استخدمت روسيا والصين حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار قدمته اسبانيا ومصر ونيوزيلندا إلى مجلس الأمن الدولي يطالب بهدنة في مدينة حلب بينما صوتت فنزويلا ضد مشروع القرار وامتنعت أنغولا عن التصويت.
ودعا مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري الدول التي تدعي حرصها على تحقيق مصلحة الشعب السوري إنسانيا أو التوصل إلى حل سياسي بقيادة السوريين أنفسهم أو القضاء على آفة الارهاب أن تطرق باب الحكومة السورية والعنوان معروف للجميع.
وأشار الجعفري في كلمة له خلال جلسة مجلس الأمن الدولي إلى أن الدول الداعمة للإرهاب والتي تراودهم أحلام اليقظة بدفن سورية كما حلموا بدفن العراق وليبيا واليمن ستلاحقهم الكوابيس واللعنات السورية والعراقية والليبية واليمنية والفلسطينية.
الجعفري: الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يستحقون لقب الفرسان الثلاثة المدافعين عن الإرهاب
ولفت الجعفري إلى ممارسات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا منذ الأيام الأولى للحرب الإرهابية المفروضة على سورية والتي باتت تستحق بجدارة لقب الفرسان الثلاثة المدافعين عن الإرهاب.
وسأل الجعفري عن صوت الفرسان المدافعين عن التنظيمات الارهابية داخل مجلس الأمن وخارجه قولا وفعلا عن موقفهم المخزي من قصف ما يسمونهم الإرهابيين المعتدلين للمشفى الميداني الروسي في مدينة حلب وقتل طبيبتين روسيتين وجرح عاملين ومرضى فيه وقال الجعفري: “هذا المشفى الميداني الروسي مخصص لإسعاف وعلاج المدنيين الأبرياء الذين حررهم الجيش السوري وحلفاؤه من تحت قبضة إرهابيي جبهة النصرة الذين كانوا يحتجزونهم كدروع بشرية”.
وتابع الجعفري: “تتداعى هذه الدول إلى جانب دول أخرى من خارج هذا المجلس مثل تركيا وقطر والسعودية إلى عقد الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية والمشاورات الجانبية بصيغها المختلفة وطرح مشاريع قرارات الواحد تلو الآخر بطريقة أدت إلى خروج الأمم المتحدة عن أهم مبادئها ومقاصدها في حفظ السلم والأمن الدوليين”.
وأكد الجعفري أن حكومة الجمهورية العربية السورية بدعم من حلفائها وانسجاما مع مبادئ القانون الدولي لن تستسلم لمحاولات الدول الثلاث استغلال مجلس الأمن في دعم الارهابيين في سورية ولن تتوانى عن ممارسة واجبها الدستوري والقانوني في طرد الارهابيين من حلب ومن كل بقعة على الارض السورية وانقاذ السوريين من ويلات وممارسات هذه المجموعات شأنها في ذلك شأن أي دولة عضو متمسكة بممارسة سيادتها في هذه المنظمة الدولية.
وأشار الجعفري إلى اعتراف المبعوثين الأمميين إلى سورية ستافان دي ميستورا وستيفن أوبراين خلال إحاطتهما الأخيرة أمام هذا المجلس بالحقيقة الثابتة بأن الارهابيين يحتجزون المدنيين في مدينة حلب كدروع بشرية منذ دخولهم اليها في صيف عام 2012.
ولفت الجعفري إلى تصريحات دي ميستورا حول تحرير ما يقارب مئة ألف مدني بمن فيهم عشرات الآلاف من الأطفال من سكان الاحياء الشرقية في مدينة حلب بأنه لم يكن مدرجا في خطط حكومات الفرسان الثلاثة وأتباعهم وإلا لكانت هذه الحكومات رحبت بإنجازات الجيش السوري وحلفائه الذين يحاربون الإرهاب في سورية نيابة عن دول العالم كله.
