بوتين: الولايات المتحدة انتهكت القانون الدولي بعدوانها على دولة ذات سيادة

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة انتهكت القانون الدولي بالعدوان على قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص دون تقديم أي دليل على استخدام الحكومة السورية السلاح الكيميائي.

ونقلت وكالة تاس عن بوتين قوله في مقابلة مع قناة “مير 24” التلفزيونية نشرت مقتطفات منها اليوم على موقع القناة الالكتروني: إن “رد فعل دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” على التصرف الأميركي انحصر فقط بهز الرأس كالدمى دون محاولة تحليل الأحداث” متسائلا: “أين هو الدليل على استخدام القوات السورية السلاح الكيميائي.. ليس هناك من دليل”.

وتابع بوتين: “ولكن هل كان هناك انتهاك للقانون الدولي.. بالطبع كان هناك وهي حقيقة موثقة وواضحة فواشنطن ودون الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي نفذت ضربة عسكرية ضد بلد ذي سيادة وعلى الرغم من أن هذا التصرف ينتهك القانون الدولي إلا أن الجميع قبلوا به وبدؤوا بهز الرؤوس استحسانا والتعبير عن دعمهم له”.

وأكد الرئيس الروسي أن الجواب النهائي حول الهجوم الكيميائي في خان شيخون بإدلب يكون فقط بعد تحقيق دقيق وقال: “إن الوقوف على حقيقة ما جرى في إدلب يتطلب إعطاء جواب نهائي فمن الضروري القيام بتحقيق دقيق لهذا الحادث ولا يوجد سبيل آخر”.

ولفت بوتين إلى أن أجهزة التحليل العصرية والخبراء بإمكانهم الكشف عن آثار السلاح الكيميائي التي تبقى على المعدات وفي الأماكن التي كانت موجودة فيها مشيرا إلى أنه من السهل جدا الوصول إلى المطار الذي استهدفته الصواريخ الأمريكية وزعمت واشنطن بأن طائرات نفذت الهجوم الكيميائي انطلقت منه.

وأضاف بوتين: “الجميع يعرف أنه وبمبادرة روسية وأمريكية تم القيام بعمل كبير لإتلاف السلاح الكيميائي في سورية وقد نفذت السلطات السورية كل التزاماتها بشهادة منظمات مختصة تابعة للأمم المتحدة”.

وكان بوتين أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي سيردجو ماتاريلا أمس أن اتهام الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي في إدلب أضحى مسألة مملة تعيد إلى أذهاننا أحداث العراق 2003 لافتا إلى وجود معلومات تفيد بأن استفزازات كيميائية يجرى تحضيرها بمناطق في سورية لتحميل الحكومة السورية مسؤوليتها.

من جهة أخرى أكد الرئيس بوتين أنه على السلطات الروسية بذل كل جهد ممكن للحد من عودة “المسلحين المتطرفين” المنخرطين في مجموعات إرهابية خارج روسيا وقال: “قواتنا تقاتل الإرهابيين الدوليين خارج أراضي روسيا حتى لا يتمكن أحد منهم من العودة إلى بلادنا أما إذا حدث ذلك أحيانا فإنه يثبت مرة أخرى بأن خيارنا صحيح وعلينا أن نفعل ما بوسعنا للحد من عودة هؤلاء ما أمكن”.

ودعا الرئيس الروسي إلى أخذ العبر من ما يسمى “الثورات الملونة” لمنع حدوثها في روسيا مؤكدا أن سلطات بلاده ستمنع وقوع مثل هذه “الثورات” سواء في روسيا أو في دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي مضيفا: “نحن نعلم أن هناك نظريات مختلفة تنفذ في بلدان عديدة من العالم وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير فيها”.

وختم بوتين: “بالطبع لن نسمح بوقوع شيء مماثل لا سيما في روسيا وسندعم شركاءنا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بمختلف الوسائل في هذا السبيل”.

بيسكوف: الجيش السوري يقاتل تنظيم “داعش” الإرهابي وروسيا تدعمه في مواجهة الإرهاب

من جهته جدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف اليوم التأكيد على أن روسيا تواصل دعمها لسورية في مواجهة الإرهاب مع التركيز على مسألة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله للصحفيين: “إن روسيا تعتبر مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي والبحث عن حل سياسي ودبلوماسي للأزمة في سورية هدفين رئيسيين” مشيرا إلى أن الجيش العربي السوري يكافح تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية وروسيا تدعمه في حربه ضد الإرهاب.

