أكد رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس أن الحكومة تعمل برؤية استراتيجية في كل قطاعات الدولة والمؤسسات الخدمية لدينا رغم الحرب وتضع رؤى استراتيجية لعشرات السنين.
وقال المهندس خميس في حوار مع قناة الميادين مساء اليوم إن الحكومة تعول على الشركاء في القطاع الخاص الذين يعتبرون مكونا أساسيا من مكونات الاقتصاد السوري إضافة إلى تطوير التشريعات وقوانين التجارة والاستيراد والتصدير والجمارك والقروض والبنوك لافتا إلى أنه لا يخلو مجلس الوزراء شهريا من اجتماع أو اثنين مع القائمين على القطاع الخاص لنتبادل معهم وجهات النظر.
وأضاف المهندس خميس إن أهم عناوين النجاح هو ما وجه به السيد الرئيس بشار الأسد بأن تكون آلية عملنا من خلال المواطن ولقائه والنزول إليه بشكل يبين له أننا على استعداد للتواصل معه وإعطائه رسالة بعمل آلية الوزارات وقال إن وجود الرئيس الأسد بين أبناء الوطن قدوة لنا وعلينا ان نترجم هذه الرؤية لشيء عملي.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن دولا كثيرة لمست النصر في سورية وأن مئات الشركات من دول عديدة تتواصل مع الحكومة السورية وترغب بتوقيع اتفاقيات أو مذكرات تفاهم لكي يكون لها دور في سورية وهذا يؤكد وجود ارض خصبة في سورية للاستثمار.. وهو دليل على أن سورية بدأت تتعافى وتستثمر انتصارات الجيش العربي السوري.
ولفت المهندس خميس إلى أن الفريق الحكومي يعمل في قلب واحد ورؤية واحدة وهناك انسجام ليس له مثيل في العمل وبفعالية تتناسب مع التحديات بشكل كبير معتبرا أن تغييرا يأتي لسبب معين متعلق بواقع عمل الوزارت وهذا شيء طبيعي لأنه دائما هناك تقييم للجهات.. وأهم تقييم لعمل الحكومة هو رضا المواطن.. فعندما يقتنع المواطن أن الحكومة تعمل بشكل نوعي فيكون راضيا عن الوزارة حتى لو لم تصله نتاج العمل كما يريد.
وأكد المهندس خميس أن مشروع الإصلاح الإداري من أهم العناوين في إعادة بناء الدولة السورية بعد الحرب وهو رؤية نوعية في هذه الظروف.. وتعمل الحكومة كفريق عمل بجهد نوعي لإعداد الآلية التنفيذية لإطلاق هذا المشروع الذي بدأنا بإعداد متطلبات تطبيقه الذي يحتاج فترة 4 أشهر.
وفيما يلي نص موسع للحوار قال المهندس خميس بنينا بلدنا على مدار 40 عاما وأسسنا دولة قوية بكل المعايير والمقومات لافتا إلى المؤشرات التي امتلكتها الدولة السورية وأعطتها القوة في التصدي لكل ما يحاك ضدها من مؤامرات وتكامل دور المؤسسة الاقتصادية في ظل الحرب مع المؤسسة العسكرية.
وأضاف المهندس خميس إن الشيء الآخر الذي أدى إلى صمود سورية هو الشعب السوري العظيم الذي أذهل العالم بتكامله مع قواتنا المسلحة في التصدي للحرب وتحمل الصعوبات والحفاظ على المؤسسات من قبل العاملين فيها مشيرا إلى الحلول المبتكرة في العمل الحكومي لمواجهة الحرب الإرهابية على سورية من خلال الاستمرار في العمل دون توقف والاستخدام الأمثل للموارد وتطويرها واستخدام الاحتياطي وإعادة ما يمكن إعادته من المنشآت التي توقفت والابتعاد عن سياسة الانكماش أو الانتظار.
ولفت المهندس خميس إلى توجيه القيادة السورية لاستمرار عمل مؤسسات الدولة الاقتصادية والخدمية ومحاربة الإرهاب بيد ودعم جيشنا وتأمين متطلباته باليد الأخرى.
