أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع استانا الدكتور بشار الجعفري أن تقييم مسار استانا هو تقييم إيجابي ما دام يخدم الهدف الأساسي بتحقيق تثبيت وقف الأعمال القتالية وفصل من يؤمن بالحل السياسي عن الإرهابيين.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحفي عقب الجلسة العامة لاجتماع استانا.. ” تقييمنا لمسار أستانا هو تقييم إيجابي ما دام يخدم الهدف النبيل الأساسي الذي أتينا من أجله وهو تحقيق تثبيت لوقف الأعمال القتالية ومن ثم فصل المجموعات المسلحة التي وقعت على اتفاق وقف الأعمال القتالية عن المجموعات التي رفضت التوقيع على الاتفاق.. بمعنى فصل من يؤمن بالحل السياسي عن الإرهابيين”.
وأضاف الجعفري “وبعد ذلك هناك التزام من قبل الجميع.. كل من وقع بما في ذلك الأطراف الثلاثة الضامنة والمجموعات المسلحة التي وافقت على اتفاق تثبيت وقف الأعمال القتالية.. كل هذه الأطراف ملزمة حكما بمحاربة الإرهاب دعما لجهود الجيش العربي السوري وأصدقائه وحلفائه”.
وتابع الجعفري.. “إن اجتماع أستانا 2 برأينا مهد الطريق أمام انعقاد مؤتمر جنيف القادم.. والذي يجب ان يأخذ بعين الاعتبار مخرجات أو نتائج اجتماع أستانا 2 وأستانا 1 قبل ذلك بحيث تكون هذه المخرجات أي نتائج أعمال استانا 1 واستانا 2 في صلب أعمال اجتماع جنيف القادم.. لأننا لا يمكن أن نبدأ كل اجتماع من الصفر متناسين التراكم الذي حققناه على مدى الاجتماعات السابقة”.
وأشار الجعفري إلى أن اللقاءات التي اجراها وفد الجمهورية العربية السورية مع الاصدقاء الروس والإيرانيين كانت مثمرة وأسهمت بشكل كبير في عقد هذا الاجتماع متوجها بالشكر الى كازاخستان الدولة المضيفة على جهودها المبذولة للتحضير لهذا الاجتماع.
وأكد الجعفري أن سورية ملتزمة بترتيبات وقف الأعمال القتالية حرصا منها على إنهاء سفك دماء السوريين وقال.. “لكن بلادي تحتفظ بحق الرد على أي خرق لهذه الترتيبات من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.. كل من يخرق هذه الترتيبات سيعتبر هدفا إرهابيا مشروعة محاربته من قبل الجيش العربي السوري وأصدقائه وحلفائه.. ستواصل بلادي سورية جهودها لتحرير كل شبر من أراضيها من سيطرة التنظيمات الإرهابية المعروفة ونعني بذلك “داعش” و”النصرة” ومشتقاتهما وتلك التي لم تلتزم بنظام وقف الأعمال القتالية”.
وأوضح الجعفري أن عدم صدور بيان ختامي عن هذا الاجتماع يعزى أساسا إلى وصول الوفد التركي ووفد المجموعات الإرهابية المسلحة في وقت متأخر إلى أستانا ووصولهم اليوم مؤشر على عدم جدية مشاركتهم وليس فقط عدم جدية من ناحية الشكل وإنما وجود إرادة واضحة لدى هذين الوفدين لعرقلة اجتماع أستانا وإفشاله لافتا الى أن الوفد التركي جاء بمستوى تمثيلي منخفض لا يرقى إلى ما تدعيه تركيا من أنها دولة ضامنة من بين الدول الضامنة الثلاث.
وقال الجعفري.. “هكذا يصبح الأداء التركي مشوبا بكثير من أسئلة الاستفهام .. أولا الوصول المتأخر إلى الاجتماع.. ثانيا.. عدم صدور بيان ختامي بسبب المعارضة التركية لمسودة البيان الختامي وثالثا.. التمثيل التركي المنخفض الذي لا يتناسب والآمال المعقودة لدى منظمي هذا الاجتماع”.
وتابع الجعفري.. “مع ذلك نحن نريد ان نقول كلمة حق اتجاه الدولة المضيفة كازاخستان والوفدين الصديقين روسيا وإيران الذين نجحوا في تطويق هذه المحاولات والمناورات الرامية إلى تقويض مسار أستانا وإعادة كل هذه الجهود الكريمة التي بذلت هنا في أستانا 1 و أستانا 2 إلى المربع صفر ..لكنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا”.
