اختتم الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس أكثر الزيارات الخارجية أهمية في ولايته الرئاسية بلقاء ومؤتمر صحفي لافت. كما حصل يوهانيس من ترامب ومن الادارة الامريكية على الدعم الأمريكي الكامل لمكافحة الفساد في رومانيا والتزام أمريكي قوي في التضامن الاستراتيجي.
لقد كانت ضربة رهيبة للمناهضين للإصلاح في رومانيا، فيكفي أن تراهم يبثون السموم والحقد على شاشات التلفزيون والانترنت منذ اليوم الأول للزيارة وحتى الآن. لقد دمر ترامب كذبة حاولوا لعام ونصف ترويجها وهي أن الإدارة الأمريكية الجديدة غير مهتمة بدولة القانون في رومانيا.
وكانت رسالة إدارة ترامب بشأن معركة التضامن ضد الفساد تتزايد يوماً بعد يوم خلال زيارة الرئيس يوهانيس التي استغرقت خمسة ايام إلى أمريكا. وكان هناك تصعيد واضح في رسائل نقلت خلال النقاشات ضمن مؤسسات الكونغرس وفي رسالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، حيث بلغت ذروتها مع رسائل قوية التعبير من قبل ترامب في رده على أسئلة الصحفيين.
قال ترامب عندما سئل عن العقبات التي تحول دون مكافحة الفساد ”نحن نعرف ما يحدث” ، ولهذا أهمية كبيرة، لأنها رسالة من كامل الإدارة الأمريكية وتدل على أن مؤسسات الدولة الأمريكية تستثمر في دعم هذه القضية. وهذه هي أخبار سيئة حقاً للفاسدين الذين كانوا يأملون أن يتخلى الرئيس الأمريكي الجديد عن رومانيا، ولكنه لم يتخل عن رومانيا فحسب ، بل بعث برسائل تدعوا إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية معها.
لقد وعد ترامب بالتضامن مع أي من حلفاء الناتو الذين قد يتعرضون لأي عدوان عسكري، وتحدث أيضاً عن العلاقات التجارية والعلاقات العسكرية والثقافية مع رومانيا، وتطرق إلى أن رومانيا خصصت 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق على الدفاع معتبراً ذلك تصرفاً جيداً.
أما يوهانيس فقد رفع الرهان عندما تحدث باهتمام في المؤتمر الصحفي عن الاتحاد الأوروبي وأهمية الروابط القوية بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصر في رسالته هذه، وعلى الرغم من أنها لم تكن موضوعا مريحاً لترامب الذي تعرض لأسبوع كامل لانتقادات القادة الأوروبيين.
إن إصرار يوهانس هو علامة واضحة على أنه يريد لعب دور الجسر بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، دور وسيط بين كتلتين كبيرتين هما حاليا في علاقة تعاني من الجمود.. دعونا نرى ما إذا كان يمكنه تحقيق هذا الدور! حتى الآن لدينا تأكيدات بأن يوهانيس سيلتقي خلال الأسبوعين القادمين مع أنجيلا ميركل ومع إيمانويل ماكرون، قادة البلدين اللذين يشكلان المحرك الرئيسي للاتحاد الأوروبي.
نعود إلى ترامب وهو أكبر مكسب لعلاقة راسخة مع الولايات المتحدة، وذلك بمساعدة الدبلوماسيين والعسكريين من حول ترامب، ومعهم السياسيين الجمهوريين إلى حد كبير، فقد أقنعوا الرئيس الأمريكي أن رومانيا ورقة قوية.
لقد عاد يوهانيس إلى الوطن بانتصار رمزي كبير، وبانتظاره ليفيو دراغنيا المستعد لحرق كل شيء لانقاذ جلده. وسيبذل رأس الفساد السياسي دراغنيا قصارى جهده لعرقلة يوهانيس حتى ولو تخلى عن حكومته. دعونا نرى كيف سيستفيد الرئيس من المكاسب الذي عاد بها من الولايات المتحدة.
(المصدر: وكالة هوت نيوز للانباء (المحلل السياسي كريستيان بانتازي)، بتاريخ 10/6/2017)