله آل سعود عدوان بلاده على اليمن بأنه مثل ضرب الزوج لزوجته لدى رده على سؤال مراسل “الانترسبت” الأمريكية وهو رد يشرح ذاته بذاته ولا يحتاج إلى مفسرين وهابيين لشرح مدى تخلفه وعقمه الحضاري والفكري”.
وأضاف الجعفري: “أما الكيان القطري فهو آخر من يحق له التحدث عن حقوق الإنسان كونه راعياً للإرهاب التكفيري فلا دستور يحكمه ولا شعب يتمتع بحق الانتخاب.. وما تسمى بالمؤسسة الحاكمة الديمقراطية القطرية تعتمد على انقلاب ابن العم على ابن العم والابن على الأب بشكل يسمونه بالانتقال الديمقراطي الشفاف والمواطن القطري هو آخر من يعلم”.
ولفت مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى رعاية الكيان القطري للإرهاب الذي أكدته حادثة السفينة “لطف الله” في العام 2011 التي حملت السلاح من ليبيا للإرهابيين في سورية عن طريق أحد المرافئ اللبنانية وكذلك رعاية كل من قطر و”إسرائيل” لإرهابيي “جبهة النصرة” و “داعش” في الجولان السوري المحتل.
كما أشار الجعفري إلى حكم الكيان الحاكم في قطر على الشاعر القطري محمد بن راشد العجمي بالسجن المؤبد بسبب انتقاده للحريات في قطر في قصيدة موضحاً أن تركيا والسعودية وقطر تتشارك ليس فقط في تبني مشروع القرار وإنما في رعاية الإرهاب وغض النظر عن إدخال عشرات الآلاف من الإرهابيين الذين عبروا الحدود إلى سورية برعاية السلطات التركية دون أن تحرك هذه السلطات ساكناً وهذه حقائق موثقة يتحدث عنها النائب التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض آران أردم في وسط البرلمان التركي وليست مجرد ادعاءات أو اتهامات إعلامية لا قيمة لها.
وختم الجعفري البيان بمناشدة الدول الأعضاء عدم الوقوع في حبائل هذا الشذوذ الفكري السعودي القطري الذي لا يأخذ بعين الاعتبار موقف كتلة حركة دول عدم الانحياز الرافض لمناقشة قرارات بعينها حول أوضاع حقوق الانسان في الدول الأعضاء من ناحية المبدأ داعياً الدول الأعضاء للتصويت ضد هذا القرار الآثم الذي يطيل أمد الحرب الإرهابية على سورية ويقوض أي مسار سياسي وينصب الإرهابي مدافعاً عن حقوق الانسان في سورية.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 16/11/2016)