أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موقف الولايات المتحدة تجاه محاربة الارهاب يعتمد على ازدواجية المعايير لافتا الى أن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي الذى غير اسمه إلى “جبهة فتح الشام” لم يكن عرضة لضربات “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن.
وأشار لافروف في مؤتمر صحفى مع نظيره الصربي ايفيكا تاديت إلى أن هذه الازدواجية نشاهدها منذ فترة بعد تشكيل ما يسمى “التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب” حيث بدأت قوات التحالف العمل ضد “مواقع الإرهابيين” فقط بعد أن وجهت روسيا قواتها الجوية الى سورية لمحاربة الإرهاب بشكل حقيقي.
وذكر لافروف أنه خلال عام كامل من التفاوض بين روسيا والولايات المتحدة لإيجاد مواقف مشتركة كانت هناك أمثلة كثيرة تدل على أن “جبهة النصرة” لم يكن يتعرض لاعمال قتالية تخوضها قوات “التحالف” وهذا شكل انطباعا بأن الولايات المتحدة تسعى إلى الحفاظ على “جبهة النصرة” لاستخدامه ضد الحكومة الشرعية في سورية.
وقال لافروف: “إضافة إلى ما حصل فى تدمر وتحرك عناصر “داعش” فيها.. كل هذه الامثلة تلمح الى أن هذه التطورات تم التخطيط لها مسبقا من أجل إعطاء فرصة للإرهابيين المتمركزين فى حلب والذين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية ويمنعون خروجهم لكن مع ذلك استطعنا تأمين خروج عشرات الآلاف من المواطنين من أحياء شرق حلب”.
وشدد لافروف على أن الاتفاقات المبدئية حول مكافحة الإرهاب ستكون بلا هوادة وأن الذي يريد أن يكون جزءا من التسوية عليه أن ينضم إلى نظام وقف الأعمال القتالية.. والآخرون الذين لم ينضموا إلى هذا النظام سيصبحون تلقائيا عرضة للضربات العسكرية.
وأضاف لافروف: “نحن مستمرون حاليا فى مواصلة المشاورات مع شركائنا في جنيف والأمر لا يزال يصطدم بالمشكلة نفسها التى لم تسمح بتنفيذ الاتفاقيات الروسية الأمريكية التي تم التوصل إليها فى التاسع من أيلول الماضي.
وتابع لافروف: “كان مقترحنا أن نتفق على الممرات الانسانية التي ستكون آمنة أما الامريكيون فيأخذون على عاتقهم الالتزام بالحصول من المسلحين على الموافقة للانسحاب من هذه المناطق لتوفير أمن الممرات الانسانية وعندما التقينا مع جون كيرى فى روما وافقوا على هذه الرؤية وقدموا مقترحاتهم على الورق ولكن بعد أربعة أيام سحبوا هذه المقترحات وعادوا الى موقفهم السابق المسدود ويتلخص في أنه قبل تحديد الممرات الانسانية يطالبون باعلان هدنة لمدة سبعة أيام.. وكما تدركون فإن الإرهابيين سيستخدمون هذه الهدنة لإعادة تزويد صفوفهم بالأسلحة والعناصر الجديدة”.
وأضاف لافروف: “نعول على أن تستخدم الولايات المتحدة نفوذها على المسلحين وعلى الذين يقدمون الدعم لهم”.
وأشاد لافروف بدور صربيا في تأمين المساعدات الإنسانية إلى سورية مشيرا إلى أن طائرة روسية نقلت قبل فترة ليست بالبعيدة مساعدات إنسانية لسورية مقدمة من قبل صربيا.
ولفت لافروف إلى تصرفات بعض وسائل الإعلام الغربية غير اللائقة ممن تسعى للحصول على الحقائق فيما يتعلق بالمنظمات المرشحة للحصول على جائزة نوبل للسلام مثل “القبعات البيضاء.
وتتصدر ما تسمى منظمة “القبعات البيضاء” في الآونة الأخيرة الإعلام الغربي وتقول عن نفسها إنها منظمة محايدة ومستقلة قوامها متطوعون لا يحظون بأي تمويل أجنبي في حين أكد موقع “لاند ديستروير” الأمريكي أن هؤلاء عبارة عن فبركة إعلامية غربية هدفها كسب تعاطف الرأي العام العالمي لاختلاق كوارث إنسانية واستخدامها ذريعة لتدخل غربي أوسع في سورية.
ريابكوف: العمل مع الإدارة الامريكية الحالية حول الأزمة في سورية أمر صعب جداً
وفي وقت سابق اليوم أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم أن العمل مع الإدارة الامريكية الحالية حول الأزمة في سورية أمر صعب جداً.
ونقلت سبوتنيك عن ريابكوف قوله في تصريحات صحفية اليوم انه “تبين للأسف الشديد عدم قدرة إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بشكل عام على الاتفاق”، مشيراً إلى أن موسكو ستستمر في الاتصالات مع الجانب الأمريكي رغم ذلك.
وفي سياق حديثه عن العلاقات الروسية الأمريكية قال ريابكوف “إن إدارة أوباما تترك للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنقاض تركة ثقيلة في العلاقات مع روسيا”، موضحاً أن روسيا تدرس بعناية كل الإشارات التي يرسلها ترامب والأشخاص من محيطه بشكل عام.
ونفى ريابكوف أمس توصل روسيا لاتفاق مع الولايات المتحدة حول خروج “المسلحين” من أحياء حلب الشرقية، مؤكداً أن “الولايات المتحدة تصر في محادثاتها مع روسيا على شروط غير مقبولة بشأن وقف اطلاق النار”.
