أكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال الهلال أن سورية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها ناضلت من أجل العروبة واستقبلت جميع الطلاب المتقدمين إلى جامعاتها دون أي مقابل وهي وطن كل عربي شريف.
وخلال لقائه اليوم وفد نواب الجبهة الشعبية للأحزاب الوطنية التونسية برئاسة عبد العزيز بن الحبيب القطي أشار الهلال إلى أهمية الزيارة التي يقوم بها أعضاء الوفد التونسي إلى سورية في ظل هذه الظروف التي تمر بها والحرب الكونية التي تشن عليها مضيفا.. إنه ” ليس بغريب على الأشقاء التونسيين الوقوف بجانب سورية في أحلك الظروف والمواقف”.
وقدم الهلال خلال اللقاء شرحا عن الوضعين السياسي والعسكري في سورية لافتا إلى أنه في كل تقدم للجيش العربي السوري وانتصار على الإرهاب يتدخل العدو الصهيوني بشكل مباشر ليدافع عن أدواته.
وأعرب الهلال عن أمله بأن تحقق زيارة الوفد أهدافها في نقل الصورة الحقيقية عن الواقع في سورية بعيدا عن التضليل والتزييف الإعلامي الذي استخدم ضدنا منذ بداية الحرب عليها مؤكدا ثبات سورية على مواقفها ومبادئها.
من جهته أكد رئيس الوفد التونسي أن الشعب التونسي يعتبر أن ما يحاك ضد سورية هو مؤامرة لضرب آخر قلاع العروبة التي تقف بوجه الكيان الصهيوني وتدعم القضية الفلسطينية معبرا بالوقت نفسه عن أسفه لقرارات الحكومات المتعاقبة في تونس تجاه سورية من قطع العلاقات ودعم مؤتمر ما سمي “أصدقاء سورية” والذي كان مؤتمرا لأعداء سورية.
وقال القطي.. إن ” تونس لم ولن تقبل بهذه التصرفات ونحن هنا اليوم لتوجيه رسائل عدة أهمها أن الشعب التونسي حليف للشعب السوري ومساند له في هذه الحرب الكونية التي حيكت ضده ” موضحا آلية عمل اللجنة التي شكلت مؤخرا للتحقيق بشبكات جمع وتسفير الإرهابيين إلى سورية والعراق التي كان أغلبها تابعا لقوى خارجية تحاول التغرير بالشباب التونسي عن طريق الأموال والفتاوى الدينية الوهابية والمواد المخدرة.
وأعرب القطي عن ثقة الشعب التونسي بانتصار سورية جيشا وشعبا تحت قيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد.
إلى ذلك استنكر الوفد التفجيرات التي حدثت في دمشق مؤخرا والتي جاءت ردا على انتصارات بواسل الجيش العربي السوري في تدمر وحلب من قبلها وعبروا عن تقديرهم للشعب والقيادة في سورية على الصمود والانتصارات التي يحققونها في كل يوم على هذا العدو الذي يهدد الشعوب والدول العربية كافة .
ووصف أعضاء الوفد الزيارة لسورية بأنها ” كانت بمثابة التحدي.. تحد لمن سارع إلى قطع العلاقات مع سورية وتحد لمن تحالف مع أعداء سورية متجاهلا عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين ” داعين إلى زيادة التعاون مع سورية في مجال كشف الشبكات الإرهابية وفضح المتورطين من الحكومة التونسية في هذا الاطار.
عباس لوفد نواب الجبهة الشعبية للأحزاب الوطنية التونسية: أهمية دور النخب السياسية لتنوير الرأي العام العربي
بدورها أكدت رئيسة مجلس الشعب الدكتورة هدية عباس خلال استقبالها الوفد أهمية وقوف الشعوب العربية جنباً إلى جنب تجاه المحن خاصة بعد محاولة تغييب العدو الأخطر الجاثم على أرض فلسطين وتوجيه ضربة قاسية للأمان والاستقرار في أكثر من دولة عربية.
ولفتت الدكتورة عباس إلى أن “الغرب الاستعماري أشغل الجيوش العربية بعد خلقه التنظيمات الإرهابية المتعددة وفي مقدمتها /داعش/ وجبهة النصرة لينعم العدو الاسرائيلي بالهدوء”.
وشددت الدكتورة عباس على أهمية دور النخب السياسية لتنوير الرأي العام العربي وقيادته نحو الوحدة الداخلية والأمان الاجتماعي من أجل تسخير الطاقات كافة للبناء وتعزيز القدرات في مواجهة الأخطار المتزايدة وأهمية توطيد العلاقات والتعاون بين البلدين في سبيل مكافحة الإرهاب، معتبرة أن
“تونس تتشارك مع سورية الجرح ذاته إذ تم تغرير عدد من شبابها لكنها اليوم استعادت عافيتها ونهجها العروبي”.
ولفتت الدكتورة عباس إلى صمود الجيش العربي السوري وإرادة الشعب وحكمة قيادته في كسر شوكة الإرهاب وداعميه ومموليه وتحقيق الانتصارات في حلب وتدمر وغيرها بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء كإيران وروسيا والمقاومة اللبنانية.
وأكدت الدكتورة عباس أن طريق محاربة الإرهاب يسير جنباً إلى جنب مع طريق الحوار والمصالحات الوطنية التي ترعاها الحكومة لعودة الذين غرر بهم إلى حضن الوطن.
بدوره بين رئيس الوفد التونسي عبد العزيز بن الحبيب القطي أن هدف الزيارة تأكيد فهم الشعب التونسي لحقيقة المؤامرة وتضامنه مع سورية في حربها ضد الإرهاب وعمق العلاقات بين شعبي البلدين وتوجيه الوفد رسالة للجميع بأن قطع العلاقات مع سورية نقطة سوداء في تاريخ تونس ورغبته في إصلاح ذلك.
ورأى رئيس الوفد أن كل تونسي رفع السلاح بوجه السوريين رفعه في وجه الشعب التونسي، مبيناً أن الوفد لدى عودته إلى بلاده سيقوم بالعديد من الخطوات للدفع من أجل إرجاع العلاقات مع سورية على كل المستويات وأن الوفد سينقل للشعب ووسائل الإعلام التونسية حقيقة الوضع في سورية.
كما أكد أعضاء الوفد التونسي وحدة مصير البلدين وأن ما جرى في سورية ليس “ثورة” إنما يمثل مصالح الصهيونية العالمية لتغيير البوصلة بعيداً عن فلسطين، مؤكدين أهمية النهوض بواقع الشعوب ومكافحة الإرهاب من خلال تنسيق الجهود عبر إنشاء لجنة تحقيق برلمانية تتعاون للعمل على كشف وتفكيك الشبكات الإرهابية التي أجرمت بحق الشعبين السوري والتونسي.
حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس الشعب ولجنة الشؤون العربية والخارجية.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 22/3/2017)