ناقش مجلس الشعب في جلسته السادسة عشرة من الدورة العادية الثانية للدور التشريعي الثاني المنعقدة برئاسة الدكتورة هدية عباس رئيسة المجلس أداء وزارة النقل والقضايا المتصلة بعملها.
وأكد أعضاء المجلس في مداخلاتهم أهمية تحسين حالة الطرقات العامة داخل المدن والقرى والبلدات والتي تربط بينها وضرورة إعادة تأهيل شركات النقل الداخلي ومحطات النقل “الكراجات” وتأمين حافلات سواء عامة أو خاصة لنقل الطلاب من وإلى جامعاتهم.
وطالب أعضاء المجلس الوزارة بالنهوض بواقع النقل الجوي والبري والبحري و”إنهاء ومعالجة ظاهرة السمسرة في موضوع حجز تذاكر الطيران الداخلية والخارجية ومحاسبة المتسببين برفع قيمة هذه التذاكر” و”توفير كل متطلبات الراحة والأمان والخدمات للمواطنين في المطارات”.
ودعا عضوا المجلس حسن شهيد ومحمد فواز إلى تفعيل العمل في مطار حلب الدولي وإعادة تأهيل وتوسيع طريق “أثريا السفيرة السلمية” فيما تساءل عضو المجلس نضال شريطي حول ما وصل إليه العمل في المعبر الحدودي في محافظة السويداء مطالبا بالتصدي لظاهرة السيارات ذات الأرقام المشوهة والتي ليس لها لوحات رقمية و”المفيمة”.
من جهته دعا عضو المجلس محمد خير سريول إلى نقل مديرية النقل الداخلي من وزارة الإدارة المحلية إلى وزارة النقل بينما طالب عضو المجلس اسكندر حداد بأن تكون قوانين النقل البحري قريبة من القوانين الدولية وزيادة رواتب العاملين في قطاع النقل البحري للحد من ظاهرة تسرب عمال وطواقم النقل البحري.
كما طالب عضو المجلس عدنان سليمان بصيانة الآليات في مطار القامشلي الدولي وتوسيع صالته وتأمين الكوادر العاملة في المؤسسة العامة للطيران المدني ومؤسسة الطيران العربية السورية بينما دعا عضو المجلس آلان بكر إلى مراقبة الاستثمارات في الخط الحديدي الحجازي لمنع تركزها بيد مستثمر واحد مبينا أن “فندق سميراميس متوقف عن العمل منذ سنتين والعاملون فيه من دون رواتب”.
بدوره دعا عضو المجلس عمار الأسد إلى “زيادة الاهتمام بواقع النقل في قرى ريف اللاذقية التي يعاني فيها طلاب الجامعات والموظفون في تنقلاتهم ورفد ودعم قطاع المرافئ لما له من فائدة وعوائد اقتصادية كبيرة” بينما دعا عضو المجلس ربيع قلعجي إلى توضيح النتائج التي توصلت إليها سورية في مؤتمر النقل العالمي بجنيف وأين وصلت الوزارة بتعديل قانون نقل البضائع.
من جهته دعا عضو المجلس عارف الطويل إلى زيادة الاهتمام بواقع الخدمات والمرافق في مطار دمشق الدولي وتطوير العمل فيه ومراقبة النتيجة المرجوة من الاستثمارات المنفذة في المطار بينما طالب عضو المجلس مصطفى خير بيك الوزارة بمراقبة آلية عمل مدرسة السياقة في محافظة اللاذقية وكيفية منحها شهادات السياقة.
من جهته دعا عضو المجلس نشأت الأطرش الوزارة إلى “معالجة التراخي الإداري في مؤسسة الطيران العربية السورية وضبط طريقة الإيفاد إلى المحطات الخارجية بشكل عادل وموضوعي وتخفيض أجور النقل داخل المدن والقرى وبينها ودراسة كلفة نقل المواد الغذائية والزراعية بما يؤدي إلى تخفيض أسعارها على المواطنين” مطالبا الوزارة ببيان خطتها لتحسين الطرق وإعادة تأهيلها.
بدوره تساءل عضو المجلس وليد درويش عن مصير الطائرتين اللتين احتجزهما النظام السعودي على أراضيه وماذا فعلت الوزارة بخصوصهما.
وفى معرض رده على مداخلات أعضاء المجلس بين وزير النقل المهندس على حمود أن الوزارة تواصل عملية تطوير جميع قطاعات النقل ولكن الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية تشكل صعوبة في تأمين القطع للآليات والمعدات في مختلف المجالات.
