تابع الوفد الحكومي برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء جولاته في حلب وزار اليوم عدداً من القطاعات الخدمية والاقتصادية واطلع على واقع المدينة الصناعية بالشيخ نجار وسير العملية الإنتاجية في عدد من المعامل والمنشآت الصناعية كما التقى الصناعيين وإدارة المدينة الصناعية.
وأكد المهندس خميس أهمية تحديد أولويات العمل للمرحلة المقبلة وتشكيل فرق عمل لوضع الاستراتيجيات والأهداف المرحلية وآلية تنفيذ كل منها وتحديد الصعوبات والمعوقات وتقديم الرؤى والمقترحات بما يسهم في تعافي المدينة الصناعية وزيادة عدد المعامل المنتجة لافتا إلى أن الحكومة تولي المدينة الصناعية بالشيخ نجار أهمية خاصة نظرا لما تشكله من صرح اقتصادي مهم وهي جادة في تقديم كل الدعم المطلوب وتأمين الدعم اللازم لزيادة دوران العجلة الإنتاجية فيها.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء ضرورة التكامل في العمل لتوفير كل متطلبات العملية الإنتاجية واجتراح الحلول المنطلقة من ارض الواقع مجددا الحرص التام على تقديم الدعم بكل أشكاله سواء ما يتعلق بالتمويل أو توفير الظروف المناسبة للعمل والإنتاج والقضاء على المظاهر السلبية وتطوير آليات وأساليب العمل.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذا العمل لا يقع على عاتق الحكومة فحسب بل هي مسؤولية مشتركة ومطلوب من كل المعنيين سرعة التجاوب مع متطلبات المرحلة الراهنة وبما يتكامل مع الإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الأرض وآخرها انتصار حلب.
وأوضح المهندس خميس أن وزارتي الكهرباء والإدارة المحلية والبيئة تعملان على تأمين مصادر الطاقة اللازمة للمدينة الصناعية مع التركيز على مشاريع إعادة تأهيل البنى التحتية والمرافق الخدمية لافتا إلى أن المطلوب من اتحاد غرف الصناعة وإدارة المدينة الصناعية العمل المشترك لتحديد كل ما يلزم لدعم المدينة الصناعية بكل احتياجاتها.
وقدم مدير المدينة الصناعية عرضا بين فيه عدد المعامل المنتجة والجهود المبذولة لتوفير الخدمات وإعادة إعمار ما دمرته يد الإرهاب.
وفي منطقة مساكن هنانو زار الوفد قسم الشرطة واستمع من المعنيين عن الإجراءات التي تم اتخاذها منذ تطهير المنطقة من الإرهاب وتفعيل عمل القسم من خلال ترسيخ الحالة الأمنية لزرع الطمأنينة لدى المواطنين الذين عادوا إلى منازلهم بعد طرد الإرهابيين منها.
كما شارك الوفد الوزاري الأطفال في مدرسة أبي خليل القباني منشطا تعليميا ترفيهيا من النشاطات التي تقوم بها مديرية التربية ومنظمة طلائع البعث كنوع من الدعم النفسي للطلاب وزرع القيم الوطنية والتربوية الصحيحة في نفوسهم وقام الوفد الوزاري بتوزيع حقائب تحوي قرطاسية كاملة على الطلاب.
واستمع الوفد الوزاري من إبراهيم ماسو مدير التربية إلى شرح عن الجهود المبذولة لإطلاق العملية التعليمية في الأحياء الشرقية وترميم المدارس والنهوض بالواقع التعليمي والدراسي للأطفال.
وبين وزير التربية الدكتور هزوان الوز أن عدد المدارس المتضررة نتيجة الإرهاب في الأحياء الشرقية من المدينة يبلغ 503 مدارس وقد تم وضع خطة إسعافية لصيانة 50 مدرسة منها ستكون جاهزة نهاية شهر شباط القادم مشيرا إلى أنه تم افتتاح 8 مدارس في عدد من الأحياء الشرقية وقد استقبلت التلاميذ الذين عادوا لمقاعد العلم والدراسة.
وشملت زيارة منطقة مساكن هنانو تفقد العيادات الشاملة التي تعرضت لتدمير ممنهج من التنظيمات الإرهابية واستمع الوفد الوزاري من مدير صحة حلب الدكتور زياد الحاج طه إلى شرح مفصل عن حجم التدمير الذي طال مركز العيادات الشاملة والخدمات التي يقدمها والتدمير الذي طال المستودعات المركزية إضافة إلى شرح عن الخدمات المقدمة حالياً للمواطنين من خلال العيادات المتنقلة والنقاط الطبية.
وأوضح وزير الصحة الدكتور نزار يازجي أن الوزارة حريصة على إعادة كل المستوصفات والمراكز الصحية في المناطق المطهرة من الإرهاب لتخديم الأهالي العائدين كما يتم توفير عيادات متنقلة كإجراء فوري لتأمين الرعاية والخدمات الطبية لهذه المناطق.