وكان وزير الخارجية سيرغى لافروف أعلن مؤءخرا أن روسيا ترى وجود غرابة في تصرفات الولايات المتحدة حول صياغة اتفاقات بخصوص الوضع في حلب، مشيراً إلى أن الجانب الأمريكي طلب في البداية عقد لقاء ولكنه لاحقاً سحب الطلب المذكور ومن ثم اتفق بعد ذلك على مواصلة الحوار في جنيف.
الخارجية الروسية: موسكو ستقوم بكل ما هو ممكن لطرد الإرهابيين من تدمر
من جهة ثانية أكد النائب الأول لوزير الخارجية الروسي فلاديمير تيتوف أن موسكو ستقوم بكل ما هو ممكن لطرد إرهابيي تنظيم “داعش” من مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي.
وبعد تكبده خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد بنيران وحدات الجيش العربي السوري والقوات المسلحة العاملة في منطقة تدمر تمكن تنظيم “داعش” الإرهابي من الدخول إلى مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي أمس حيث ذكر مراسل سانا في حمص أن عناصر الجيش والقوات المسلحة استبسلوا في الدفاع عن مدينة تدمر وخاضوا اشتباكات عنيفة مع التنظيم التكفيري الذي هاجم بأعداد كبيرة زادت على 4 آلاف إرهابي من جهات متعددة المدينة السكنية.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن تيتوف قوله في تصريحات صحفية اليوم.. “إن روسيا تعتبر أن تحرير تدمر سابقا كان نتيجة مهمة للجهود المشتركة في سورية” مشددا على أن “موسكو ستفعل كل ما بوسعها لعدم السماح بعودة الإرهابيين إلى هناك”.
بيسكوف: رفض واشنطن التعاون مع موسكو في محاربة الإرهاب أدى إلى تكثيف تنظيم “داعش” الإرهابي هجماته داخل سورية
بدوره أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف أن رفض الولايات المتحدة التعاون مع روسيا في مجال محاربة الإرهاب أدى إلى تكثيف تنظيم “داعش” الإرهابى هجماته داخل سورية.
وقال بيسكوف فى تصريحات للصحفيين فى موسكو اليوم أن “التنسيق الفعلي للعمليات العسكرية والتعاون الحقيقى مع دول أخرى وبالدرجة الأولى الولايات المتحدة كان من شأنه أن يكون أكثر فعالية لتجنب هجمات مثل تلك التي وقعت على مدينة تدمر إلا أن واشنطن ترفض للأسف التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهابيين في سورية” مؤكدا في الوقت ذاته أنه سيتم وضع حد لهجمات إرهابيي “داعش” على مدينة تدمر في القريب العاجل.
ولفت بيسكوف إلى أن الهجوم الإرهابى على مدينة تدمر يدل مرة أخرى على التهديد الخطر الذى يشكله تنظيم “داعش” الإرهابى مؤكدا في هذا الصدد أن الجانب الروسي سيواصل عمله في مكافحة الإرهاب الدولي وتقديم الدعم للقوات السورية فى حربها ضد الإرهاب.
وكان النائب الأول لوزير الخارجية الروسي فلاديمير تيتوف أكد في وقت سابق اليوم أن روسيا ستقوم بكل ما هو ممكن لطرد إرهابيي تنظيم “داعش” من مدينة تدمر فى ريف حمص الشرقي.
كما أشار بيسكوف إلى أن “هناك عملية لإخراج مجموعات كبيرة من الإرهابيين من العراق لأسباب مختلفة ما سيسمح لهم بتشكيل تجمعات إرهابية كبيرة على الأراضى السورية للانتقال إلى مرحلة الهجوم هناك”.
وكان مصدر عسكرى روسي كشف في الثاني عشر من تشرين الأول الماضي أن “واشنطن والرياض اتفقتا على تمكين إرهابيي “داعش” من الخروج الآمن من مدينة الموصل العراقية قبل بدء معركة استعادة المدينة بهدف نقلهم إلى سورية” مشيرا إلى أن الخطة الأمريكية السعودية تشمل نقل “أكثر من 9 آلاف من إرهابيى “داعش” من الموصل إلى مناطق في شرقي سورية لإشراكهم في عملية هجومية كبيرة تدخل ضمن أهدافها الاستيلاء على مدينتى دير الزور وتدمر”.
إلى ذلك دعا بيسكوف المجتمع الدولى إلى “بذل الجهود من أجل تحرير مدينة تدمر التاريخية” من أيدى الإرهابيين.
وردا على سؤال حول إمكانية استقدام قوات برية روسية إلى سورية للمشاركة في العملية ضد الإرهاب قال بيسكوف.. “إن جميع الأسئلة التكتيكية التي لا تزال بحاجة للدراسة يمكن طرحها على الزملاء في وزارة الدفاع الروسية”.
وبعد تكبده خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد بنيران وحدات الجيش العربي السوري والقوات المسلحة العاملة فى منطقة تدمر تمكن تنظيم “داعش” الإرهابي من الدخول إلى مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي أمس حيث ذكر مراسل سانا في حمص أن عناصر الجيش والقوات المسلحة استبسلوا في الدفاع عن مدينة تدمر وخاضوا اشتباكات عنيفة مع التنظيم التكفيري الذي هاجم بأعداد كبيرة زادت على 4 آلاف إرهابي من جهات متعددة المدينة السكنية كما ارتكبوا مجزرة بعد دخولهم إلى المدينة راح ضحيتها عدد من النساء والأطفال.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 13/12/2016)