وحول مشاركة سورية في مؤتمر النقل العالمي الذي عقد في جنيف خلال الفترة ما بين الـ21 والـ25 من الشهر الماضي أوضح وزير النقل أنه “طالب خلال المؤتمر بإعادة عبور الطيران العالمي الأجواء السورية وأوضح أهميته وفائدته لأنه يختصر الوقت والتكاليف” مبينا أن منع العبور في الأجواء السورية يؤدي إلى “خسائر تقدر بـ55 بالمئة في إيرادات مؤسسات الطيران السورية”.
وكشف وزير النقل أن الوزارة تلقت اليوم صباحا “طلبا من شركة طيران المانية للتشغيل والوصول واستقبال الطائرات الأوروبية من ثلاثة مطارات المانية في المطارات السورية” كما أن الوزارة “تلقت الأسبوع الماضي أول طلب للعبور في الأجواء السورية”.
وأعرب وزير النقل عن تفاؤله بتلقي الوزارة قبل مضي أقل من شهر على مشاركة سورية في مؤتمر النقل الجوي بجنيف “طلبين أحدهما للعبور والآخر للتشغيل إلى سورية” مؤكدا أن هذه الانجازات الكبيرة “ما كانت لتحدث لولا صمود الشعب السوري وبطولات الجيش العربي السوري إضافة إلى الدبلوماسية السورية العالية التي فرضت وجودها على كامل دول العالم”.
ولفت المهندس حمود إلى أن الوزارة أنجزت مشروع قانون لنقل البضائع في سورية “وسيتم عرضه على الحكومة قريبا” مبينا أن الوزارة تعمل أيضا على “دراسة قانون جديد للعاملين في النقل البحري لزيادة رواتبهم”.
وأشار الوزير إلى التمكن من إضافة طائرة رابعة إلى اسطول النقل الجوي قادرة على السفر مسافات كبيرة جدا إلى دول البريكس بما فيها الصين مضيفا.. إننا نعمل على “تطوير أسلوب العمل وتخفيض أسعار التذاكر للنقل الجوي الداخلي والحد من الفساد في بيع التذاكر وزيادة عدد الرحلات المسيرة باتجاه المنطقة الشرقية رغم صعوبة ذلك جراء الاعتداءات الإرهابية المستمرة”.
وأضاف الوزير حمود.. “أضفنا رحلة جوية إضافية إلى النقل الجوي الداخلي خلال أوقات الذروة بعد انتهاء الامتحانات الجامعية فيما قامت شركات الطيران الخاصة بتقديم رحلات مجانية”.
وأكد وزير النقل أن الوزارة تواصل اهتمامها بصيانة المطارات في ظل ظروف الحرب وتحسين أدائها والعمل على محاسبة المقصرين وخاصة في المنطقة الشرقية مؤكدا أن الوزارة لا تقبل على الإطلاق بالتقليل من احترام المواطنين في المطارات وتعمل في الوقت ذاته على تطوير الخدمات المقدمة لهم.
وفي مجال النقل البحري أوضح المهندس حمود أن “اسطول النقل البحري يعمل بوتيرة عالية في مجال تأمين المواد التموينية وخاصة نقل القمح” مبينا أن هناك حركة نشطة جدا للبواخر في الموانئ وحققت الوزارة نسبة انجاز 240 بالمئة في العمل بالقطاع البحري عما كانت سابقا ووصلت عائدات هذا القطاع إلى 34 مليار ليرة سورية بعدما كانت تبلغ 17 مليار ليرة.
وفي مجال السكك الحديدية أشار الوزير حمود إلى التخريب الإرهابي الممنهج الذي طال هذا القطاع مؤكدا أن الوزارة تواصل العمل على إعادة تشغيل كل خطوط السكك الحديدية ولا سيما في المناطق التي يعيد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها موضحا أن تشغيل خط القطار من طرطوس إلى حمص كان له فائدة ومردود كبير للوزارة وتم بذل جهود كبيرة لنقل البضائع من الشهر التاسع حتى الآن.
وبين الوزير حمود أن الوزارة تستكمل إعادة تأهيل ومد بقية خطوط السكك الحديدية لنقل الفوسفات والقمح وهناك قناة جافة لنقل القمح من البواخر إلى الصوامع وبالعكس مباشرة كما تعمل على تهيئة البنى التحتية لنقل المواد الحصوية من منطقة حسياء بريف حمص عبر السكك الحديدية.
وفي مجال المواصلات الطرقية أكد وزير النقل مواصلة العمل على تحسينها وصيانتها على الرغم من تخفيف الإنفاق مضيفا.. إن “عملنا محصور في الطرق الرئيسية المركزية التابعة للوزارة وباقي الطرقات تتبع إلى الجهات المحلية المعنية بذلك”.
وبين حمود أن “مطار حلب الدولي تم اصلاحه وهو جاهز للتشغيل ولكن الأسباب اللوجستية هي صاحبة الدور في تأخير تشغيله” مضيفا.. إن “طريق السفيرة-خناصر-السلمية هو طريق محلي ومع ذلك ستعمل الوزارة على المساعدة في إعادة تأهيله في حال وجدت الاعتماد لذلك”.
