عقد مجلس الشعب جلسته التاسعة عشرة من الدورة العادية الثانية للدور التشريعي الثاني برئاسة الدكتورة هدية عباس رئيسة المجلس حيث قدم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عرضا حول آخر المستجدات على الساحتين العربية والدولية.
وأكدت الدكتورة عباس في مستهل الجلسة رفض أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل قرار الضم الإسرائيلي المشؤوم للجولان المحتل و بطلان هذا القرار العدائي الجائر الذي اتخذه كيان الاحتلال الغاصب فارضا قوانينه التعسفية الإرهابية على أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل. وقالت الدكتورة عباس بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لقرار الضم المشؤوم.. إن “العدو الصهيوني أكد بهذا القرار استمراريته في تحدي الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن لكون الجولان العربي السوري المحتل جزءا لا يتجزأ من سورية” موضحة أن “الموقف المشرف لأهلنا الصامدين في الجولان تجلى بتمسكهم بانتمائهم الوطني وهويتهم الوطنية ورفضهم لهذا القرار الباطل”. وتوجهت عباس بالتحية لصمود أهلنا في الجولان المحتل مختتمة بالقول.. “نعاهدكم بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وعزيمة جيشنا الباسل أن الجولان العربي السوري عائد للوطن لا محالة”. وأكد وزير الخارجية والمغتربين أمام المجلس أهمية إبراز انتصار القوات المسلحة وإنجازاتها في حلب وصمود أهلنا الذين سطروا أروع صور الصمود والتضحية فيها وقال.. إن “حلب ستعود وبعد أيام قليلة معدودة يعلن تحريرها من سطوة ونير الإرهابيين”.
وأوضح المعلم أن التآمر على سورية لم يتوقف بل ازداد ضراوة في معركة حلب نتيجة قلق المتآمرين على أدواتهم الإرهابية كـ “جبهة النصرة” و “نور الدين الزنكي” وحركة “أحرار الشام” وغيرها مضيفا.. “مع الأسف هذا هو العالم الغربي ولكن ذلك لن يثنينا عن مواصلة النضال ضد الإرهاب حتى تحرير كل شبر من أرض سورية الحبيبة”.
وقال المعلم.. إن “العديد من قادة الدول التي تآمرت على سورية لم يناموا بالأمس فهم قلقون على من تبقى من إرهابيين في أحياء شرق حلب رغم أنهم يقبعون على أقل من 2 بالمئة من مساحة مدينة حلب” مضيفا.. “بالأمس كان هناك اجتماع لمجلس الأمن الدولي ومن تابعه يخرج باستنتاج وحيد أنه كان مهرجانا للكذب بكل معنى الكلمة”. وتابع المعلم.. إن “بان كي مون كان قلقا كعادته وساهم في حملة التضليل عندما قال بأنه قلق على من خرج من المدنيين من حلب وكذلك كان مندوبو أمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم”.
وأضاف المعلم.. “الغريب أن نتنياهو قلق وطالب خلال اجتماع حكومته مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة من أجل أهل حلب والأغرب من ذلك ملك السعودية الذي طلب من وزير خارجيته أن يدعو لجلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مصير أهلنا في حلب الأمر الذي يبين التواطؤ والشراكة الكاملة لهذه الأطراف في التآمر على سورية”.
وقال المعلم.. إن “30 ألفا من أهلنا في أحياء غرب حلب قتلوا وجرحوا بقذائف الإرهابيين العشوائية وكان قادة الدول المتآمرة ينامون ملء أجفانهم وأرسلت وزارة الخارجية أكثر من 540 رسالة إلى مجلس الأمن لتدوين هذه الجرائم الإرهابية ولم يتحدث أحد عنها”.