وزار الوفد الوزاري مطار حلب الدولي واطلع على أعمال التأهيل واستمع إلى شرح عن مراحل الإنجاز التي تضمنت تأهيل “الهناغر” والمدارج وإضاءتها وتجهيز صالة الهجرة والجوازات.
وفي مركز جبرين للإقامة المؤقتة التقى الوفد عددا من الأسر المتضررة جراء جرائم الإرهاب واطلع على الخدمات المقدمة لهم واستمع من الأسر إلى معاناتهم السابقة نتيجة الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون بحقهم.
كما اطلع الوفد الوزاري على أعمال رفع الأنقاض في حي الشعار والجهود المبذولة من الجهات العامة بهذا الصدد إضافة إلى فتح الطرقات لتسهيل عودة الأهالي إلى مناطقهم.
واطلع الوفد الوزاري على حجم التدمير الذي طال المجمع الطبي في حي قاضي عسكر والذي يضم مشفيي العيون والأطفال ومدرسة التمريض والمعهد الصحي واستمع من مدير الصحة عن الخدمات الطبية التي كانت تقدم ضمن المشافي والتعليمية في مدرسة التمريض والمعهد الصحي.
وبين رئيس مجلس الوزراء في تصريح للصحفيين أن الجولة تأتي بعد عقد عدة اجتماعات مع الفعاليات الرسمية والشعبية في حلب وذلك للاطلاع على واقع المناطق والأحياء لتحديد الرؤى ووضع الخطط المستقبلية لتأطير العمل مشيراً إلى أن حجم الدمار الذي تعرضت له حلب كبير إلا أن صمود أبناء حلب وتضحيات الجيش العربي السوري أعادت حلب لأهلها وأنه بفضل تضافر الجهود سيتم إعمارها وإعادة إقلاع عجلة الإنتاج في المدينة الصناعية وكل المناطق الصناعية وسيعود كذلك مطار حلب الدولي للخدمة قريباً.
وأوضح المهندس خميس أن الحكومة ستتابع سير الأعمال على مدار الساعة وأن الميزانية المخصصة لتأهيل البنى التحتية وإعادة الإنتاج ستكون مفتوحة وفق الأولويات وبما يخدم أهالي حلب ويحقق التنمية المطلوبة.
بدوره أكد وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس حسين عرنوس أن العمل يتم على ترحيل الأنقاض من الشوارع الرئيسية ومن ثم باقي الشوارع لتسهيل دخول الأهالي إلى منازلهم.
وأوضح المهندس عرنوس في تصريح صحفي خلال جولة الوفد الحكومي في حي الشعار أن الشركات الإنشائية تعمل منذ اليوم الأول لتطهير أحياء حلب من رجس الإرهاب على إزالة الأنقاض وفتح الطرقات مبينا أنه تم زج كل الآليات لدى شركات القطاع العام لترحيل الأنقاض حيث يعمل حتى الآن أكثر من 200 آلية وأن كل الإمكانات المتوافرة مسخرة لهذه الغاية.
شارك في الجولة محافظ حلب وأمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي وقائد الشرطة.
المهندس خميس: الجامعات مكون أساسي في الصمود بالمعركة التي تخوضها سورية
كما التقى رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي والهيئة التدريسية في جامعة حلب.
وأكد المهندس خميس خلال اللقاء أن “الجامعات مكون أساسي من مكونات المقاومة والصمود في المعركة التي يخوضها قطرنا حيث تقع على القطاع التعليمي مسؤولية كبيرة في بناء المجتمع”.
وقال المهندس خميس.. إن “الطلبة هم الجيش التعليمي وببنائهم بناء وطنياً تتم مواجهة الفكر التكفيري التخريبي وهذا يتطلب تطوير آليات العمل وتعزيز الأفكار الإيجابية للمساهمة في مرحلة البناء”.
ولفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن “تحديات ما بعد الانتصار لا تقل عن التحديات أثناء المعركة ما يفرض تطوير آليات العمل وتكامل الرؤى والأفكار للخروج بأفكار إبداعية لرسم المستقبل” مشيراً في هذا السياق إلى دور جامعة حلب في وضع بصماتها في عملية إعادة الإعمار من خلال المشاركة في الدراسات الهندسية والتنظيمية كونها تمتلك مقومات مهمة في هذا المجال يجب استثمارها إضافة إلى ضرورة إقامة دراسات اجتماعية في الأحياء التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار.
واستمع المهندس خميس والوفد المرافق من القائمين في الجامعة عن واقعها التعليمي وصمودها خلال سنوات الأزمة والخطط والرؤى المستقبلية لتطوير العملية التعليمية فيها.
