أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوضع الراهن أكثر ملاءمة بكثير لاتخاذ خطوات عملية لحل الأزمة في سورية مشيرا إلى أن العمل جار على تحضير جولة محادثات في جنيف في الـ20 من الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة.
واعتبر لافروف في مقابلة مع قناة “إن تي في” الروسية اليوم “أن طرح شروط مسبقة من قبل “المعارضة” قد يؤدي إلى تأجيل هذه الجولة من المحادثات ما سيلحق أضرارا جدية بسمعة منظمة الأمم المتحدة” وقال: إنه “لا يجب الأخذ بعين الاعتبار أي تقلبات في الأهواء لدى مختلف “مجموعات المعارضين” ولا سيما “المعارضين الخارجيين” الذين يعيشون منذ وقت طويل خارج سورية” داعيا في الوقت ذاته المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا إلى الأخذ بصلاحياته المتعلقة بتشكيل وفد من “المعارضة” للمشاركة في محادثات جنيف المقبلة.
وأوضح لافروف أن موعد الـ20 من شباط لاستئناف الحوار السوري في جنيف لا يزال قائما معربا عن الأمل في أن يدرك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوث الأممي إلى سورية مسؤولياتهما حيال ذلك.
وأوضح لافروف أن روسيا تحضر لاتصالات جديدة بين الحكومة السورية و”الجماعات المسلحة” في العاصمة الكازاخية أستانا هذا الأسبوع ووجهت دعوة للولايات المتحدة للمشاركة في هذا الاجتماع حيث سبق وحضر الأمريكيون الجولة الأولى من الاجتماع بصفة مراقبين لكنهم حصلوا حاليا على دعوتنا لهم للمشاركة في الاتصالات اللاحقة بمجرد أن يشكلوا فريقهم الخاص بالشرق الأوسط وسورية.
وبين لافروف أن محادثات أستانا ليست بديلا عن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة في سورية مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأردن يساهم في انضمام “جماعات مسلحة” جنوب سورية إلى عملية أستانا.
وكانت وزارة الخارجية الكازاخية أعلنت أمس أنه تمت دعوة وفد الجمهورية العربية السورية وممثلي “المعارضة” إضافة إلى “دى ميستورا” إلى اجتماع في أستانا يومي الـ15 والـ16 من الشهر الجاري بشأن تسوية الأزمة في سورية.
إلى ذلك شدد لافروف على أنه إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر مكافحة الإرهاب أولوية رئيسية على الساحة الدولية فلا بد من الاعتراف بأن من يحارب تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية بالدرجة الأولى هو الجيش العربي السوري وحلفاؤه بدعم من المجموعة الجوية الروسية مبينا أن “موسكو تعتبر مشاركة إيران وحزب الله في مكافحة الإرهاب في سورية أمرا مهما ونأمل في أن تتخذ واشنطن موقفا عمليا براغماتيا في هذه المسألة”.
كما دعا لافروف إلى “الاسترشاد بالعقل السليم فيما يخص العلاقات الأمريكية مع إيران” وعدم إطلاق التهم جزافا ضدها.
من جهة أخرى أكد لافروف استمرار العمل على عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي بعد تحديد المكان والتوقيت المناسبين لكلا الجانبين مذكرا بالاتصال الهاتفي الذي جرى بينهما الشهر الماضي وتم خلاله بحث جملة من القضايا.
وأعرب الوزير الروسي عن أمله في أن يوضح لقاؤه مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مسالة لقاء بوتين مع ترامب مشيرا إلى أنه وتيلرسون سيشاركان في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول العشرين الكبرى وكذلك في مؤتمر ميونيخ للأمن المزمع عقدهما في ألمانيا في الشهر الحالي.
وكان لافروف أرسل برقية إلى نظيره الأمريكي مطلع الشهر الحالي أعرب فيها عن أمله بتحسين العلاقات بين البلدين وسط توقعات بلقاء يجمع الوزيرين في إطار أحد الاجتماعات الدولية بما في ذلك ميونيخ وبون اللتين ستشهدان اللقاء الوزاري لمجموعة العشرين المقرر في بون يومي الـ16و الـ17 من شباط ومؤتمر ميونيخ للأمن المقرر في الـ17 من الشهر الجاري.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 13/2/2017)