وأوضح الجعفري أن القصص المروعة التي رواها أهل حلب المحررون من التنظيمات الارهابية التي كانت تحتجزهم كدروع بشرية تؤكد أن السبب الاساسي في معاناتهم هو ممارسات هذه التنظيمات.
وأشار الجعفري إلى أن ممارسات بعض الدول الخاطئة اصبحت منبرا وأداة للدفاع عن الإرهاب في سورية وحمايته والترويج له وتقويض التوافق الدولي حول مكافحته.
وأعرب الجعفري عن عدم مفاجأته إذا استمرت الدول الداعمة للإرهاب في نهجها أن ترشح حكومات هذه الدول قادة التنظيمات الارهابية في سورية لنيل جائزة نوبل للسلام أو أن تقترح حكومتا فرنسا وبريطانيا إطلاق اسمي الإرهابيين أبو محمد الجولاني متزعم تنظيم “جبهة النصرة” و”أبو بكر البغدادي” متزعم تنظيم “داعش” الإرهابي على شارعين في باريس ولندن تخليدا لمساهماتهما في العمل الإنساني في حلب وتعزيز الديمقراطية وحماية المدنيين.
الجعفري: الإرهاب بات يهدد كل زاوية في أنحاء العالم بسبب ممارسات داعميه
ولفت الجعفري إلى خطر الإرهاب الذي بات يهدد كل زاوية في أنحاء العالم بسبب السياسات الرعناء والابتزاز السياسي الرخيص الذي تمارسه حكومات هذه الدول الداعمة للإرهاب.
وقال الجعفري: “إن التزام الحكومة السورية وحلفائها بكل فرص التهدئة السابقة كان للحفاظ على حياة المدنيين السوريين بالرغم من انه لم يكن إلا فرصة للجماعات الارهابية وبدعم وبتوجيه من مشغيلها من الدول الاعضاء في هذا المجلس وخارجه لإعادة تجميع قواها ومسلحيها الارهابيين وتلقي المزيد من السلاح والامدادات العسكرية واللوجيستية والبشرية لاستكمال جرائمها بحق الشعب السوري”.
وأشار الجعفري إلى السؤال الذي بات الشعب السوري والرأي العام العالمي الحر يطرحه: “هل سبق في أي زمان ومكان في هذا العالم أن فرض مجلس الأمن بقرار منه هدنة مع الإرهابيين تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم وتعزيز تسلحهم عدة وعددا”.
ولفت الجعفري إلى جهود الحكومة السورية منذ الأيام الأولى في حربها ضد الإرهاب وبدعم من حلفائها في مواجهة الابتزاز السياسي الرخيص الذي يمارسه الفرسان الثلاثة وممارسة واجبها في تقديم المساعدات لكل المحتاجين السوريين وكان آخرها فتح المعابر أمام المدنيين في حلب لتسهيل خروجهم كما أنها منحت الفرصة للمسلحين بترك أسلحتهم لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة.
وأشار الجعفري إلى تخلي المنظمات الانسانية الدولية ومسؤوليها بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “الاوتشا” الذين لطالما تباكوا أمام هذا المجلس عن تقديم أي شيء لمساعدة أهلنا الذين حررهم الجيش السوري من الارهاب في حلب حتى هذه الساعة.
ودعا مندوب سورية الدول الاعضاء في المنظمة الدولية الى الا تنساق وراء المحاولات الحثيثة لبعض الدول الاعضاء من داخل هذا المجلس وخارجه لاعتماد قرارات لا تخدم الا تقوية الارهاب في سورية وهو أمر لن تسلم منه أي دولة عضو في هذه المنظمة.
واعتبر الجعفري ان وزير خارجية بريطانيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن بتصريحه عن عزم بلاده تزويد نظام ال سعود بالسلاح والمشورة في حربه على اليمن وغض بلاده النظر عن قتل الطائرات السعودية لآلاف المدنيين في اليمن وتدمير هذا البلد لا يمكن لهذه الدولة أن تكون في موقع يؤهلها لتوجيه الاتهامات الباطلة للآخرين.