وأشار المهندس خميس إلى حجم الأضرار التي لحقت بالبنية الاقتصادية جراء الإرهاب والتي كانت تعتبر العصب الأساسي للاقتصاد السوري وتراجع إنتاج النفط من 385 ألف برميل نفطى يوميا إلى الصفر وتراجع إنتاج الغاز من 30 مليون متر مكعب غاز يوميا إلى 5 ملايين والذي كان له الأثر الكبير في قطاع الكهرباء والصناعة والمنشآت السياحية.
وأكد المهندس خميس أن الدولة قامت بخطوات نوعية في التصدى للإرهاب من خلال تسخير الاحتياطي والاستمرار في صرف الرواتب وإعادة المدارس وفتح الطرق التي تعرضت للتخريب بفعل الإرهاب إلى الخدمة والاستمرار بتقديم الخدمات التعليمية والطبية المجانية.
وقال المهندس خميس “إن سورية تتمتع بمقومات قوية اقتصادية ومؤسساتية بنيت بجهد كبير خلال عشرات السنين ولا يمكن أن تهدم بحرب مهما كانت شرسة.. لو قرؤوا عنوان قوة الدولة السورية والمواطن السوري لما قاموا بهذه الحرب”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن للجيش العربي السوري اليوم رؤية شاملة لاستعادة كل الجغرافيا السورية إلى حضن الدولة ولن يسمح ببقاء متر مربع واحد تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأشار المهندس خميس إلى نتائج الصمود السوري خلال الحرب والتي انعكست في العمل الحكومي والمؤسسات الخدمية والاقتصادية وإعادة تشغيل الحقول التي يتم استعادتها بكوادر وطنية من وزارة النفط وبالتعاون مع الأصدقاء وفق خطة نوعية لأهميتها في العملية التنموية.
وأوضح المهندس خميس أن العنوان الأساسي للتنمية هو إعادة العملية الإنتاجية لافتا إلى أن الحكومة بدأت فيها بشكل جاد وواسع من خلال إجراءات وقرارات تشريعية تتعلق بتطوير وتحسين العملية الإنتاجية وإعادة دوران عجلة الإنتاج والتركيز على قطاعي الزراعة والصناعة وتطوير معايير ومؤشرات التجارة والسياسة النقدية والمصرفية للمصارف.
ولفت المهندس خميس إلى أهمية القطاع الخاص الذي يعتبر مكونا أساسيا من مكونات الاقتصاد السوري والتواصل مع رجال الأعمال وتبادل وجهات النظر معهم ودراسة جميع متطلباتهم وتلبية أغلبها بما يحقق التنمية التي تطمح إليها الدولة بشكل عام ومصالحهم الاقتصادية بشكل خاص وتطوير تشريعات وقوانين التجارة والاستيراد والتصدير والجمارك والقروض والبنوك.
وحول إقامة معرض دمشق الدولي قال المهندس خميس “كنا مؤمنين بالانتصار منذ اللحظة الأولى وذلك بسبب آلية معالجتنا وتصدينا للحرب بخطوات واثقة وكان لدينا أحد مقومات إعادة إطلاق الإنتاج وهي العلاقات مع الدول الصديقة ومن هنا جاءت فكرة إقامة المعرض”.
ولفت المهندس خميس إلى حجم المشاركة في المعرض التي تعتبر الأكبر على مستوى الدول المجاورة حيث إن 43 دولة و1600 شركة شاركت فيه وعدد الزوار منذ اليوم الأول فاق التوقعات موضحا أن التحضيرات الكبيرة التي قام بها فريق العمل عكست قوة الدولة السورية وأعطت مؤشرا لصمود الشعب السوري. وأشار المهندس خميس إلى نتائج معرض دمشق الدولي على الصعيد الاقتصادي وحجم عقود التصدير الكبيرة التي تم توقيعها وتشغيل رأس المال للشركات الداخلية وفرص العمل النوعية التي وفرها.