وأضاف الجعفري.. “هذا من حيث الشكل أما من ناحية المضمون فأود أن أقول بأن تركيا هي المسؤولة عن خروقات السيادة السورية وهي لديها مسؤولية ضبط حدود بامتداد 910 كيلومترات.. لكنها لا تفعل ذلك بل تسهل دخول عشرات آلاف المرتزقة الأجانب من كل أصقاع الدنيا إلى بلادي عبر حدودنا المشتركة”.
وأكد الجعفري أنه لا بد من اتخاذ إجراءات حاسمة من جانب تركيا التي تدعي أنها دولة ضامنة لمسار أستانا لإغلاق الحدود التركية أمام تدفق الإرهابيين إلى سورية مضيفا.. “هذا إذا أردنا فعلا أن نتحدث عن نظام لوقف الأعمال القتالية.. لا يمكن للحكومة التركية أن تلعب دور مولع الحرائق ورجل الإطفاء في آن معا.. الدور التركي حاليا هو دور مولع الحرائق.. لا بد لتركيا من سحب قواتها الغازية داخل أراضينا واحترام بيان أستانا 1 الذي أكد على وحدة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وردا على أسئلة الصحفيين أوضح الجعفري أن “وصول الوفد التركي متأخرا إلى استانا والتمثيل المنخفض وعدم الموافقة على الانضمام إلى مسودة البيان الختامي كل ذلك أمر محرج للدول الضامنة وللدولة المضيفة”.
وحول مناقشة موضوع ضم مناطق أخرى إلى نظام وقف الأعمال القتالية أوضح الجعفري “أن هذا الامر لم تتم مناقشته وستتم المتابعة فيه من قبل خبراء عسكريين”.
وردا على سؤال عن تقييمه الإيجابي للاجتماع أشار الجعفري إلى أن اجتماع استانا مبني على مبادرة من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والكازاخستاني نور سلطان نزارباييف وتقوم على أسس قبلتها الحكومة السورية ووردت في بيان استانا 1 وبشكل أساسي فصل المجموعات الإرهابية المسلحة عن المجموعات التي وافقت على اتفاق وقف الأعمال القتالية ومحاربة الإرهاب بشكل مشترك وضبط الحدود وقال.. “هذه هي العناصر الرئيسية التي نتوخاها من بقية الاطراف لأنها هي جوهر بيان استانا 1 ونحتاج ربما إلى بعض الصبر لنرى تنفيذا عمليا من الجانب التركي لهذه الالتزامات .. وهو امر للأسف لم يحصل حتى الان.. يعني إذا كان هناك سلبية ما في هذا الاجتماع فهو الأداء التركي بالتحديد”.
وبشأن التوافق على ما يسمى اللجنة المشتركة وفريق العمل لمراقبة وقف الأعمال القتالية وتعامل سورية معه من الناحية الفعلية على الأرض أوضح الجعفري “أن هذا الواقع يتعلق بمجموعة العمليات المشتركة وهي ورقة صدرت باسم الدول الثلاث الضامنة وليس باسم الاجتماع وهذا أمر ينبغي أخذه بعين الاعتبار” مبينا “أن هذه الورقة كانت مدار بحث ونقاش بين المشاركين وستقوم العاصمة دمشق بدراسة هذه الوثيقة وإبداء الرأي بها لاحقا”.
وما إذا تم التطرق إلى بحث مسألة الدستور السوري قال الجعفري.. “إن مسالة الدستور السوري لم يجر بحثها على الاطلاق في اجتماع استانا 2 .. والمسالة الدستورية استثنائيا أمر سوري يجب بحثه بين السوريين أنفسهم ومن دون اي تدخل أجنبي فيه وبالتالي فإن هذه المسالة لم تكن موضوعا لأي نقاشات في استانا 2”.
وعن التصريحات بوجود توافق على ورقة خلال الاجتماع والاختلاف على اثنتين ستتم مناقشتهما في الاجتماعات اللاحقة قال الجعفري.. “في هذا الاجتماع ناقشت الدول الثلاث الضامنة ورقة واحدة فقط من الأوراق الثلاث.. والورقتان الاخريان لم تناقشا وستتم مناقشتهما في الاجتماعات القادمة في أستانا”.
وحول تقييم دور الأردن التي شاركت كمراقب في هذا الاجتماع قال الجعفري.. “بالنسبة لمشاركة الأردن لدينا الكثير من العتب على السياسة الأردنية اتجاه بلادنا.. سواء من خلال استضافة غرفة الموك في عمان أو من خلال تسهيل تحركات الإرهابيين على حدودنا المشتركة معها التي تخل بعلاقات حسن الجوار وعلاقات الأخوة والانتماء التي تجمع بين البلدين”.