تشوركين: مشروع القرار يخالف خطة سيناقشها الخبراء الروس والأمريكيون تقترح إخراج كل المسلحين من الأحياء الشرقية لحلب
من جهته قال مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالى تشوركين في كلمة أمام المجلس: إن “مشروع القرار يخالف عمل المجلس لأنه وضع في وقت متأخر من هذا اليوم ولا يمكن التصويت عليه قبل يوم الغد إضافة إلى أنه لم يكن هناك إجماع على هذا الأمر”.
وأشار تشوركين إلى أن مشروع القرار يخالف خطة سيناقشها الخبراء الروس والأمريكيون قريبا في جنيف تقترح اخراج كل المسلحين من الاحياء الشرقية لحلب وما ان يتم ذلك سيدخل نظام وقف اطلاق النار حيز التنفيذ وستحل المشكلة بشكل فعال مع تأمين حماية المدنيين وادخال المساعدات الانسانية.
ولفت تشوركين إلى أن مسودة المشروع التي طرحت للتصويت لا تتضمن الحديث عن خروج المسلحين من الاحياء الشرقية لحلب بل عن وقف فورى لإطلاق النار وبهذا تبقى أمام المسلحين عشرة أيام من أجل حشد قواهم واعادة تنظيم صفوفهم.
وقال تشوركين: “إن الاستفزازات لا تجرى فقط في مجلس الامن بل على الاراضي السورية من خلال القصف الذى تعرض له مستشفى عسكري روسي ميداني في حلب وأسفر عن مقتل طبيبتين واصابة اخرين كانوا يساعدون السوريين بينما آخرون كانوا يدمرون سورية ويمولون الارهابيين ويواصلون عدم الاكتراث بحياة السوريين لكى يمرروا خططهم في المنطقة وهذه السياسة محكوم عليها بالفشل”.
وتابع تشوركين: “إنها ليست المرة الاولى التي نلاحظ بها وزير الخارجية كيري يعمل مع وزير خارجية الاتحاد الروسي نحو نتائج ملموسة وكلما يقتربون من الحل هناك من يحاول إحباط العملية إما في واشنطن أو في وزارة الدفاع الامريكية أو في وكالة أخرى”.
وأشار تشوركين إلى أن الممارسة التي يسوقها وفد الولايات المتحدة الامريكية في نيويورك مدعاة للأسف اذ انه عند التوصل لاتفاقات يقال لنا بعد ذلك لا توجد اتفاقات.
مندوب الصين: يجب تفادي تسييس الوضع الإنساني في سورية
بدوره قال مندوب الصين: “إن الوضع في سورية معقد وحساس وخطر وأي تحرك من قبل مجلس الامن حول سورية يجب أن يستند إلى استئناف وقف اطلاق النار واستئناف الحوار السوري السوري وتسهيل إدخال المساعدات الانسانية”.
وأضاف مندوب الصين: “إن الأطراف المعنية مثل الاتحاد الروسي والولايات المتحدة تبذل الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل للأمة في سورية وعلى المجلس أن يدعم هذه المبادرات الدبلوماسية”.
وأشار المندوب الصيني إلى أن الجهود المقدمة من الدول التي تقدمت بالقرار كان بإمكانها أن تستمر بصوت موحد أمام المجتمع الدولي وتتفادى تسييس هذا الوضع الانساني.
وتابع مندوب الصين: “إن على مجلس الامن أن يبقى متحدا فيما يتعلق بالازمة في سورية ويجب أن يتحدث بصوت واحد ويجب أن نعمل معا لكى نؤدي دورا ناجعا للتوصل إلى حل”.
