مؤتمر صحفي مشترك للرئيس الروماني والمستشارة الألمانية

 

عقد الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس، بتاريخ 19 حزيران 2017 في برلين، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.

ونورد فيما يلي نص المؤتمر:

المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل:

“السيدات والسادة،

يسعدني أن أرحب بالرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، الذي سيتحدث غداً في حفل إحياء ذكرى ضحايا التهجير القسري (الذي وقع بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط ألمانيا حيث أرغم الملايين من الألمان على تغيير أماكن إقامتهم بعد تقسيم المانيا، وخلال عملية التهجير قتل أكثر من مليوني شخص)، حيث سيلقى الكلمة الرئيسية، وقد استغلينا هذه الفرصة لتعميق علاقاتنا الثنائية الجيدة جدا ولكي نجتمع هنا في المستشارية الاتحادية.

شكرا سيدي الرئيس، لأنك وقعت على كتاب تعزية بوفاة المستشار السابق هيلموت كول! وأعتبر هذا لفتة من الامتنان والاحترام لدور هيلموت كول في تطوير أوروبا الشرقية في هذه الفترة الانتقالية.

وتأتي زيارتكم في عام نحتفل فيه بالعديد من المناسبات المتعلقة بعلاقاتنا الثنائية، مثل مرور 50 عاما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا و25 عاما على توقيع معاهدة الصداقة بين بلدينا و 10 أعوام على عضوية رومانيا في الاتحاد الأوروبي.

تلعب الأقلية الألمانية في رومانيا دورا هاما كجسر بين المجتمعين، والرئيس يوهانيس مثال جيد على ذلك.

لقد ناقشنا العلاقات الاقتصادية التي شهدت تطوراً ديناميكياً لافتاً في العام الماضي تجاوز بكثير نسبة الـ 10%.

كما تحدثنا عن الرقمنة، حيث أكد لي الرئيس الروماني بأن رومانيا هو موقع جيد جدا للمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، وهذه مجالات مهمة جدا بالنسبة لنا.

كذلك، تناولنا قضايا مهمة جداً بالنسبة للاتحاد الأوروبي، حيث سيعقد اجتماع للمجلس الأوروبي هذا الأسبوع، وسنعمل معا على توسيع السوق الرقمي.

وذكرت مرة أخرى بأن رومانيا وبعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي أحرزت تقدما كبيرا من حيث دولة القانون ومكافحة الفساد. كما حذرنا من أن الانحراف عن المسار الذي بدأنا بالفعل السير فيه يمكن أن يضع موضع خطر التقدم المحرز في عملية الإصلاح، ولكنني أعرف أن الرئيس يوهانيس يدعم هذه العملية، وأريد هنا أن أشكره لما بذلوه من جهود لصالح دولة القانون في رومانيا.

وفي عودة إلى موضوع المجلس الأوروبي، سوف نناقش قضايا لرومانيا وألمانيا فيها مواقف مشتركة، مثل مكافحة الإرهاب، وحماية البيئة وقضية سياسة الهجرة. ويتوجب علينا أن نحرز تقدما بشأن حماية الحدود الخارجية، وقد تم بالفعل إحراز تقدم بهذا الشأن، وكذلك في موضوع استقرار دول المنشأ، وهنا فإن موضوع ليبيا هو الأكثر أهمية، ولذلك ناقشت مع الرئيس يوهانيس تطورات الأوضاع في المنطقة وهنا يتوجب أن تكون لروح التعاون دورا هاما فذ ذلك، لأننا وفي بعض الدول، مثل اليمن أو سورية، سوف نحتاج إلى سياسات خاصة.

مرة أخرى، أرحب بكم هنا، عزيزي كلاوس! “

الرئيس الروماني، كلاوس يوهانيس:

“شكرا جزيلا لك، سيدتي المستشارة الاتحادية المحترمة!

أشكرك على هذا اللقاء الجيد جداً والمكثف! لقد بدأت اليوم زيارة عمل إلى ألمانيا، بدأتها بالتوقيع في كتاب التعزية بالمستشار الاتحادي السابق هيلموت كول الذي توفي في الأيام الأخيرة، وأعربت عن تعازي الحارة باسم رومانيا وباسم الشعب الروماني وباسمي الشخصي.