وأشار الجعفري إلى أن هناك هجوما تشنه ثماني فصائل إرهابية على مدينة درعا منذ أربعة أيام وهذه الفصائل كلها تحظى بالرعاية الأردنية حيث أطلقت آلاف القذائف على أهلنا في مدينة درعا وقال.. ” لذلك نحن نتطلع فعلا إلى أن تقترن أفعال ممثلي الأردن في هذا الاجتماع بالأقوال على الأرض.. لا يكفي ان نقول وأن نسمع كلاما معسولا إنما نريد تنفيذا حقيقيا على الأرض .. إن الأردن كان وما زال مصدر الم وازعاج كبيرين لشعبنا .. وربما يسهم انخراط الأردن في اجتماع استانا بصفة مراقب في قيامه بإعادة النظر لسياسته الخاطئة اتجاه سورية”.
وفي وقت سابق عقدت الوفود المشاركة في اجتماع استانا حول تسوية الأزمة في سورية جلسة عامة بعد ظهر اليوم في العاصمة الكازاخستانية.
وفي كلمته بالجلسة قال الجعفري: “إننا نتطلع لاستمرار مسار استانا وإلى نجاحه بما يخدم آمال وتطلعات الشعب السوري بالأمن والأمان بكل أراضي سورية”.
لافرنتييف: المشاورات في أستانا يجب أن تكون قاعدة لمحادثات جنيف
من جهته أكد رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف أن الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سورية من الأولويات التي يمكن أن تساعد في التعاون البناء والانتقال إلى المسار السياسي لافتا إلى أن المشاورات في أستانا يجب أن تكون قاعدة لمحادثات جنيف.
وأشار لافرنتييف خلال مؤتمر صحفي في أستانا اليوم إلى أنه جرت خلال اجتماع أستانا 2 لقاءات ثنائية وثلاثية مكثفة وعلى مستوى الخبراء “لاتخاذ القرارات الملائمة للتخلص من الخلافات” معتبرا أن “الحوار السوري السوري المباشر لا يزال بعيدا وعلينا أن نقترب خطوة تلو الخطوة لإنهاء الخلافات والعمل المكثف مع ممثلي الحكومة السورية و”المعارضة المسلحة”.
ولفت لافرنتييف إلى أن هذه المشاورات بالصيغة الثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران هي التي سمحت في هذه المرحلة بالتوصل إلى نتائج “رغم أنها ضئيلة بعض الشيء لكنها نجحت في إيجاد مجموعة مشتركة ستعمل على ضمان متابعة نظام وقف الأعمال القتالية بكل جوانبها الى جانب النظر في المواضيع والمسائل المتعلقة بالتسوية السياسية للأزمة في سورية”.
وأوضح لافرنتييف أن الوثيقة التي تمت مناقشتها اليوم حول تشكيل “المجموعة المشتركة” التي ستعمل على كل المسائل المتعلقة بوقف إطلاق النار أما الوثيقتان الثانية والثالثة فهما وثائق متممة.
وبين لافرنتييف أن الاجتماع في أستانا ليس فقط لحل المسائل ذات الصفة العسكرية وإنما هو منصة يمكن أن ينظر فيها لمسائل التسوية السياسية مؤكدا أن روسيا ستقوم بكل ما بوسعها للعمل على اتخاذ القرارات الصحيحة من أجل تحفيز العملية السياسية وتسوية الأزمة في سورية.
ورأى لافرنتييف أن النقاشات التي جرت في أستانا يمكن أن تقرب المواقف وتساعد على إجراء الحوار السوري السوري في جنيف.
ودعا لافرنتييف المجتمع الدولي إلى دعم الجيش العربي السوري في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي مؤكدا أن مكافحة هذا الشر يجب أن تستمر ليس على أراضي سورية فحسب وإنما على أراضي العراق.
وفي كلمته بالجلسة قال “إنه منذ اجتماع استانا الأول كان هناك الكثير من الجهود لضمان استمرار نظام وقف الأعمال القتالية ومن خلال الجهود المشتركة يمكننا تقريب وجهات النظر وتحقيق السلام في سورية”.
وأضاف لافرنتييف.. “إن مهمتنا هي دعم نظام وقف الأعمال القتالية في سورية”.
أنصاري: الأهم في هذه المرحلة تثبيت وقف إطلاق النار والشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلاده
بدوره أكد رئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري أن الأهم في هذه المرحلة تثبيت وقف إطلاق النار والبداية بالخطوات المستقبلية باتجاه الحل السياسي للأزمة في سورية مشددا على أن الشعب السوري هو الذي يقرر مستقبل بلاده بنفسه.
