جنيف-سانا
أعلن رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الحوار السوري السوري في جنيف الدكتور بشار الجعفري أن المشاورات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أسفرت عن الاتفاق على عقد اجتماعات غير رسمية بين خبراء دستوريين من وفد الجمهورية العربية السورية وفريق المبعوث الخاص.
وقال الجعفري في مؤتمر صحفي من جنيف اليوم.. “أجرينا خلال اليومين الماضيين مشاورات مكثفة مع المبعوث الخاص وفريقه واليوم كان عندنا جلسة مطولة معه صباحا وأسفرت هذه المشاورات المكثفة عن التوصل بين وفدنا ووفد المبعوث الخاص إلى اتفاق بدئ بموجبه منذ دقائق اجتماع غير رسمي بين خبراء دستوريين من وفدنا مع خبراء دستوريين من فريق دي ميستورا” موضحا أنه تم الاتفاق على تسمية هذا الاجتماع “اجتماع خبراء فقط .. خبراء دستوريين”.
وبين الجعفري “أن الغرض من هذا الاجتماع هو بحث ورقة المبادئ الأساسية التي تتضمن في بنودها نقاطا مناسبة تصلح كمبادئ دستورية وهنا اشير إلى ورقة المبادئ الأساسية المؤلفة من 12 نقطة سيتم التعامل مع العناصر ذات الصلة بالعملية الدستورية من اصل هذه النقاط الـ 12”.
وأضاف الجعفري.. إن “مشروع الورقة حول إنشاء آلية تشاورية أصبح وراء الظهر .. يعني نحن نتحدث عن شيء آخر لا علاقة له بما كنتم قد سمعتموه .. وتم الاتفاق أيضا مع المبعوث الخاص على ان تكون اجتماعات الخبراء غير رسمية.. وتم الاتفاق على أن تكون هذه الاجتماعات غير الرسمية خلال اليومين المتبقيين أي اليوم وغدا إذا كانت هناك ضرورة .. اليوم بدأ الاجتماع وغدا ممكن ان نجتمع إذا كانت هناك ضرورة”.
وأوضح الجعفري “أن الخبراء يعرضون نتائج اعمالهم على الجلسات الرسمية لوفدنا مع المبعوث الخاص ما يعني أن اجتماعات وأعمال الخبراء ليست منفصلة عن اجتماعات الوفد” لافتا إلى “أن نتائج أعمال الخبراء ستعرض على الوفد بكامله والوفد الذي اتشرف برئاسته هو الذي سيقرر النتائج النهائية فيما بعد”.
وقال الجعفري.. “إن اجتماعات الخبراء هي بالأساس مبادرة من قبل وفد الجمهورية العربية السورية يعني نحن الذين طرحنا على المبعوث الخاص فكرة اجتماعات الخبراء كبديل لفكرة الآلية التشاورية التي لم تنجح لعدة أسباب”.
وأضاف.. “نتمنى ان تشكل هذه الخطوة عاملا مساعدا لدفع هذه الجولة واجتماعات جنيف للحوار السوري السوري نحو الجدية المأمولة من قبل الجميع مع التأكيد الآن ومستقبلا أن موضوع الدستور هو حق حصري للشعب السوري ولا نقبل بأي تدخل خارجي وهذه نقطة أرجو ان تولوها الأهمية التي تستحق”.
وردا على سؤال حول القضايا التي ستتم مناقشتها خلال اجتماعات الخبراء قال الجعفري.. “كما أوضحت سابقا سنناقش الأفكار التي تتضمنها المبادرة من النقاط المتعلقة بالدستور”.
وبشأن دور “المعارضة” في هذه العملية ولا سيما أن اجتماع الخبراء محصور بين وفد الجمهورية العربية السورية وفريق المبعوث الخاص قال الجعفري.. “موضوع المعارضة أتركه لغيري لن أعقب على هذا الجانب” مضيفا.. “إن الجهد الذي بذلناه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يكن جهدا ضائعا بالعكس فإن هذا الجهد وتلاقح الأفكار الذي جرى بين فريقنا وفريق المبعوث الخاص أسفر عن الوصول إلى هذه النتيجة بمعنى أننا توجنا مناقشاتنا ومحادثاتنا معهم بالوصول إلى هذه النتيجة وهي أنه توجد اجتماعات فنية غير رسمية على مستوى خبراء يجتمعون ويناقشون الافكار ذات العلاقة بالعملية الدستورية وهي نقاط موجودة في بعض فقرات الورقة التي تتضمن 12 بندا والتي اسمها ورقة دي ميستورا عنوانها ورقة المبادئ الأساسية للعملية السياسية في سورية”.