وحول العلاقة بين الشعبين السوري والمصري أوضح المهندس خميس أن الشعب المصري استطاع خلال الحرب على سورية قراءة الأحداث بشكل صحيح وقال “نحن دائما في الواقع الاقتصادي نتطلع للتعاون مع الدول الشقيقة التي تؤمن بسيادة سورية ونرحب بتعاون الأشقاء المصريين في هذا المجال” لافتا إلى أن التعاون الاقتصادي مع مصر خلال الأزمة لم يتوقف ونتطلع إلى تبادل تجاري يحقق الفائدة للشعبين.
وأكد المهندس خميس أن العمل جار على دراسة خطوات باتجاه التعاون مع الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب الشعب السوري حيث لها أولوية كبيرة في إعادة الإعمار والتبادل التجاري.
وبشأن العلاقة مع لبنان أشار المهندس خميس إلى العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين السوري واللبناني التي لا يمكن أن تتوقف رغم كل الظروف وقال “كنا سعداء بزيارة الوزراء اللبنانيين وما لمسناه من الأشقاء اللبنانيين رغبتهم الكبيرة بالانفتاح على العلاقات الاقتصادية مع سورية ووعودنا بتوفير الطاقة الكهربائية للبنان ليست جديدة وهي تحقق عائدا اقتصاديا يزيد الدخل لنا لنؤمن مشتقات نفطية لتشغيل المحطات المتوقفة”.
وأعرب المهندس خميس عن تقديره للدعم الكبير الذي قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووقوفها إلى جانب الشعب السوري في تصديه للإرهاب ودعمها اقتصاديا والتخفيف من التحديات التي فرضت على المواطن السوري وقال “علاقتنا مع إيران متجذرة ونتطلع إلى بناء علاقة اقتصادية طويلة الأمد معها”.
وقال المهندس خميس “إن الرؤية المتميزة للسيد الرئيس بشار الأسد بتوجه الاقتصاد شرقا أحد عناوين نجاح الاقتصاد السوري وهو ما نقوم بترجمته بشكل فعلي من خلال خطوات نوعية وإعادة بناء هذه العلاقات لتطوير وجود الشركات باتجاه الشرق ولاسيما روسيا والصين وإيران حيث سيكون لها امتيازات”.
وحول مشروع الإصلاح الإداري بين المهندس خميس أن من أهم العناوين في إعادة بناء الدولة السورية والقوة الأكبر لعمل الحكومة بعد الحرب هو مشروع الإصلاح الإداري وتقوم الحكومة كفريق عمل بجهد نوعي لإعداد الآلية التنفيذية لإطلاق هذا المشروع وبدأنا بإعداد متطلبات تطبيقه.
وأشار المهندس خميس إلى أن البداية في المشروع ستكون من الهيكلية الإدارية والتدريب وتبسيط الإجراءات وبناء الكوادر ومراقبة مؤشرات الأداء التي تحقق التنمية في المؤسسات.
وتابع رئيس مجلس الوزراء “إن دولا كثيرة لمست النصر في سورية ومئات الشركات من دول عديدة تتواصل مع الحكومة السورية وترغب بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لكي يكون لها دور في سورية وهذا يؤكد حقيقة أن سورية أرض خصبة في الاستثمار ودليل على أنها بدأت تتعافى”.
وحول عمل الحكومة في ملف إعادة الإعمار أكد المهندس خميس أن كل ما يعزز الإنتاج سيكون له الأولوية في البداية ولدى الحكومة توصيف كامل لكل البنية الإنتاجية وهذه رسالة لكل مهتم بالاستثمار في سورية أننا منفتحون على التعاون معه.
وأشار المهندس خميس إلى أن أهم تقييم لعمل الحكومة هو رضا المواطن وأي تغيير وزاري يأتي لسبب معين متعلق بواقع عمل الوزارات هو شيء طبيعي لأن هناك تقييما دائما للجهات العامة وقال “نحن كفريق حكومي نعمل بقلب واحد ورؤية واحدة وهناك انسجام ليس له مثيل في العمل وبفعالية تتناسب مع التحديات بشكل كبير”.
وأكد المهندس خميس أهمية الحضور في ميدان العمل والتواصل المستمر مع المواطن.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 23/8/2017)