آنا بيرشال: “بمناسبة مرور 12 عاماً على توقيع رومانيا معاهدة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أود أن نرتقي إلى أهمية هذه اللحظة التاريخية وأن تكون لدينا الشجاعة لاتخاذ قرارات تجعل من رومانيا لاعباً قوياً في أوروبا”.
“إن التوقيع في 25 نيسان 2005، على معاهدة انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي هي لحظة تاريخية بالنسبة لرومانيا، تحققت من خلالها أحد أحلامنا في أن نكون جزءا من الغرب. هذه اللحظة ليس بالنسبة لرومانيا فقط واحدة من أعظم النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الرومانية، وتحقيق لأقوى رغبات الشعب الروماني، والاعتراف بانتمائنا إلى الأسرة الأوروبية، بل هي أيضاً إلى جانب تحقيق انضمامنا لمنظمة حلف شمال الأطلسي، الهدف الوطني الأكثر أهمية في السنوات الـ 25 الماضية.
اليوم، رومانيا الأوروبية تختلف جذرياً عما كانت عليه قبل الانضمام ، فقد ارتفع مستوى معيشة المواطن الروماني، وأصبح وجود رومانيا في المؤسسات الأوروبية رصيدا هاما لمكانتها الدولية.
ومن المشجع أيضا في هذه الذكرى، أن يستمر الشعب الروماني في أن يكون من بين أكبر المؤيدين للاتحاد الأوروبي. وهذه إشارة قوية نرسلها لشركائنا، خصوصاً في هذه الأوقات التي يعاد فيها ترسيخ فكرة الاتحاد الأوروبي، وهنا نعبر بوضوح عن التزامنا بالقيم والمبادئ الأوروبية والثقة بالمشروع الأوروبي. والسنوات التي مرت لم تكن بالسهلة ، ولكن الانضمام إلى حلف شمال الاطلسي والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كانت أساساً متيناً لمواصلة بناء رومانيا ذات القيم الأوروبية الأطلسية.
كذلك، يصادف هذا العام مرور 60 عاما على توقيع معاهدة روما التي أسست لقيام الاتحاد الأوروبي. وفي السياق الأوروبي الحالي، رومانيا شريك مؤيد لأوروبا يمكن التنبؤ بها، وثابتة، وهي قوة محركة للوحدة والتضامن والتماسك في الاتحاد، قادرة على المشاركة بفعالية في تعزيز وتعميق المشروع الأوروبي، أما التجربة التي اكتسبتها رومانيا منذ انضمامها يمكن أن تساعدنا للاستفادة من كل الفرص النابعة من انتمائنا للاتحاد الأوروبي.
اليوم، وبعد 10 أعوام على انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي، ننظر إلى الوراء بفخر وللمستقبل بأمل ، حتى لو كان الحاضر مليء بالتحديات الكبيرة، وربما الأكبر منذ توقيع على معاهدات تأسيس الاتحاد منذ 60 عاماً. لقد كانت لأوروبا دائما القوة للتغلب على اللحظات الصعبة التي تجاوزناها. لأنه، هناك ما وراء الأنا السياسية، والرؤى المختلفة أحياناً، والأزمات التي أضعفتنا ، فإن قوة الاتحاد الأوروبي هي في تنوعنا، وفي احترام الآخر والتسامح.
ولعل أوروبا الغد لن تكون تلك التي عرفناها منذ عقود. ومن المؤكد أن علينا لرجال الدولة العظماء من القرن الماضي، أصحاب الرؤى الحقيقية لأوروبا الموحدة، واجب المضي قدما بالمثل العليا للاتحاد الأوروبي وخدمة مواطنيها لتكون نموذجا للسلام والازدهار لنا وللأجيال القادمة.
في أقل من عامين، ستتراس رومانيا لأول مرة رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، وحينها ستكون لدينا مسؤولية اتخاذ القرارات التي تؤثر على المجتمع الأوروبي بأكمله. وأريد أن نكون حينها كما كنا منذ 12 عاماً، على مستوى الحدث التاريخي في اتخاذ القرارات لجعل رومانيا لاعباً قوياً في أوروبا”.
(المصدر: الموقع الرسمي للخارجية الرومانية، بتاريخ 25/4/2017)