ولفت المعلم إلى أن “الإرهابيين نصبوا مجلسا محليا في شرق حلب وكان رئيسه يجول في أوروبا وأراد منا دي ميستورا أن نعتمده لإدارة شؤون أحياء شرق حلب الأمر الذي يعني مكافأة الإرهابيين عوضا عن مكافحتهم كما كانوا يتباكون على شح المواد الغذائية وتبين أنه كان في كل حي مخزن للمواد الغذائية والطحين يمنع الأهالي من الوصول إليه إلا بأسعار السوق السوداء وكان هناك مخازن للسلاح والذخيرة ومصانع للحشوات والقذائف وعدد لا يحصى من الأقبية والأنفاق والتحصينات وكل ذلك كان موجودا في شرق حلب” مشيرا إلى أنه من هنا أقول يجب أن نثمن عاليا الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في حلب.
وقال المعلم.. “لقد تآمروا بشكل مفضوح مع تنظيم داعش الإرهابي بل ساعدوه على العودة إلى تدمر بهدف التشويش والتعمية على انتصار الجيش العربي السوري في حلب وحرمان السوريين من نشوة النصر ولكن لا يمكن لأحد أن يحجب نور الشمس” مؤكدا أن انتصار حلب هو “انتصار تاريخي سيغير وجه الأزمة في سورية والمنطقة”.
وأكد المعلم أن تدمر سيتم تحريرها عاجلا وليس آجلا مشددا على أهمية المصالحات التي جرت مؤخرا في منطقة التل وقبلها خان الشيح وداريا والمعضمية وغيرها من المناطق مثمنا الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية.
وفي رده على مداخلات عدد من أعضاء المجلس أكد المعلم أن التوغل التركي في شمال سورية هو “عدوان موصوف على السيادة السورية وسيتم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لرده وصده” وقال.. “نحن حاليا نخوض معركة شرسة مع أدوات نظام أردوغان في سورية ولا سيما في حلب حيث أن كل التنظيمات الإرهابية المتطرفة فيها تتلقى تعليماتها من المخابرات التركية”.
وشدد المعلم على أن سورية “لا يمكن أن تسمح على الإطلاق ببقاء جندي تركي واحد على أراضيها”. وحول الاعتداءات الإسرائيلية على سورية بين المعلم أن “العلاقة بين الكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية كجبهة النصرة وغيرها في جنوب سورية وخاصة في محافظة القنيطرة باتت واضحة ولا يمكن تجاهل دور هذا الكيان في التعاون مع الإرهابيين من أجل إقامة حزام آمن على غرار ما فعل في جنوب لبنان سابقا ولكن سورية لن تسمح بحدوث ذلك”.
وبالنسبة لسياسات بعض الدول العربية والإقليمية تجاه المهجرين السوريين لفت المعلم إلى أن هذه الدول تستغل قضية المهجرين لخدمة أجنداتها ومصالحها وتمنعهم من العودة إلى سورية وتحد من حريتهم وتنقلاتهم لاستثمار قضيتهم مؤكدا أن الحكومة السورية ترحب بكل أبنائها المهجرين وهي على استعداد لاستقبالهم ومساعدتهم وتأمين الحياة الكريمة لهم. وبشأن مرحلة إعادة الإعمار أشار المعلم إلى أن هناك طريقين للإسراع في إعادة الإعمار أولهما اللجوء إلى الغرب وصندوق البنك الدولي وتنفيذ شروطهما وهذا سيضر بمحافظة سورية على قرارها المستقل وسيادتها الوطنية ولكننا لا يمكن أن نقبل بالشروط الغربية وثانيهما إعادة الإعمار بالتعاون مع أصدقائنا والاعتماد على قدراتنا الوطنية وإرادة الشعب السوري. ولفت وزير الخارجية والمغتربين إلى الاهتمام الذي توليه سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد لأبنائها المغتربين سواء لجهة التعاطي البناء والإيجابي مع طلباتهم أو زيادة تواصلهم مع الوطن الأم مشددا على أهمية دور المغتربين في عملية إعادة الإعمار.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 14/12/2016)