أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا عن ارتياح بلاده لنتائج اجتماع أستانا الذي عقد الشهر الماضي حول تسوية الأزمة في سورية مشيرا إلى أن روسيا تتخذ خطوات محددة لدفع عملية التسوية في جنيف.
واعتبر لافروف في حديث لمجلة بروفيل النمساوية نشر اليوم أن الاجتماع هو “خطوة نوعية جديدة في رفد جهود الحل السياسي للأزمة في سورية” وقال “نحن نؤيد استئناف المحادثات السورية السورية برعاية المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا ونعتقد كما في السابق أن إطارها يجب أن يكون واسع التمثيل وشاملا كما ينص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأشار لافروف إلى أن اجتماع استانا أعطى زخما إضافيا لعملية جنيف معيدا إلى الأذهان البيان الصادر في ختام الاجتماع والذي أكد على التمسك بسيادة واستقلال سورية ووحدة أراضيها بلدا ديمقراطيا متعددا إضافة إلى مواصلة العمل المشترك في مكافحة التنظيمات الإرهابية كـ”داعش” وجبهة النصرة.
وعقد اجتماع أستانا حول الأزمة في سورية يومي ال23 وال24 من كانون الثاني الماضي وصدر في ختامه بيان أكد الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وأن الحل الوحيد للأزمة في سورية سيكون من خلال عملية سياسية كما أعلن تشكيل آلية ثلاثية لمراقبة نظام وقف الأعمال القتالية ومواصلة وحول العلاقات الروسية الأمريكية قال لافروف “إن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبعث نوعا من الأمل في حدوث تحركات إيجابية في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة” مبينا أن موسكو تابعت عن كثب تصريحات ترامب حيال العلاقات بين بلاده وروسيا مؤكدا في الوقت ذاته أن التدهور الذي شهدته العلاقات الروسية الأمريكية في السنوات الأخيرة ناجم عن ممارسات الإدارة الأمريكية السابقة المتعمدة في هذا الاتجاه.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب أكدا في أول اتصال هاتفي بينهما في ال28 من الشهر الماضي أهمية توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب الدولي وإقامة تنسيق حقيقي بين البلدين من أجل القضاء على تنظيم “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى في سورية كما أعربا عن عزمهما على العمل معا لتنشيط التعاون الروسي الأمريكي وتطويره بشكل بناء وعلى أساس من المساواة والمنفعة المتبادلة للطرفين.
وأوضح لافروف أن روسيا كانت منفتحة باستمرار على تطوير العلاقات مع الجانب الأمريكي وبلورة علاقات للتعاون تقوم على مبادئ الندية والاحترام المتبادل والأخذ المشترك بمصالح البلدين مشيرا إلى أن الضرر الفادح الذي ألحقته إدارة أوباما بالعلاقات مع موسكو يتطلب بذل الجانبين جهودا جبارة لإعادة ترميمها.
وقال لافروف “لا بد في الوقت الراهن من التريث حتى يتكيف المسؤولون الرئيسيون الجدد مع مهام مناصبهم ويحددوا توجهات السياسة الخارجية الأمريكية ذات الأولوية ليصار بذلك فقط إلى استخلاص الاستنتاجات اللازمة للمرحلة المقبلة”.
وأضاف لافروف “نحن على يقين تام بأنه بوسعنا لدى توفر الاهتمام الروسي والأمريكي المشترك السير قدما في تسوية القضايا الخلافية بين الجانبين والإسهام في تجاوز المشكلات الرئيسية التي تشهدها المرحلة” مشيرا إلى أهمية التعاون بين موسكو وواشنطن ولا سيما في مكافحة الإرهاب الدولي.
وعلى صعيد التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين أشار لافروف إلى طاقات كامنة كبرى في التعاون الروسي الأمريكي في ميادين الاقتصاد والابتكارات والتكنولوجيا معيدا إلى الأذهان رفض معظم الشركات الأمريكية الناشطة في روسيا إخلاء السوق الروسية المربحة رغم الضغوط والعقوبات التي مورست عليها من قبل إدارة أوباما.
وبشأن القيود الروسية المفروضة على الواردات من أوروبا قال لافروف “إن القيود التي فرضتها روسيا تعتبر إجراء نزيها اتخذ من أجل حماية الزراعة الروسية من التنافس غير النزيه من قبل المنتجين الأوروبيين” مبينا أن روسيا قامت بفرض العقوبات بمثابة الرد على ذلك.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 6/2/2017)