حضر اللقاء عدد من الوزراء وأمين فرع حلب لحزب البعث ومحافظ حلب ورئيس الجامعة وقائد شرطة المحافظة وعدد من كوادر جامعة حلب.
المهندس خميس يؤكد أهمية دور رجال الدين في نشر روح المحبة والتسامح
والتقى المهندس خميس والوفد الحكومي المرافق في مبنى محافظة حلب مساء اليوم رجال الدين الإسلامي والمسيحي في المحافظة.
وأكد المهندس خميس أهمية الدور الذي يؤديه رجال الدين الإسلامي والمسيحي في نشر روح المحبة والتسامح الديني في المجتمع وخلق الوعي لدى الأهالي أمام الحملة التكفيرية الكبيرة المعادية التي تحاول الدول المتآمرة نشرها وتدمير الروح السامية للأديان السماوية والمعالم الحضارية التاريخية والدينية في الوطن.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى اهتمام الحكومة بتقديم كل الدعم لمحافظة حلب من خلال وضع خطط ورؤى مستقبلية لإعادة إعمار وترميم ما دمرته يد الإرهاب وتطوير واقع الخدمات وفتح الطرقات وإعادة عمل الدوائر الحكومية في المناطق المحررة والاهتمام بالاقتصاد من خلال إعادة العملية الإنتاجية للعمل وتقديم كل التسهيلات من خلال تطوير التشريعات والقوانين الاقتصادية.
وقال.. “نعمل على تعزيز الواقع الأمني بالمحافظة وتسهيل حركة الأهالي وتطوير المخطط التنظيمي للمدينة بما يلبي التوسع العمراني وحاجات وخدمات المواطنين إضافة لمواصلة العمل على تعزيز التنمية البشرية وتطوير الخطاب الديني وتحصين أفراد المجتمع لمواجهة الأفكار الهدامة التي حاولت المجموعات الإرهابية بثها في المجتمع”.
واستمع المهندس خميس إلى مداخلات رجال الدين التي ركزت على المطالبة بإعادة بناء وترميم دور العبادة المتضررة من الإرهاب في المناطق المحررة وتأمين المياه والكهرباء وإعادة العملية التربوية لإحياء حلب القديمة والمحررة لمحاربة الفكر التخريبي وغرس حب الوطن بين الأطفال وتحصين المواطن ورعايته.
كما تناولت المداخلات تطوير وتوسيع المخطط التنظيمي للقضاء على العشوائيات وتوفير السكن المناسب للمواطن وتأسيس نواد ثقافية اجتماعية للارتقاء بمستوى الفكر في المجتمع وتشجيع السياحة الدينية من خلال تطوير القوانين والتشريعات المتعلقة بها وتقديم التسهيلات اللازمة و”إعادة هيكلة المؤسسة الدينية بناء على الكفاءة وشفافية الموقف”.
حضر اللقاء وزراء الداخلية والأشغال العامة والإسكان والصحة والسياحة والإدارة المحلية والبيئة والنقل وأمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظ حلب.
وزير السياحة: تقييم الأضرار التي طالت المنشآت السياحية في حلب لتعويض أصحابها
كما أكد وزير السياحة المهندس بشر يازجي أن الوزارة ستجري تقييماً للأضرار الكبيرة التي طالت المنشآت والمواقع السياحية في مدينة حلب لتعويض أصحابها وتسهيل الإجراءات الإدارية لإعادة بنائها ووضعها في الخدمة.
وبين الوزير يازجي خلال لقائه اليوم أعضاء غرفة السياحة في المنطقة الشمالية وأصحاب الحرف التراثية أهمية وضع الخطط والبرامج وإطلاق المبادرات التي من شأنها إعادة الألق والوهج للصناعات اليدوية والحرف التراثية التي تعبر عن تاريخ وعراقة وتراث وحضارة حلب وسورية عموماً.
ولفت الوزير يازجي إلى أن خطط الوزارة تتقاطع مع كل خطط الوزارات التي تهدف إلى إعادة بناء وإعمار ما دمره الإرهاب موضحاً أن الرؤية القادمة ستكون شاملة بدءا بعملية التوثيق السياحي مروراً بإطلاق المبادرات للترويج السياحي وانتهاء بإعادة تأهيل المنشآت والمواقع السياحية وإنشاء قرى وأسواق تراثية تشكل نقاط جذب سياحية تظهر أصالة الصناعة اليدوية بحلب وإرثها العريق.
بدورهم أكد أصحاب الحرف التراثية أنهم عازمون أكثر من أي وقت مضى لإعادة الألق والوهج لهذه الحرف التراثية لتكون واجهة حلب السياحية مطالبين الوزارة بتقديم الدعم المطلوب وتبسيط الإجراءات لتسهيل عودة الحرفيين إلى ورشاتهم ومنشآتهم.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 4/1/2017)