وقال لافرينتييف في لقاء مع قناة روسيا اليوم “أقيم نتائج الجولة الجديدة بالإيجابية أما بشأن كل الأهداف فربما لم نتمكن من تحقيقها كلها حيث وضعنا مهام كبيرة ويحدث أنه لا يمكن تحقيقها كلها على أقل تقدير في الفترة الحالية ولكننا سنعول على أن ما لم نتمكن من حله في هذه الجولة سنسعى لحله في محادثاتنا القادمة”.
وحول مناطق تخفيف التوتر أشار رئيس الوفد الروسي إلى أن مفهوم هذه المناطق بات ثابتا لكن هناك صعوبات في الإجماع على خطوط هذه المناطق أي “خطوط التماس العسكري” حيث يجب التوجه مباشرة إلى تلك المناطق حيث يقوم الخبراء العسكريون بدراسة أين يمكن رسم هذه الخطوط.
وأكد لافرينتييف أن هذه الخطوط “وهمية” إلا أنها ستحدد تبعية هذه المساحات أو تلك إلى مناطق تخفيف التوتر معتبرا أن النجاح في تحقيق الإجماع بشأن هذه الخطوط ستناط به نجاحات أخرى لاحقة تتمثل في الحفاظ على نظام وقف الأعمال القتالية.
وكشف لافرينتييف أن هناك عدم توافق في المفاهيم والمسألة تكمن في القوى المؤثرة على العمليات التي تجري في المناطق التي تم الاتفاق على تشكيلها لافتا إلى أن هناك تأثيرا تركيا على المجموعات المسلحة في المناطق الشمالية وآخر أمريكيا أردنيا على هذه المجموعات في المنطقة الجنوبية.
وأوضح لافرينيتيف أن رسم خطوط مناطق تخفيف التوتر لا يزال في مرحلة التنسيق بين خبراء الدول الضامنة والحديث كان يدور حول ضرورة إيجاد آلية تسمح بإقرار النظام الثابت لوقف الأعمال القتالية في تلك المناطق على أساس ثابت باستخدام آليات مختلفة بما فيها المتابعة والمراقبة.
ولفت لافرينتييف إلى أن من سيقومون بالمراقبة ليسوا تشكيلات قتالية وإنما هم مراقبون عسكريون وأنه من الطرف الروسي ستتواجد الشرطة العسكرية بصفتها مراقبا عسكريا.
وبين لافرينتييف أنه سيتم العمل ضمن الوثائق التي تجري الآن صياغتها على إعداد حزمة من الإجراءات بما في ذلك الضغط العسكري على من ينتهك نظام وقف الأعمال القتالية وقال “أعتقد أن هذه المسألة بالطبع تناقش على مستوى الخبراء مع الولايات المتحدة الأمريكية وهي تتطلب دراسة أكثر تعمقا.. وبالطبع هناك قراءات مختلفة للأهداف المنشودة ومع ذلك يوجد تفهم من قبل الجانب الأمريكي والعمل يجري في المسار الصحيح”.
وأوضح لافرينتييف أن بلاده انتظرت مشاركة أكثر فاعلية من قبل الجانب الأمريكي في الضغط على المجموعات المسلحة “لكن على ما يبدو أن هذه مسألة مستقبلية”.
وأكد رئيس الوفد الروسي رفض بلاده للصياغة التي تتبناها الولايات المتحدة أي “مناطق منع الاشتباك” لأنها تشكيلات اصطناعية لافتا إلى أن الولايات المتحدة سمت منطقة التنف السورية بالقرب من الحدود مع العراق “منطقة منع الاشتباك” وقاموا بتحديد شريط على طول 55 كيلومترا حول هذه المنطقة السكنية بصورة فردية وقال “نحن نعتبر هذا التصرف تعسفيا وغير قانوني أبدا وخاصة أن الجنود الأمريكيين موجودون على الأراضي السورية دون أي موافقة”.
ضربات “التحالف الأمريكي” على مواقع الجيش السوري مرفوضة تماما
وشدد رئيس الوفد الروسي على أن ضربات “التحالف الأمريكي” على مواقع الجيش السوري مرفوضة تماما ولا مكان لتبريرها وقال “نعتقد أنه على الأمريكيين أن يفتحوا المجال أمام الجيش السوري للوصول إلى الحدود السورية العراقية لبسط سيطرته الكاملة هناك.. ونعول على أنه بعد تدمير كامل فصائل تنظيم داعش الارهابي في الأراضي السورية لن يبقى مكان لوحدات عسكرية أمريكية في سورية إذا لم تحصل على موافقة من قبل الحكومة السورية الشرعية”.
وحول مسألة المختطفين والمفقودين أوضح لافرينتييف أن هذه المسألة قيد الدراسة وجرت مناقشتها لكن الشروط لم تنضج بعد للتوصل إلى اتفاق لصياغة هذه الوثيقة مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه المسائل يجري حلها على المستوى المحلي داخل الأراضي السورية.
ورأى لافرينتييف أن اقتراح تشكيل “لجان مصالحة” في مناطق تخفيف التوتر يمكن أن يساعد على تعزيز إجراءات الثقة.
ولفت لافرينتييف إلى أن المجموعات الإرهابية هي من تحصل على نتائج سياسية باستخدام طرق غير سلمية وباستخدام العنف والطرق العسكرية وقال “إذا انطلقنا من هذا التعريف نجد أن جميع “المجموعات المعارضة” هي مجموعات إرهابية” لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه ربما تجري تغييرات معينة في وعي المعارضين وربما بضغط وتأثير من الخارج بالقوة قد أدركوا مع الوقت ذلك الخطأ الذي يرتكبونه بانضمامهم إلى صفوف مجموعات إرهابية محذرا من مسألة تغيير تسميات المجموعات الإرهابية كما هو الحال مع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
واعتبر رئيس الوفد الروسي أن الأزمة التي نشبت في منطقة الخليج ستؤثر بالفعل على أرض الواقع لأننا جميعا ندرك بأن تمويل الإرهابيين يأتي من هذه الدولة أو تلك فإذا كانت هذه الدول في حالة نزاع فبالتالي سيزيد مستوى عدم الثقة بينها ليصل حتى إلى درجة الاشتباكات العسكرية وقال “بالمناسبة هذا ما نراه الآن على الأراضي السورية”.
وأكد رئيس الوفد الروسي أن عملية أستانا تكمل بشكل كبير عملية جنيف وتزودها بالمواد لذلك من غير الصحيح القول إن عملية أستانا تقوم فقط بمعالجة مسألة نظام وقف الأعمال القتالية وعملية جنيف تعالج المسائل السياسية فقط.
واختتمت أمس الجولة الخامسة من اجتماع أستانا بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية والوفود الأخرى حيث أكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الجعفري أن الموقف التركي كان منذ بداية مسار أستانا موقفا سلبيا وأدى إلى نتائج متواضعة في هذه الجولة.