أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجانبين الروسي والأمريكي أكدا خلال مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ضرورة إجراء تحقيق موضوعي في قضية الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في خان شيخون بريف إدلب وعلى محاربة الإرهاب.
واعتبر لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع تيلرسون عقب لقاء الرئيس بوتين في الكرملين أن “موسكو ترى استعدادا لدى واشنطن لدعم هذه المبادرة”.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن النهج الذي أعلنته كل من روسيا والولايات المتحدة بعدم التدخل في شؤون سورية الداخلية “لا يزال في حيز التنفيذ”” مؤكداً أن لكلا البلدين “المصلحة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية”.
وأشار لافروف إلى أن موسكو تعتبر محاولات تمرير مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا “غير بناءة” لأنه “يركز على اتهام سورية وليس على ضرورة إجراء التحقيق”.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن الجانبين الروسي والأمريكي “أكدا عزمهما محاربة الإرهاب الدولي بلا تنازلات”.
وقال لافروف.. “أكدنا على توجهنا المشترك لمحاربة الإرهاب الدولي بشكل صارم” لافتاً إلى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة “تمر حالياً بمرحلة صعبة ولا سيما في ظل محاولات بعض الأطراف إعاقة التعاون بين البلدين”.
وبين لافروف.. “أن الرئيس بوتين أكد خلال المحادثات مع تيلرسون التي وصفها الوزير الروسي “بالشاملة والصريحة” عزم موسكو “تجاوز هذه الخلافات”.
وقال وزير الخارجية الروسي.. إن “المحادثات بين بوتين وتيلرسون تطرقت إلى موضوع عمليات القوات الجوية التابعة لروسيا والولايات المتحدة في سورية حيث أكد الرئيس الروسي خلال اللقاء استعداد موسكو لإعادة تطبيق مذكرة التفاهم الثنائية بشأن ضمان سلامة الطيران في الأجواء السورية”.
من جانبه أشار وزير الخارجية الأمريكي إلى ضرورة “وقف تدهور العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وإعادة الثقة بينهما” داعياً إلى الحفاظ على “قنوات الاتصال الدبلوماسية والعسكرية” بين القادة الروس والأمريكيين.
وتحدث الوزير الأمريكي عن “الوحدة” في موقفي واشنطن وموسكو حول ضرورة أن “تكون سورية موحدة ومستقرة ولا مكان للإرهابيين فيها”.
كما تحدث تيلرسون عن الحل السياسي للأزمة في سورية عبر الحوار بين السوريين مكرراً مواقف بلاده التدخلية بالشؤون السورية وتقرير نتائج الحوار قبل إجرائه.
وحاول الوزير الأمريكي الدفاع عن العدوان الأمريكي على سورية فرد عليه وزير الخارجية الروسي بقوله.. “من الواضح أن هذا الموضوع نختلف حوله مع الولايات المتحدة لأن روسيا تصر على إجراء تحقيق نزيه”.
وقال لافروف.. إن “روسيا الاتحادية دعت منظمة حظر الأسلحة الكيمائية في لاهاي للقيام بالتحقيق في حادثة خان شيخون ولفتنا الانتباه إلى الخطاب الرسمي من جانب الحكومة السورية إلى منظمة الأمم المتحدة والمنظمة بالطلب لإرسال مجموعة من المحققين للقيام بتحقيق شفاف في إدلب وكذلك في مطار الشعيرات العسكري”.
وأضاف لافروف.. “لدينا حقائق أخرى في هذا الصدد ونحن لا نسعى للضغط على أحد وكل ما نرجوه هو إجراء تحقيق موضوعي وشفاف في هذه الحادثة”.
ولفت لافروف إلى أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على إنشاء مجموعة عمل مشتركة خاصة بتسوية الخلافات بين البلدين بما فيها الخلافات حول الأزمة في سورية لافتا إلى أن الطرفين سيشكلان فريق خبراء من وزارتي خارجيتهما وتكليفهم بـ “النظر بصورة مفصلة ومن دون عواطف مصطنعة وتصعيد في عوامل الإزعاج تلك التي تراكمت في العلاقات بين البلدين خلال فترة رئاسة إدارة باراك أوباما”.
وعبر لافروف عن تفاؤله بشأن افاق العمل المشترك مع الولايات المتحدة رغم وجود المشاكل الموضوعية والاصطناعية في العلاقات بين البلدين مؤكداً انفتاح موسكو للحوار والخطوات المشتركة مع واشنطن التي من شأنها التوصل إلى نتائج محددة في تلك المجالات التي تتوافق مع مصالح البلدين.
وكان لافروف أكد في مستهل لقائه نظيره الأمريكي في وقت سابق اليوم أن موسكو ترى أنه من المهم مبدئيا عدم السماح بشن ضربات أمريكية جديدة ضد سورية في المستقبل مشيراً إلى أنه يجب تشكيل جبهة لمكافحة الإرهاب الواسع.