أعلن رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع “أستانا 3” الدكتور بشار الجعفري أن الوفد ناقش مع الوفد الروسي الى الاجتماع كل التحضيرات الجارية لنجاحه وبما يضمن الخروج بنتائج إيجابية تتناسب مع الجهد الكبير الذي بذلته روسيا وإيران والحكومة السورية مؤكدا انخراط وفد الجمهورية العربية السورية بنفس إيجابي لإنجاح الجولة الثالثة من أستانا.
وقال الجعفري عقب لقاء مع الوفد الروسي مساء اليوم إن “الجانب التركي يعرقل نجاح أستانا ونحن ندرك أن عدم مجيء الجماعات المسلحة يصب في هذا الاتجاه وبتعليمات طبعا من المشغل التركي ومع ذلك فان العمل السياسي يتحمل الكثير من المسؤولية ولذلك نحن ننخرط بشكل إيجابي مع الجانبين الروسي والإيراني وستستمر المباحثات غير الرسمية غدا والعمل يسير بصورة مشددة”.
الجعفري: بحثنا مع الوفد الإيراني كل القضايا المتصلة بالتحضيرات لإنجاح الجولة الثالثة من اجتماع أستانا
كما أعلن الجعفري أن الوفد أجرى خلال لقاء مع الوفد الإيراني جلسة استكشافية تشاورية جديدة حول كل القضايا المتصلة بالتحضيرات لإنجاح الجولة الثالثة من أستانا.
وقال الجعفري عقب اللقاء مساء اليوم “تبادلنا الآراء مع الوفد الإيراني كما كنا تبادلناها مع الوفد الروسي وكلاهما يمثلان دولتين ضامنتين وحليفين للجمهورية العربية السورية ومن الضروري جداً أن نتبادل الآراء للوقوف على أرضية مشتركة وتقييم مشترك في أستانا.. والأمور تنبئ بالخير إن شاء الله وهناك قراءة مشتركة للوفود الثلاثة سوف تدفع قدما بمسار أستانا إلى الأمام”.
الجعفري: حريصون كل الحرص على إنجاح مسار أستانا ووصول المحادثات إلى بر الأمان
وكان الجعفري قال في تصريح للصحفيين على هامش اجتماع أستانا في وقت سابق اليوم “نحن حريصون كل الحرص على إنجاح مسار أستانا ووصول المحادثات هنا إلى بر الأمان بما يخدم مصالحنا القومية العليا والشعب السوري سواء حضرت الفصائل المسلحة أم لا وأعتقد أن هذا الموقف هو موقف معظم المشاركين في أستانا”.
وأضاف الجعفري “أجرينا مباحثات مع الوفد الروسي حول جدول أعمال أستانا 3 وكانت المباحثات استكشافية جدية حول جدول أعمال اجتماعاتنا في أستانا 3 وقمنا بتقييم سياسي لمجمل الوضع والمشهد السائد حاليا سواء في الداخل السوري أو في الإقليم أو على صعيد المواقف الدولية من الأزمة في سورية وكانت الرؤية مشتركة واتفقنا حول الكثير من النقاط وسنعاود الاجتماع هذا المساء الساعة ال 7 للبدء في مناقشة معمقة لما سميناه جدول أعمال اجتماع أستانا”.
وأشار الجعفري إلى أن “موضوع فصل المعارضة عن الإرهابيين سيتصدر محادثات أستانا 3 ولم نبحث مع روسيا توقيع أي وثيقة في أستانا”.
وأوضح الجعفري أن وفد الجمهورية العربية السورية جاء إلى أستانا للقاء ضامنين اثنين هما إيران وروسيا وقال: “نحن لم نأت بالأساس كوفد الجمهورية العربية السورية لنلتقي وفد الفصائل المسلحة.. أتينا لنلتقي بضامنين هما إيران وروسيا” مؤكدا أن “مسألة حضور الفصائل المسلحة من عدمها لا تعنينا بشكل مباشر”.
وتابع الجعفري: “بطبيعة الحال عدم حضور الفصائل المسلحة يخدم وجهة نظر الحكومة السورية ويظهر العورة السياسية لهذه المجموعات المسلحة التي هي بالأساس غير مستقلة برأيها”.
وأوضح الجعفري “سواء حضروا أم لا هذا ليس قرار الفصائل بل قرار مشغليهم وبالتالي المسالة سياسية تتعلق بالضامنين الثلاثة وعندما يخل أحد الضامنين بالتزاماته وأعني بذلك تركيا .. وهي من يجب أن يسأل عن حضور هذه المجموعات”.
وأجرى وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري مع الوفد الروسي برئاسة الممثل الخاص للرئيس الروسي الكسندر لافرينتيف لقاء تشاوريا في إطار الجولة الثالثة من اجتماع أستانا.
لافرنتييف: هناك نهج بناء من جانب وفد الجمهورية العربية السورية وبحثنا معه نطاقا واسعا من المسائل
من جانبه أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى اجتماع (استانا 3) الكسندر لافرنتييف أن وفد الجمهورية العربية السورية لديه نهج بناء في اجتماعات أستانا مبينا في الوقت ذاته أن غياب وفد “المعارضة المسلحة” لن يؤثر على هذه الاجتماعات.
وقال لافرنتييف خلال مؤتمر صحفي في أستانا اليوم.. “إن هناك نهجا بناء من جانب وفد الجمهورية العربية السورية حيث بحثنا معه نطاقا واسعا من المسائل كما أن المحادثات كانت فعالة مع الوفدين الإيراني والتركي”.
