لماذا يختار المستثمر القيام بأعمال تجارية في رومانيا؟ الجواب هو لأن الأجور لا تزال قليلة، والديناميكية وتكاليف المعيشة من بين أدنى المعدلات في العالم. فإذا كنتت تكسب 4.500 جنيه استرليني في الشهر في لندن، سيكون عليك كسب 1.365 جنيه استرليني في رومانيا للحفاظ على نفس مستوى المعيشة، كما يتضح من تحليل Rise Consortium.
ووفقاً لمعدي الدراسة، فإن الأجور في رومانيا منافسة كما أن أعمال الشركات ازدادت في معظم المدن الرومانية في السنوات الأخيرة.
ومع ذلك، يلاحظ من البيانات المقدمة من قبل المنظمة، والتي أُخذت من المعهد الوطني للإحصاء، وجود فجوة متزايدة بين المحافظات الرومانية تبعاً لأعلى الرواتب وأدناها من جدول تصنيف الرواتب. وبالتالي، نجد أن متوسط الأجر الإجمالي في الاقتصاد ارتفع من 478 يورو شهرياً في عام 2008-إلى 662 يورو شهرياً في عام 2016. وأن مدناً مثل سوشيافا، هارغيتا و تيليورمان ما زال لديها أدنى الرواتب في رومانيا.
ولكن فقط في أربع مقاطعات في البلاد، بالإضافة إلى العاصمة، كان مستوى الأجر أعلى من المتوسط الوطني، أي في بخارست (882 يورو / شهرياً في عام 2016)، تيميش (756 يورو)، إيلفوف (751 يورو)، كلوج (746 يورو) وسيبيو (682 يورو).
وفي المقابل، فإن أدنى الرواتب والتي تقارب نصف الرواتب العليا هي في مقاطعات سوشيافا (470 يورو / شهر في عام 2016)، وهارغيتا (477 يورو) وتيليورمان (478 يورو).
ومن وجهة الاستثمارات العامة، بينت معلومات التحليل (المأخوذة من المؤسسات في رومانيا)، بأن الفجوة بين المناطق هي أعلى من ذلك.
وهكذا، ففي الفترة 2007 -2015، جذبت بخارست (بالإضافة إلى المناطق المحيطة بها) استثمارات عامة (من ميزانيتها الخاصة والأموال الأوروبية) بلغت قيمتها 4.15 مليار يورو.
كما استثمرت مبالغ كبيرة في الفترة المذكورة، في منطقة براشوف (473.6 مليون يورو)، وفي تيميشوارا (451.7 مليون يورو)، كونستانتسا (430.3 مليون يورو) وكلوج نابوكا (427.4 مليون يورو).
بالمقابل جاءت الكساندريا Alexandria في المرتبة الأخيرة في الترتيب، حيث بلغت الاستثمارات في الفترة قيد التحليل ما يقرب من 100 مرة أصغر من منطقة بخارست أي 42.9 مليون يورو. كما جاء الاستثمار في رشيتسا Reșița (53 مليون يورو) وجيورجيو Giurgiu (65.14 مليون يورو).
ومع ذلك، لاحظ معدو التحليل أن المدن الأكثر ديناميكية في رومانيا سجلت أعلى معدلات نمو في الناتج المحلي الإجمالي/ للفرد في الاتحاد الأوروبي.
أما من حيث المزايا التنافسية لرومانيا، فقد أشار معدو الوثيقة إلى امكانية رومانيا الدخول إلى واحدة من أكبر الأسواق في العالم (على سبيل المقارنة، إيطاليا، التي هي واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لرومانيا، وتستهلك لوحدها سنوياً أكثر مما تستهلكه كل الهند)، وكذلك ميزة انخفاض الضرائب (ضريبة ثابتة بنسبة 16٪، تعادل حوالي نصف الضريبة المماثلة في فرنسا وألمانيا وإيطاليا، والإعفاءات الضريبية للأرباح المعاد استثمارها).
(المصدر: موقع وول ستريت بتاريخ 02/08/2017)