حرصا من الحكومة على استقرار العمل في الأسواق التجارية قرر مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية اليوم برئاسة المهندس عماد خميس رئيس المجلس إعادة النظر بدخول عناصر الضابطة الجمركية إلى المحلات التجارية داخل المدن وتكليف وزارتي المالية والاقتصاد والتجارة الخارجية بعقد اجتماع تنسيقي مع الفعاليات التجارية للوقوف على آرائهم ومقترحاتهم لبلورة تعليمات جديدة حول هذا الموضوع علما أن مشروع قانون الجمارك الذي يتم إعداده حاليا يراعي ضبط هذه الحالة.
وللاستمرار بتخريج كوادر أكاديمية بمستوى علمي متقدم حفاظاً على عراقة جامعة دمشق وافق مجلس الوزراء على مشروع إحداث “جامعة دمشق الثانية” كما وافق على مشروع مرسوم يتضمن الترخيص لجامعة خاصة باسم “جامعة الأخطل الدولية الخاصة” في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة ولفرع لها في مدينة معرة صيدنايا في محافظة ريف دمشق.
ونظراً لأهمية الملكية العقارية المصانة بالدستور وبغية الحفاظ على حقوق المواطنين وإعادة الاستقرار للقطاع العقاري في ظل الظروف التي تمر على البلاد ولضرورة تنظيم عملية إعادة تكوين الوثائق العقارية التالفة أو المفقودة كلياً أو جزئياً وافق المجلس على مشروع القانون الناظم لإجراءات إعادة تكوين الوثيقة العقارية المفقودة أو التالفة جزئياً أو كليا واعتبارها تتمتع بالقوة الثبوتية ذاتها بغية الحفاظ على حقوق المواطنين وإعادة الاستقرار للقطاع العقاري.
ويشكل هذا المشروع الأساس القانوني للتعامل مع أي تلف يصيب الوثائق العقارية مستقبلاً بغض النظر عن الظروف المسببة ليكون بذلك مكملاً لمهمة السجل العقاري ويمكنه من تحقيق أهدافه بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
ونظراً لتعذر حصول العديد من المنشآت بمختلف أنواعها على الترخيص الإداري وفق القوانين والأنظمة النافذة نتيجة انتقالها من المناطق التي تشهد تعديات من قبل الإرهابيين إلى المناطق الآمنة وبهدف تأمين استمرار عملها وتعزيز الإيرادات المالية للوحدات الإدارية أقر المجلس مشروع قانون بمنح المنشآت القائمة والمستثمرة غير الحاصلة على الترخيص الإداري إذناً بمزاولة نشاطها بشكل مؤقت.
وطلب المجلس من وزارة الأشغال العامة والإسكان تفعيل عمل هيئة التخطيط الإقليمي نظرا للدور الكبير لمخرجاتها خلال المرحلة القادمة في إعادة الإعمار وتحديد هوية كل منطقة تنظيميا واستثماريا وزراعيا مع الحفاظ على الهوية العمرانية لكل منطقة بما يتناسب مع جوهر عملية التخطيط الإقليمي إضافة إلى الطلب من وزارة الإدارة المحلية والبيئة انجاز هوية تنظيمية واضحة للساحل السوري والاستثمار الأمثل لكل منطقة وفق تصنيفها.
وانطلاقاً من حرص الحكومة على تذليل المعوقات التي تعترض المواطنين السوريين المقيمين خارج الجمهورية العربية السورية عند الحصول على بعض الوثائق وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل الرسم القنصلي لمنح وتجديد جوازات ووثائق السفر للمواطنين السوريين ومن في حكمهم الموجودين خارج الجمهورية العربية السورية حيث تمت إضافة فئة منحهم الجواز بشكل فوري ومستعجل مع إمكانية إصداره ضمن البلاد من قبل ذويهم أو وكلائهم القانونيين.
ووافق المجلس على مشروع قانون تعديل رسوم ترخيص بناء السفن وتسجيلها ونقل ملكيتها وشطبها والرسوم الأخرى المفروضة على السفن التي تدخل موانئ الجمهورية العربية السورية أو ترسو في مياهها الإقليمية وبالوقت نفسه إعادة النظر بعقد محطتي الحاويات لتحققا المصلحة العامة.
