شارك وزير الخارجية الرومانية تيودور ميليشكانو في أعمال المؤتمر الأمني في ميونيخ الذي عقد في الفترة 17 – 19 شباط 2017 . وخصص اليوم الأول (17/2/2017) من المؤتمر لمناقشة الوضع الراهن على الصعيد الدولي مع التركيز على التعاون عبر الأطلسي، ومستقبل أوروبا ودور الناتو في السياق العالمي الجديد.
وعلى هامش أعمال المؤتمر ، التقى وزير الخارجية تيودور ميليشكانو مع نظيره الفرنسي جان مارك أيرول، حيث تم التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية الثنائية، واستعراض الأولويات المشتركة على الأجندة الأوروبية بما فيها التعاون مع جمهورية مولدوفا. وقبل وزير الخارجية الروماني دعوة نظيره الفرنسي لزيارة باريس في الفترة القادمة كفرصة لتعميق الأهداف الاستراتيجية المشتركة.
كما التقى ميليشكانو مع نظيره الأوكراني بافلو كليمكين ، وتم التطرق إلى التطورات الإقليمية.
في اليوم الثاني (18/2/2017) تواصلت المناقشات حول أهمية العلاقة عبر الأطلسي في السياق الدولي الحالي وتعزيز دور الاتحاد الأوروبي في مجال الأمن والدفاع. كما جرى بحث الجوانب ذات الاهتمام بشأن التطورات الأمنية في منطقة شرق آسيا، وأوراسيا، والقطب الشمالي وتأثير تغير المناخ على الأمن.
وأبرز وزير الخارجية تيودور ميليشكانو خلال المناقشات المتعلقة بالدفاع الأوروبي أهمية المبادرات المشتركة لتعزيز الاتحاد الأوروبي على أساس القيم والمبادئ الأساسية، والحاجة إلى نهج متماسك، وشامل ومتضامن، مع التركيز على رؤية طويلة الأجل للدول الأعضاء. وأكد مجدداً دعم رومانيا لتعميق دور الاتحاد في مجال الأمن والدفاع والتكامل في هذا المجال مع الناتو.
واستعرض المسؤول الروماني أهمية تعزيز دور الاتحاد كلاعب عالمي ومؤثر ومستدام. مشدداً على أهمية مبدأ الشمولية في التطورات المتعلقة بالدفاع الأوروبي، بحيث تكون هذه التطورات مفيدة للاتحاد الأوروبي ككل ولجميع الدول الأعضاء.
وأوجز الوزير تيودور ميليشكانو مساهمات رومانيا في ضمان الأمن الأوروبي – الأطلسي والدولي مشيراً في هذا السياق إلى أهمية العلاقة عبر الأطلسي كأساس لحلف شمال أطلسي قوي له أهميته على الصعيد العالمي.
وعلى هامش المؤتمر، التقى رئيس الدبلوماسية الرومانية مع كل من نظيره الجورجي ومع نظيره الأذري، ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومع غيرهم من كبار المسؤولين المشاركين في المؤتمر.
كما التقى تيودور ميليشكانو مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس شتولتنبرج الذي هنأ وشكر الحكومة الرومانية على تخصيص 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي لميزانية الدفاع.
وفي اليوم الثالث (19/2/2017) تركزت المناقشات على التطورات الأمنية في الشرق الأوسط، وفي سياق تغير الإدارة في واشنطن اعتبر المؤتمر فرصة لمناقشة أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة من وجهة نظر الكونغرس الأمريكي.
وشمل برنامج عمل وزير الخارجية في ميونيخ لقاءات ثنائية مع كل من نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، والتركي، مولود تشاويش أوغلو، ومع رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، فاتودا بنسودا، ومع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، عبد اللطيف بن راشد آل يزني ، ومع مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق.
كما حضر ميليشكانو اجتماعاً لمجموعة القيادة الأمنية الأوروبية الأطلسية، مؤكداً خلال الاجتماع على ضرورة إيجاد حلول لاستئناف عملية نزع السلاح النووي، بالتزامن مع تدابير خفض عدد القوات المسلحة والأسلحة الكلاسيكية، وعلى أهمية مثل هذه التدابير في منطقة البحر الأسود.
وفي ختام المؤتمر، حضر الوزير ميليشكانو غداء عمل رفيع المستوى بدعوة من منظمة المجلس الأطلسي، وخلال المأدبة تم تحليل النتائج الرئيسية للاجتماع. كما أجرى لقاء ثنائياً منفصلاً مع ممثلي المجلس الأطلسي للولايات المتحدة، وتبادل لوجهات النظر والتقييمات بشأن الأولويات الحالية للتعاون عبر الأطلسي.
وخلال المحادثات، أشار وزير الخارجية الروماني إلى أن التطورات في الوضع الأمني خلال العام الماضي وأوائل عام 2017 أكدت مجدداً على الدور الحيوي لحلف شمال الأطلسي، وفي الوقت نفسه، سلط الضوء على أهمية تعزيز العلاقات عبر الأطلسي كعلاقة بين شركاء طبيعيين وأقوياء يتقاسمون القيم والمصالح المشتركة. وأشار الى ضرورة التزام الشركاء الأوروبيين بمسؤوليات أكبر في مجال الدفاع، فضلاً عن إرادة سياسية قوية على جانبي المحيط الأطلسي، وذلك لتوفير رد فاعل على جميع التحديات الراهنة والمستقبلية وفقاً لمبادئ التضامن ووحدة الحلف. وقال الوزير الروماني إنه في الفترة المقبلة على الولايات المتحدة وأوروبا إظهار الاهتمام وفهم المواقف وتصورات الشريك الآخر والعمل معاً لتحقيق أهداف مشتركة لصالح الأمن الأوروبي الأطلسي والدولي.
(المصدر: الموقع الرسمي للخارجية الرومانية، بتاريخ 17/2/2017)