أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن امتناع الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي بذرائع مختلفة عن إدانة الهجمات الإرهابية في سورية “يدفع للتشكيك في التزام هذه الدول بمكافحة الإرهاب”.
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي اليوم “إن شركاءنا الغربيين يقولون إنهم مستعدون لمكافحة الإرهاب لكن خطواتهم غير منطقية ولا يريدون مناقشة هذه الحوادث الإرهابية وهذا دليل على موقفهم الحقيقي من سورية وشعبها” معتبرة أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت أمس في دمشق “تهدف إلى خلق جو من الخوف في المجتمع السوري”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت يوم الاثنين الماضي أن موسكو مستاءة من مواقف دول غربية منعت مجلس الأمن الدولي من اتخاذ موقف موحد يدين التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا السبت الماضي في منطقة باب الصغير بدمشق.
وحول اجتماعات أستانا أشارت زاخاروفا إلى أن “المعارضة المسلحة” تذرعت “بذرائع غير مقنعة وغير مقبولة” في رفضها المشاركة في الجولة الثالثة من هذه المحادثات لافتة إلى أن “رفض المشاركة يعني عدم رغبة المعارضة في حل المشاكل الموجودة”.
وأعربت الدبلوماسية الروسية عن ارتياحها لفشل الجهات التي دفعت “المعارضة السورية” لمقاطعة جولة أستانا الأخيرة في تقويض عمليتي المحادثات في أستانا وجنيف مؤكدة أن عملية أستانا تواصل عملها وتساعد على البحث عن إيجاد حلول سياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وقالت زاخاروفا “نعرب عن أسفنا الشديد لغياب وفد “المعارضة المسلحة” عن اجتماع استانا والمبررات التي قدمها متزعمو هذا الوفد غير مقنعة وغير مقبولة لأن المحادثات تجري من أجل حل المشاكل الموجودة.. ولكن التخلي عن المحادثات يعني عدم الرغبة في حل المشاكل التي يحاول المجتمع الدولي حلها خلال السنوات الأخيرة”.
وعقد في الـ 14 والـ 15 من آذار اجتماع “أستانا 3” وأكد رئيس الوفد الروسي الكسندر لافرنتييف أن النتائج التي تم التوصل اليها نتائج مهمة وأن غياب وفد “المعارضة المسلحة” ليس في مصلحتها والذرائع التي استخدمتها لتبرير غيابها عن استانا غير صحيحة على الإطلاق ولا يمكن القبول بها.
كما انتقدت زاخاروفا تكريس اجتماع مغلق في لاهاي في الـ 9 من آذار الجاري لإنشاء “آلية” حول سورية وذلك على أساس قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في الـ 21 من كانون الأول الماضي والذي عارضته 15 دولة بينها روسيا وسورية مؤكدة أن هذه “الآلية” غير مجدية قانونيا وأن القرار الخاص بإنشائها يخرج عن نطاق صلاحيات الجمعية العامة ويخالف ميثاق الأمم المتحدة ومشيرة إلى أن القرار المذكور اتخذ دون موافقة الحكومة السورية.
وقالت زاخاروفا إن “التركيز على هذه المسألة في المرحلة الحالية التي تشهد تطور عملية المحادثات في أستانا وجنيف قد يصبح عقبة خطيرة في إيجاد حل سياسي” للأزمة في سورية.
في سياق آخر أعربت زاخاروفا عن قلق موسكو بشأن ورود أنباء حول استعمال إرهابيي “داعش” مواد سامة في مدينة الموصل العراقية مرحبة بنية بغداد التوجه إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لطلب المساعدة في التحقيق بوقائع استعمال أسلحة الدمار الشامل خلال العمليات الجارية في مدينة الموصل.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن موسكو لا تشكك في حصول عناصر تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة الإرهابيين على مواد سامة قتالية كالسارين والخردل.
وحذرت زاخاروفا من خطر انتشار “الإرهاب الكيميائي” في منطقة الشرق الأوسط وخارجها داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة الرد على هذا الخطر بشكل مناسب.