وأوضح بيسكوف أن “كل الدعوات التي توجه إلى روسيا الاتحادية من أجل التخلي عن دعم الرئيس السوري سخيفة وتأتي من قصر نظر من يدعونا إليها لأنهم لا يأخذون بعين الاعتبار محاربة الإرهاب ولا الاستقرار السياسي في سورية” واصفا تلك الدعوات “بالسخيفة وتعادل الدعوات إلى السماح للإرهابيين بالتقدم ضد السلطات الشرعية في سورية”.

ولفت بيسكوف إلى “أن الرئيس بشار الأسد هو الرئيس الشرعي لسورية من وجهة نظر القانون الدولي وهو أيضا القائد الأعلى للجيش الذي يقاتل ضد الإرهابيين الدوليين وروسيا تدعم دمشق في حربها ضد الإرهاب”.

وكان بيسكوف أكد قبل يوم الاثنين الماضي أنه لا بديل عن الحوار لحل الأزمة في سورية وفق صيغتي جنيف واستانا وقال: إن “العودة إلى المحاولات الزائفة لتسوية الوضع عبر الإعلان عن ضرورة تنحي الرئيس السوري لا يمكنها تقريب أي أحد من حل سياسي في سورية والخيار الوحيد هو مواصلة العمل الشاق للغاية في إطار جنيف واستانا”.

من جهة أخرى لم يستبعد بيسكوف احتمال أن يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي يزور موسكو حاليا.

وزارة الدفاع الروسية: العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية يهدف لإضعاف الجيش السوري ووقف انتصاراته المتتالية على التنظيمات الإرهابية

كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية كان يهدف إلى إضعاف الجيش العربي السوري الذي يحقق انتصارات متتالية على التنظيمات الإرهابية التكفيرية في عموم الأراضي السورية.

وأشار المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في تصريحات نشرها اليوم موقع روسيا اليوم إلى أن “التفسير المنطقي الوحيد لفكرة “البنتاغون” الاستراتيجية من العدوان يكمن في توجهه لإضعاف القدرات القتالية للجيش السوري الذي يحقق وبقوة انتصارات على إرهابيي “داعش” و”جبهة النصرة” في سورية”.

ولفت كوناشينكوف إلى أن العدوان الأمريكي فشل في تحقيق ذلك مبينا أن “الجيش السوري لم يضعف وإنما يواصل بعزم اجتثاثه للإرهابيين من سورية”.

واستغلت التنظيمات الإرهابية العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية الذي وقع فجر الجمعة الماضي بالهجوم على العديد من النقاط العسكرية في أرياف تدمر وحماة حيث تصدت وحدات الجيش لجميع الهجمات ودمرت للإرهابيين دبابتين و3 عربات مصفحة و8 سيارات مزودة برشاشات من عيار كبير وقضت على 150 قتيلا بين صفوفهم.

واعتبر المسؤول العسكري الروسي أن “الأرقام التي يشيعها البنتاغون بهدف إظهار كفاءة عالية لعدوانه الصاروخي على قاعدة الشعيرات تنطلي على الجمهور الأمريكي وليس على العسكريين المحترفين” مبينا أنه “لو تم إلقاء 59 صاروخ توماهوك على قاعدة الشعيرات من المناطيد دفعة واحدة بدلا من إطلاقها على بعد مئات الكيلومترات لكانت فاعليتها على نفس المستوى من ناحية التكلفة التي تبلغ أكثر من 100 مليون دولار ومن ناحية دقة الإصابات أيضا”.

وأوضح كوناشينكوف أن “جميع الأهداف التي استهدفتها الصواريخ الأمريكية كبيرة بحجم ونطاق مباني ومنشآت تخزين وموجودة على رقعة ضيقة وتحت أنظار الأقمار الصناعية التي درستها طولا وعرضا لأنها منشآت مطار عسكري كلاسيكي”.

وقامت الولايات المتحدة فجر الجمعة الماضي بارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى قواعد الجيش العربى السورى الجوية فى المنطقة الوسطى ما أدى إلى ارتقاء شهداء وسقوط عدد من الجرحى واحداث أضرار مادية كبيرة.