وأوضح لافرنتييف أن غياب وفد “المعارضة المسلحة” لا يقوض أهمية عملية أستانا التي تتقدم إلى الأمام مبينا أن “لدى البلدان الثلاثة الضامنة الكثير من الأسئلة التي يجب بحثها وتتطلب قرارات متزنة وبالتالي نحتاج إلى الوقت لقبول عدد من الوثائق التي هي تحت طور العمل وأيضا الاتفاق على ذلك”.
وقال لافرنتييف.. “إن التقدم موجود في محادثات أستانا الحالية كما كان موجودا في أستانا 1و2 رغم غياب “المعارضة المسلحة” وأعتقد أنهم مع الزمن سيدركون خطأ تصرفهم.. سيكون لديهم مسؤولية أكبر في هذا الصدد”.
ولفت مبعوث الرئيس الروسي إلى أن تعزيز اتفاق وقف الأعمال القتالية وآلية الرقابة على الخروقات هي إحدى المسائل المهمة المطروحة خلال اجتماعات أستانا إلى جانب الاتفاق بشأن مناطق المصالحة.. ومسألة طرحها الجانب الروسي تتعلق بملف المحتجزين لدى الأطراف.
وأشار لافرنتييف إلى أن بلاده تعتبر مساري أستانا وجنيف مكملين لبعضهما البعض معتبرا أنه لا يجب أن تكون هناك حدود بشأن الحديث عن مسائل معينة في أستانا ومواضيع أخرى في جنيف لأن العمليتين مرتبطتان ولا يمكن فصلهما.
وأعلن لافرنتييف أن العمل سيتواصل غدا وسيكون هناك لقاء ختامي للبلدان الثلاثة الضامنة.
لافرنتييف: التحديد الدقيق لمواقع وجود تنظيمي جبهة النصرة و”داعش” الإرهابيين في سورية أحد أهم المسائل التي تبحث في أستانا 3
وكان لافرنتييف أعلن في وقت سابق اليوم أن التحديد الدقيق لمواقع وجود تنظيمي جبهة النصرة و”داعش” الإرهابيين في سورية أحد أهم المسائل التى تبحث في أستانا 3 .
ونقلت وكالة نوفوستي عن لافرنتييف قوله للصحفيين “إن هذه المسألة مهمة للغاية ألا وهي تحديد مواقع تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة بدقة كاملة ونحن نوجه انتباه الوفود الأخرى المشاركة في الاجتماع إلى هذه المسألة وشركاؤنا من إيران والأردن يدعموننا في هذه النقطة.
وأضاف لافرنتييف أن وفد الجمهورية العربية السورية “جاء إلى الاجتماع وهو أمر يحسب له .. وحقيقة أن قدوم وفد المعارضة لا يزال معلقا في الهواء أمر يؤسف له.
وتابع “أن اجتماع أستانا يتواصل وهو يتقدم إلى الأمام بغض النظر عن وجود أو غياب ممثلي المعارضة المسلحة وأنا لن أتحدث عن خطر انحراف مسار المحادثات”.
وقال لافرنتييف إن “روسيا لم تتلق بعد إيضاحات إضافية من “المعارضة السورية” حول مطالبها وعليهم القدوم إلى أستانا أولا والإفصاح عنها والعمل جار على هذا الأمر” معتبرا أنه “من دون وجود هؤلاء سيكون من المستحيل وضع خريطة الفصل بين الإرهابيين وجماعات المعارضة المسلحة”.
وقال لافرنتييف.. إن “العمل سيتواصل مع الذين وصلوا لحضور اجتماع استانا 3 وهم يمثلون الوفدين الإيراني والتركي ولا سيما أن العملية التفاوضية بدأت في الأساس بصيغة ثلاثية الأطراف” معربا عن أمل الوفد الروسي إلى استانا 3 “في ظهور نهج بناء لدى تركيا بشأن مسألة التوافق على خارطة فصل الإرهابيين عن المعارضة في سورية”.
وأضاف لافرنتييف “إن شركاءنا الإيرانيين والأردنيين يقدمون دعما جيدا جدا بتأييدهم لهذه المسألة وإننا من جانبنا نأمل في أن الشركاء الأتراك مهتمون أيضا في ذلك”.
من جانبه قال وزير الخارجية الكازاخي “خيرات عبد الرحمانوف” في تصريح له اليوم.. إن وفدي إيران وتركيا على مستوى نائبي وزيري الخارجية وصلا إلى العاصمة الكازاخية.
وأوضح “عبد الرحمانوف” أن الجولة الثالثة من المحادثات ستركز على تثبيت وقف الأعمال القتالية.
من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية أنور جايناكوف.. إن “الوفد الأمريكي الى اجتماع أستانا 3 يضم سفير الولايات المتحدة في كازاخستان جورج كرول ومسؤولا من واشنطن”.
وكان الاجتماع التشاوري بين الوفدين الروسي برئاسة الممثل الخاص للرئيس الروسى الكسندر لافرينتيف والإيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري في الجولة الثالثة من اجتماع استانا بدأ في وقت سابق اليوم في أستانا.
وكان الناطق باسم “الفصائل المسلحة” المدعوة إلى اجتماع استانا أسامة أبو زيد قال أمس.. “إن الفصائل قررت عدم المشاركة في اجتماع استانا الثالث متذرعة بعدم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية”.
يشار إلى أن التنظيمات الإرهابية ومنها المشاركة في اجتماع استانا تقوم بشكل مستمر بخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم توقيعه في اجتماعي استانا واحد واثنين غير آبهة باستمرار نزيف الدم السوري.
وكانت أستانا استضافت اجتماعين حول الأزمة في سورية عقد الأول يومي الـ 23 والـ 24 من كانون الثاني الماضي وصدر فى ختامه بيان أكد الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الاراضي السورية وشدد الاجتماع الثاني الذي عقد في الـ 16 من شهر شباط الماضي على تثبيت وقف الأعمال القتالية في سورية.