وتوجه مندوب الصين إلى مندوب المملكة المتحدة بالقول بأي حق تشوه موقف البلدان الأخرى: إن مجلس الأمن منصة وقاعة مهيبة ولا يمكن لك أن تطلق فيها هجمات مشابهة على مواقف البلدان الاخرى.. يجب عليك اعتماد مقاربة مسؤولة والامتثال لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.. هذه هي الحدود الدنيا من كل دولة عضو.
وأضاف.. أطلب من ممثل المملكة المتحدة أن يضع حدا لهذه الممارسات التي تسمم جو المجلس فهذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك وآمل أن لا تتكرر مثل هذه الممارسات والاعتداءات في المستقبل.
مندوب فنزويلا: محاربة الإرهاب بشكل فعال يجب أن تتم بالتنسيق مع سورية وروسيا
من جانبه اعتبر مندوب فنزويلا أن مشروع القرار لا يعكس الوضع على الأرض بشكل مناسب ولا سيما التهديد الذي يمثله تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي والمجموعات المرافقة له في الأحياء الشرقية لحلب.
وقال مندوب فنزويلا: “إن هذا القرار يعطي الضوء الأخضر لدول أعضاء في هذا المجلس كانت تشارك وتدعم بشكل مباشر التنظيمات الارهابية منذ بداية الأزمة في سورية لكي تستمر بهجماتها ضد الشعب السوري”.
وأضاف مندوب فنزويلا.. “إن محاربة الارهاب ومكافحته بشكل فعال ضد المجموعات الارهابية التي تسيطر على الاحياء الشرقية من حلب يجب أن تتم بالتنسيق مع سورية وروسيا وهو ما عرقلته الأطراف الخارجية التي لا تحترم الحكومة الشرعية”.
وجدد مندوب فنزويلا التأكيد على ضرورة الحوار السياسي بين كل الأطراف السورية لأنه السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية معتبرا أن هذا الحل لا يعني أن تتخلى الحكومة السورية عن مسؤولياتها في حماية الشعب السوري من الإرهاب وحماية أراضيها.
وأدان مندوب فنزويلا استهداف التنظيمات الارهابية بقذيفة صاروخية مشفى روسيا متنقلا في حي الفرقان بمدينة حلب اليوم ما أدى الى مقتل طبيبتين روسيتين واصابة عدد من الاشخاص بجروح.
تشوركين قبل جلسة التصويت: مشروع القرار المطروح يخالف قرارات المجلس السابقة
وكان تشوركين أكد في وقت سابق أن مشروع القرار المطروح في مجلس الامن حول الوضع في سورية يخالف قرارات المجلس السابقة حول سورية.
وقال تشوركين في تصريح اليوم قبل جلسة مجلس الأمن للتصويت على القرار “يجب انتظار نتائج المشاورات حول سورية بين الخبراء الروس والأمريكيين المرتقبة في جنيف قبل إجراء أي تصويت” مشيرا إلى أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتفق خلال لقائه الأخير مع نظيره الأمريكي جون كيري على تطبيق خطة تتضمن “ضرورة انسحاب المسلحين من الاحياء الشرقية لمدينة حلب”.
وكان لافروف اعلن في وقت سابق اليوم أن خبراء روسيين وأمريكيين سيبدؤون العمل في جنيف خلال اليومين القادمين من أجل اتمام صياغة اتفاق على خروج جميع المسلحين من مدينة حلب معتبرا ان مشروع القرار الجديد في مجلس الأمن يمثل “خطوة استفزازية تقوض الجهود الروسية الأمريكية”.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الروسية أعربت عن استغرابها من دعوات فرنسا وبريطانيا الى وقف عملية مكافحة الارهاب في الاحياء الشرقية لمدينة حلب بذريعة تدهور الوضع الإنساني هناك مشيرة الى ان هذه الدعوات المتكررة هي محاولة مستميتة لإنقاذ الإرهابيين.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 6/12/2016)