وردا على سؤال حول أسباب عدم نجاح الآلية التي اقترحها دي ميستورا قال الجعفري..”أنا رأيي أن تنظر إلى نصف الكأس المليئة بدلا من النظر إلى نصف الكأس الفارغة.. الآن وصلنا إلى نتيجة.. الآلية التي كانت مقترحة ربما كانت سابقة لأوانها سقف طموحها عال جدا مهما كانت الأسباب لاقت صعوبات فتم غض النظر عنها الآن هي وراءنا”.
وتابع الجعفري..”تم الاتفاق على اجتماعات خبراء هي نفس الفكرة لكن بدون أن تعطي شكلا مؤسساتيا أو شكل مجموعة عمل أو إلى آخره .. الخبراء هم جزء من الفريق والوفد ككل لكن القرار ليس عنده.. الخبراء يدرسون مسائل فنية.. أما صناعة القرار بالنسبة لنتيجة اجتماعاتهم فتتم على مستوى الوفد ولذلك هم يعودون إلى الوفد بمعنى آخر هم ليسوا مجموعة عمل”.
وأوضح الجعفري ردا على سؤال “أن عمل هؤلاء الخبراء لا علاقة له بالدستور وأن هذا شأن للشعب السوري أي شأن داخلي لن نسمح لأحد أن يتدخل به.. كل القصة تبادل آراء بين الخبراء حول مسائل يمكن أن تفيد في العملية الدستورية كنقاط فنية انطلاقا من النقاط ذات العلاقة بالدستور الموجودة في ورقة المبادئ الاساسية.. عمل فني غير رسمي بحت لا يصنع قرارا على الاطلاق هذا هو الاتفاق”.
وردا على سؤال عن قدرة دي ميستورا على اقناع الأطراف الأخرى أن تخطو خطوات إيجابية مع هذه الخطوة التي اقترحها وفد الجمهورية العربية السورية قال الجعفري.. “نأمل بأن يتمكن المبعوث الخاص من جلب بقية الأطراف إلى هذه الفكرة هذا ليس عملنا هذه مهمة المبعوث الخاص.. اليوم هذا الكلام الذي اتحدث به إليكم هو كلام محصور فقط في هذه الجزئية وغدا في نهاية الجولة سأقوم بالتوجه إليكم ضمن إطار مؤتمر صحفي موسع نتطرق فيه الى التقييم العام للجولة ومناقشة كل النقاط التي يمكن ان تخطر في ذهنكم”.
وعما إذا كانت هذه الجولة محصورة بسلة الدستور فقط قال الجعفري.. “لم نناقش أي سلة بعد”.
وفي وقت سابق اليوم عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري جلسة محادثات جديدة مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة السادسة من الحوار السوري السوري.
وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور الجعفري عقد أمس وأول أمس 3 جلسات محادثات مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
كما عقد الوفد جلسة مباحثات مع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أول أمس تم خلالها بحث الجولة الحالية من الحوار السوري السوري والتأكيد على أهمية هذه اللقاءات التي تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين الجانبين.
وكانت الجولة الخامسة من الحوار السوري السوري انتهت في جنيف في الـ 31 من آذار الماضي وقدم خلالها وفد الجمهورية العربية السورية على مدى ثمانية أيام أوراقا عديدة للمبعوث الخاص كانت أولاها ورقة تتعلق بمكافحة الإرهاب وورقة مبادئ عامة للحل السياسي في سورية لكن منصات “المعارضة” لم تقدم ردها على أي ورقة من الأوراق التي قدمها الوفد بينما انتهت الجولة الرابعة من الحوار في الثالث من آذار الماضي بالاتفاق على جدول أعمال من أربع سلال هي مكافحة الإرهاب والحكم والدستور والانتخابات.
إلى ذلك بدأ دي ميستورا اجتماعا مع وفد “معارضة الرياض” في مقر الأمم المتحدة بجنيف الساعة الواحدة بتوقيت دمشق اليوم.