أكد عضو برلمان الاتحاد البلجيكي فيليب دوفينتر رئيس الوفد البلجيكي الذي يزور سورية أن الحكومات الأوروبية خاضت الحرب الخطأ وبدلاً من أن تدعم الحكومة السورية الشرعية قامت بدعم الإرهابيين الوهابيين الذين يريدون تدمير سورية وإقامة دولة وهابية إرهابية.
وأضاف خلال لقائه والوفد المرافق مع محافظ حلب حسين دياب أنه زار سورية قبل عامين وحذر من خطورة الإرهاب الذي يضرب سورية وأنه سيرتد على داعميه وسيضرب دول أوروبا وأمريكا وهو ما حدث بالفعل.
وتمنى دوفينتر أن يسهم الانتصار في حلب على الإرهاب في فتح عيون السياسيين الأوروبيين وتغيير نمط تعاطيهم مع الأحداث في سورية لافتاً إلى أن الشعوب الأوروبية تدرك حقيقة وخطر الإرهاب وخصوصا بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت دول أوروبا.
ولفت رئيس الوفد البلجيكي إلى أن زيارته ورفاقه إلى حلب تأتي بهدف الاطلاع على الواقع بعيدا عن المغالطات التي تروجها بعض وسائل الإعلام في الغرب ونقل الصورة الحقيقية إلى الشعب البلجيكي والأوروبي بشكل عام.
من جانبه قدم محافظ حلب للوفد لمحة عن حلب وتاريخها وحضارتها التي تعود إلى آلاف السنين مشيرا إلى أن الحرب الإرهابية استهدفت البشر والحجر وتدمير البنى التحتية والمرافق الخدمية والممتلكات العامة والخاصة إلى جانب تدمير المدينة القديمة التي تعد إرثاً إنسانياً وحضارياً.
وأكد دياب أن انتصار حلب على الإرهاب غير كل موازين القوى والمعادلات الإقليمية والدولية وأسس لمرحلة جديدة قوامها طرد الإرهاب من كل بقاع الأرض السورية وهو ما يتم حاليا بفضل صمود كل أبناء الوطن وتلاحمهم مع الجيش العربي السوري.
وبين محافظ حلب الجهود الحكومية المبذولة لإعادة البناء وإعمار ما دمرته يد الإرهاب وتوفير كل المستلزمات الخدمية والمعيشية للمواطنين انطلاقاً من مسؤولية الدولة تجاه كل أبنائها متمنيا على الوفد الضيف أن ينقل للحكومات والشعوب الأوروبية حقيقة الأحداث التي تتعرض لها سورية وحلب وتبيان أنها حرب إرهابية تشن على الدولة والشعب السوري.
وأشار المحافظ إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي يقوم بقطع المياه منذ أكثر من 20 يوماً بشكل كامل عن كل أهالي حلب في جريمة ضد الإنسانية.
وكان الوفد البرلماني البلجيكي قد التقى مساء اليوم مع عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وذلك في فندق “شهباء حلب” وبين رئيس وأعضاء الوفد أن سورية كانت على الدوام موطنا للحضارات وأرض الديانات وقد حاول الإرهاب من خلال ذرائع مفتعلة تشويه هذه الصورة مؤكدين أن سياسات الحكومات الأوروبية والغربية تجاهلت عن قصد ما عاناه الشعب السوري من إرهاب وهابي حاول تدمير المجتمع السوري ونسيجه الاجتماعي المتنوع.
وأشار رئيس الوفد البرلماني البلجيكي إلى أنه يتفهم جيداً غضب الشعب السوري تجاه السياسات الخاطئة سواء للحكومة البلجيكية أو لباقي الحكومات الأوروبية.
ووجه رجال الدين الإسلامي والمسيحي انتقادات شديدة للسياسات الغربية التي شجعت ومولت ودعمت الإرهاب والإرهابيين مطالبين الوفد بأن ينقل الصورة الحقيقية لشعوب أوروبا عموما والشعب البلجيكي على وجه الخصوص حول حقيقة ما عاناه الشعب السوري على مدى حوالي ست سنوات من الحرب الإرهابية.
وأشار عدد من رجال الدين إلى أن سورية كانت ولا تزال وستظل أرض العيش المشترك واللوحة الفسيفسائية الجميلة بكل مكوناتها وأطيافها من كل الأديان والأعراق.
كما زار الوفد البرلماني البلجيكي جامعة حلب والتقى مع الدكتور مصطفى أفيوني رئيس الجامعة والدكتور محمد نايف السلتي أمين فرع جامعة حلب للحزب واستمع الوفد إلى شرح منهما حول الجامعة وصمودها واستمرار العملية التدريسية والبحثية فيها طوال سنوات الحرب الإرهابية وذلك تحدياً للإرهاب وإيماناً بأهمية العلم كسلاح في مواجهة الفكر الإرهابي الوهابي الظلامي.
وأعرب رئيس الوفد عن سروره لزيارة هذا الصرح العلمي وبما سمعه من ثبات وصمود واستمرار للعلم فيه وهو ما يعطي الصورة الناصعة للشعب السوري.
حضر هذه اللقاءات بيير مرجانه وفارس الشهابي عضوا مجلس الشعب.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 3/2/2017)