وبين أن الوزارة عملت بجدية كبيرة لتشغيل المعبر الحدودي مع الأردن في السويداء ولكن الأردن رفض العبور من جانبه إلى منطقة السويداء مضيفا.. “لذلك لا توجد فائدة من صرف تكاليف على هذا المعبر نظرا لوجود أجندة خاصة من قبل بعض الدول تمنع تنفيذ مثل هذا المعبر”.
ولفت وزير النقل إلى أنه لا يوجد ما يمنع عودة مديرية النقل الداخلي إلى وزارة النقل بعد تبعيتها لوزارة الإدارة المحلية منذ عام 2011 ولكن بعد إجراء دراسة حول عملية النقل “أما بالنسبة لتوسيع صالة مطار القامشلي فهناك صعوبات في تأمين الاعتمادات لتوسيعها”.
وبالنسبة للطائرتين المحتجزتين لدى النظام السعودي أشار وزير النقل إلى أن هناك طائرتين سوريتين كانتا “قيد الإصلاح” على الأراضي السعودية “وقام النظام السعودي الذي يحارب سورية باحتجازهما وأجرت الوزارة المراسلات اللازمة لاستعادة الطائرتين ولكن دون جدوى”.
من جهة أخرى حيا مجلس الشعب الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة.
وقالت الدكتورة عباس في بيان تلته.. إن “التاريخ سيسجل بأن قطعان الإرهاب المدعومة من الكيان الصهيوني والاستعمار الغربي وبعض المشيخات الخليجية سحقت ودحرت على أسوار دمشق”.
ولفتت رئيسة المجلس إلى أن “الهجمات المتتالية التي شنها إرهابيون بأوامر وتنسيق من كيان الاحتلال الإسرائيلي رد عليها الجيش العربي السوري بشكل قاصم وساحق” مضيفة.. إن “أسوار دمشق مسيجة برجال شديدي البأس يحمون قلب العرب بصدورهم ودمائهم ويمنعون عنها جحافل الإرهاب كما منعوها عن حلب وحمص وتدمر وحماة وكذلك فان سماء دمشق محمية بنسور بواسل وصواريخ قاصمة”.
وبينت الدكتورة عباس أن “كل ما يجري في الميدان والسياسة يتجه لمصلحة الدولة السورية والشعب السوري البطل الذي صمد وقاوم وضحى فكان السند الداعم للجيش العربي السوري رغم قسوة الحياة وظروفها الصعبة ولم يلن بل بقى متمسكا بالوطن مضحيا من أجله بأغلى ما يملك”.
وتوجهت رئيسة المجلس بالتحية والتقدير إلى أمهات سورية في عيدهن و”إلى كل أم ربت أولادها على حب الوطن ودفعت بهم إلى ساحات الدفاع عنه وإلى كل أم زغردت في تشييع ابنها الشهيد وتحجر الدمع في عينيها على فراق أبنائها الذين رفعوا رأسها في ساحات الوغى وكذلك إلى زوجات الشهداء وشقيقاتهم وبناتهم وأبنائهم”.
كما تقدمت بالتحية إلى رجال الجيش البواسل في ميادين الكفاح والدفاع عن قدسية ترابنا وسمائنا وقالت.. “أنتم الأقوى والانقى ولكم ترنو أكاليل الغار وعلى جبينكم تزهو تيجان النصر وثقتنا بكم كبيرة وايماننا بكم يقين فالتحية لجيشنا البطل ولقائده المفدى الدكتور بشار الأسد الذى بحكمته وثباته زلزل العدو وأربكه فنحن معكم وخلفكم سائرون لنرفع راية النصر المبين ولنعيد إلى سورية ومجدها الكبير”.
وأدانت رئيسة المجلس “تدخل الولايات المتحدة الامريكية وتركيا في الشمال السوري من خلال وجود قوات عسكرية تابعة لهاتين الدولتين على أراض سورية تحت ذريعة محاربة الإرهاب دون التنسيق مع الحكومة السورية”
مضيفة.. “نحن نعتبر وجود مثل هذه القوات أمرا غير شرعي وتعديا سافرا على سيادة الجمهورية العربية السورية وخرقا صريحا للقوانين والأعراف الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول”.
وبينت الدكتورة عباس أن المجلس سيقوم بإرسال رسائل إلى المنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية يشرح فيها خطر هذه التدخلات على وحدة وسلامة الأراضي السورية وكذلك خطرها على المحادثات الجارية حاليا للوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية.
ورفعت الجلسة التي حضرها وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب عبد الله عبد الله إلى الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم غد الاثنين.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 27/3/2017)