لدينا هذا العام المبررات لنجتمع ونناقش ونحتفل -مرور 50 عاما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا و25 عاما على توقيع معاهدة الصداقة بين بلدينا و10 أعوام على عضوية رومانيا في الاتحاد الأوروبي خلال الرئاسة الألمانية حينها لمجلس الاتحاد الأوروبي.

إن العلاقات مع ألمانيا ليس ذات أهمية استراتيجية فحسب بالنسبة رومانيا، بل هي علاقة متميزة ومن أفضل العلاقات لدينا، وقد اتفقنا أنا والسيدة المستشارة على الإبقاء على هذه العلاقة وتحسينها.

وأود أن أذكر هنا بأن ألمانيا ظلت أكبر شريك تجاري لرومانيا، حيث تحتل المرتبة الأولى فهي تسجل سنويا نمواً نسبته أكثر من 10٪ سنوياً، وهذا شيء هام، وأعتقد أنه يدل على أننا لسنا قريبين سياسياً فقط بل اقتصاديا أيضاً.

لقد أكدنا معاً على أهمية الأقلية الألمانية في رومانيا والجالية الرومانية في ألمانيا، ونحن نعتقد أن هذه الجاليات تساهم إلى حد كبير في خلق جسر بين بلدينا وتعزيزه.

كذلك، تحدثنا عن أوروبا، وعن المشروع الأوروبي. وكلانا يعتقد أن هذا المشروع هو الأكثر قيمة، ويتوجب تعزيزه مواصلته وتحسينه. ويجب علينا، في رأيي، العثور على أفضل الطرق للاقتراب من المواطن الأوروبي وضمان أمن الفضاء الأوروبي وإيجاد أفضل السبل لجعل الاتحاد الأوروبي أفضل، أي أن يتم العمل بشكل أفضل وأن يكون الاتحاد أكثر فعالية وقبول.

وفي هذا السياق، تطرقنا إلى موضوع شنغن، وقد شجعتني السيدة المستشارة على مواصلة المحادثات مع الشركاء الأوروبيين الآخرين، وربما سوف ننجح بالتوصل إلى حل في فترة زمنية معقولة.

وبالطبع تناولنا موضوع الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبي في عام 2019 وينبغي على أن أقول بأن في الوقت الذي ستتولى فيه رومانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي ستكون على جدول اعمال المجلس مواضيع معقدة للغاية: الانتهاء من عملية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزت) ومناقشة ميزانية الاتحاد الأوروبي المقبلة. وأعتقد أنه يمكننا أن نلعب دوراً ليس مهماَ فحسب بل إيجابياً خلال رئاستنا للمجلس الأوروبي.

كما ناقشنا العلاقات عبر الأطلسي، وأخبرت السيدة المستشارة باختصار عن الزيارة التي قمت بها قبل أيام إلى الولايات المتحدة، واتفقنا على أن نبقى على نفس الفكرة الهامة والمشتركة وهي أن العلاقة عبر الأطلسي أمر حيوي، وأن الاتحاد الأوروبي هام جداً بالنسبة للولايات المتحدة وأن الولايات المتحدة هامة يضاً بالنسبة للاتحاد الأوروبي. ونحن متفقان على أنه لا يجوز تفضيل الناتو على الاتحاد الأوروبي أو العكس بل يتوجب التعاون فيما بينهما وهذا الأمر في رأينا سيؤدي إلى تحسين كامل الوضع الذي نحن فيه.

كذلك استعرضنا وبشكل طبيعي الجوار الشرقي، ومسألة مولدوفا وأوكرانيا، وتحدثنا بشيء من التفصيل عن منطقة البحر الأسود وأمن البحر الأسود، حيث لدينا وجهات نظر متطابقة عملياً فهذه المنطقة حيوية ليس بالنسبة للاتحاد الأوروبي فقط بل لحلف شمال الأطلسي أيضاً ولأمننا وأمن كامل المنطقة.

وفي الختام أود أن أؤكد مرة أخرى أن هذه المناقشة كانت مكثفة للغاية وجيدة وبناءة جداً وأشكر السيدة المستشارة ميركل على حسن اللقاء”.

  (المصدر: الموقع الرسمي للرئاسة الرومانية، بتاريخ 20/6/2017)