وتوقف المجلس عند تحرير مدينة تدمر من الإرهاب على يد بواسل الجيش العربي السوري والتخريب الممنهج لمعلم مهم من معالم الحضارة والتراث الإنساني بالتوازي مع إرسال فريق من المتخصصين من المديرية العامة للآثار والمتاحف يقوم حاليا بتقييم الأضرار الناجمة عن العمليات الإرهابية والبدء بأعمال الترميم لعودة المدينة إلى ألقها.
ووافق المجلس على طلب برنامج الأغذية العالمي السماح للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة والعاملة في مجال توفير وتوزيع المعونات الإنسانية باستيراد كميات محددة من مادة المازوت على دفعات من الجمهورية اللبنانية.
وطلب المجلس من وزارات الدولة تكثيف الاتصالات مع المشاركين بالمعارض الداخلية من تجار وصناعيين ومقدمي خدمات للاطلاع على نوعية الظروف التي يعمل بها هؤلاء ومن وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية تفعيل عمل المناطق الحرة وكلف وزارة الإدارة المحلية والبيئة تقييم واقع الكورنيش البحري الشرقي في طرطوس ليصار إلى تحسين واقعه من جميع النواحي.
وصدق المجلس على كتاب وزارة الإعلام المتعلق بالترخيص لصحيفة “نوافذ اللاذقية” وتصدر في محافظة اللاذقية أسبوعياً والترخيص لصحيفة “نوافذ الشام” وتصدر في محافظة دمشق أسبوعياً والترخيص لمجلة “المهندس الرقمي الصغير” وتصدر في محافظة دمشق شهرياً ووافق على كتاب وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية المتعلق بمحددات تعريف المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وفي تصريح للصحفيين عقب الجلسة لفت وزير الادارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف إلى أن موافقة المجلس على مشروع القانون الناظم لإعادة تكوين الصحيفة العقارية التي تعرضت للتلف الجزئي أو الكلي أو الفقدان لأي سبب كان ستسهم في تحقيق الاستقرار في قطاع الملكية العقارية وهذا سيزيد من وثوقية وصون حقوق المواطنين باكتساب الصحائف التي تثبت ملكيتهم وفق الدستور مبينا أن إعادة التكوين للصحيفة العقارية تتم بمسارين إما مسار إداري من خلال الكادر الاداري في مديرية المصالح العقارية أو قضائي من خلال لجنة يرأسها “القاضي العقاري”.
ولفت الوزير مخلوف إلى أن مراحل إعادة تكوين الصحيفة العقارية تمر بمسارات من شأنها استنفاد فرص الإعلام بالطرق الرسمية وفتح مجال الاعتراض وتقديم الثبوتيات المشفوعة بوثائق وقرائن تثبت الحقوق وأيضاً هناك فرص للاستئناف أمام المحاكم العادية وكل ذلك من شأنه أن يعيد تشكيل الصحيفة العقارية كما كانت ولها قوة الوثيقة الأصلية نفسها.
بدوره أكد وزير الثقافة محمد الأحمد أن تحرير مدينة تدمر من قبل أبطال الجيش العربي السوري جنبها المزيد من تخريب كان منتظراً من تنظيم “داعش” الإرهابي لافتا إلى أن التقديرات الأولية تبين أن واجهة المسرح التدمري الأثري محطمة بالكامل إضافة إلى الأعمدة المصلبة ولدينا 15 منها ليست حقيقية على خلاف أسقفها التي تعرضت وبكل أسف للتهديم.
وأشار الوزير إلى أن الحرب التي نعيشها اليوم غايتها الأساسية استهداف الدول التي تمتلك ثقافة عريقة وإرثا حضاريا حقيقيا موضحا أنه تم إرسال مختصين في المديرية العامة للآثار والمتاحف لتقييم الأضرار التي لحقت بالمدينة الأثرية في تدمر.
بدوره بين وزير المالية الدكتور مأمون حمدان أنه سيتم الاجتماع مع أصحاب الفعاليات المختلفة في أسواق دمشق للوصول إلى تفاهم حول موضوع الجمارك والضابطة الجمركية لافتا إلى أن التهرب الضريبي يضر بالمصلحة الوطنية والاقتصاد الوطني وبالصحة العامة اذا كانت البضائع المهربة غذائية.
وأوضح الوزير انه يتم العمل على إصدار قانون عصري ومتطور للجمارك من شأنه أن يحل العديد من الإشكاليات الموجودة حالياً.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 8/3/2017)