وقال أنصاري في تصريح للصحفيين في أستانا “ناقشنا كل التفاصيل الإجرائية وأكملنا المسار الذي بدأناه في الاجتماع الأول” مضيفا “إن كل الأمور المرتبطة بوقف إطلاق النار وتثبيته مطروحة ضمن أجندات مسار أستانا وقد ناقشناها برحابة صدر”.
ولفت أنصاري إلى أنه تم الاتفاق بشكل مبدئي على أن الاجتماع القادم سيكون بعد أقل من شهر مع ترجيح عقده أيضا في أستانا باتفاق الدول الراعية.
وأوضح أنصاري أن الإطار الثلاثي لرعاية اجتماع أستانا سيبقى كما هو مع إمكانية توجيه دعوات جديدة لأطراف أخرى بصفة مراقب حسب الحاجة والضرورات إضافة إلى ترتيب نوع من التنسيق مع الأمم المتحدة مشيرا إلى أن مسار أستانا ليس بديلا عن أي مسار آخر لكن توجد ميزات إيجابية له من الممكن أن تستثمر باتجاه حل الأزمة في سورية.
واعتبر أنصاري أن الميزة الأهم في اجتماع أستانا هي الجمع ما بين الجهات التي كان لها سياسات مختلفة في السنوات الماضية حول الأزمة في سورية رغم أن هذه الخطوات ما زالت في بدايتها.
وحول موضوع الدستور السوري أوضح أنصاري “أن هذا الموضوع شأن سوري داخلي بحت مرتبط بالشعب السوري الذي سيقرر مصير بلده في المستقبل وكل التفاصيل المرتبطة بالقضايا السياسية”.
وأوضح أنصاري في تصريح لقناة المنار اللبنانية أن “هناك صعوبات تواجه المفاوضات بعضها مرتبط بالمعارضة وداعميها” وقال: “نحن بصدد عقد اجتماع مشترك نهاية هذا اليوم لمناقشة ما تم بحثه في اجتماع أستانا الثاني”.
عبد الرحمانوف: نأمل بأن يكون اجتماع استانا بناء ويتم الاتفاق على خطوات عملية بشأن تسوية الأزمة في سورية
كما أعرب وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمانوف في كلمته في الجلسة عن أمله بأن يكون اجتماع اليوم بناء ويتم الاتفاق على خطوات عملية بشأن تسوية الأزمة في سورية.
وكانت معلومات مقربة من الجانب الكازاخي أشارت في وقت سابق إلى أنه لا يوجد بيان ولا وثيقة للاجتماع وإنما فقط كلمات بروتوكولية للوفود المشاركة.
وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم الخارجية الكازاخستانية أنور جايناكوف أن الاستشارات الثنائية للوفود المشاركة في اجتماع استانا بدأت قبيل الجلسة العامة للاجتماع موضحا أن وفد التنظيمات الإرهابية سينضم إلى اللقاءات الثنائية في وقت لاحق.
وأشار مدير قسم آسيا وافريقيا في وزارة الخارجية الكازاخستانية ايدربيك توماتوف إلى تخفيض مستوى التمثيل التركي في الاجتماع وأن وفد التنظيمات الإرهابية يضم تسعة إرهابيين لافتا إلى أن الاجتماع النهائي سيكون في الساعة الرابعة عصر اليوم بتوقيت استانا.
وفي تصريح للصحفيين نقلته وكالة تاس الروسية أوضح توماتوف أن المشاركين في اجتماع استانا يدرسون إمكانية إنشاء “فريق عمل” من أجل مراقبة وقف الأعمال القتالية إضافة إلى المسائل المتعلقة بانضمام مناطق محددة إلى نظام وقف الأعمال القتالية مشيرا إلى أن المشاركين يدرسون أيضا مسودة البيان الختامي للاجتماع.
وقال توماتوف إن “المشاركين في اجتماع استانا يعتزمون إتمام محادثاتهم اليوم والتوصل إلى قرار محدد” معتبرا أن اللقاءات التي تعقد في استانا حول الأزمة في سورية “توفر فرصة لمناقشة القضايا العملية فيما يتم النظر بالنواحي السياسية لحل الأزمة في سورية في محادثات جنيف”.
يشار إلى أن الاجتماع الأول في استانا حول حل الأزمة في سورية الذي جرى في ال 23 وال 24 من الشهر الماضي أكد في بيانه الختامي الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وشدد على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية والإصرار على محاربة الإرهاب.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :