أكدت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن وجود القوات الأمريكية في منطقة التنف السورية غير مقبول مشيرة إلى أن محاولات واشنطن تبرير انتشار عسكرييها في سورية بمحاربة الإرهابيين “تفتقر إلى المصداقية”.
وجاء في بيان نشرته الوزارة أن “موسكو تعتبر محاولات واشنطن تبرير استخدام القوة العسكرية ضد سيادة سورية وسلامة أراضيها غير مقبولة” مشيرة إلى أن “حجج الولايات المتحدة بأن الغرض من انتشار عسكرييها في سورية هو محاربة الإرهابيين ضعيفة وتفتقر إلى المصداقية”.
وتقود الولايات المتحدة منذ آب عام 2014 تحالفا تشكل بدعوى مقاتلة تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق فشل خلالها في تحقيق أي نتائج على الأرض بسبب عدم الجدية في الحرب على الإرهاب وعدم التنسيق مع حكومتي البلدين كما ارتكب عشرات المجازر في أرياف الحسكة والرقة ودير الزور وحلب راح ضحيتها مئات المدنيين السوريين.
وطالب بيان الخارجية الروسية واشنطن برفع جميع القيود على إيصال مساعدات إنسانية لمهجرين سوريين في هذه المنطقة موضحا أن “موسكو ترحب بإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في مخيم الركبان لكن في الوقت نفسه تصر على ضرورة أن يتم إيصالها مع احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها واستقلالها ومراعاة قواعد القانون الإنساني الدولي”.
وذكرت الوزارة أن “مخيم الركبان يقع داخل منطقة مساحتها 55 كيلومترا مربعا ومركزها بلدة التنف وهي منطقة محتلة في الواقع من قبل القوات الأمريكية” لافتة إلى أن “القواعد الأمريكية في هذه المنطقة لا تزال تدرب المسلحين السوريين بينما تبقى هذه المنطقة مغلقة أمام قوافل إنسانية دولية حاولت الوصول إلى مخيم الركبان من جهة الأراضي السورية الأمر الذي يجعل حالة نحو 60 ألف مهجر بائسة للغاية وهم في أمس الحاجة إلى أغذية وأدوية”.
وطالبت الوزارة بإزالة جميع العراقيل أمام الشحنات الغذائية والطبية ورفع مستوى شفافية العمليات الإنسانية معتبرة أن “القوات المسلحة الأمريكية تتحمل كامل المسؤولية عن الوضع في منطقة التنف”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أكدت في بيان لها في تشرين الثاني الماضي أن الجنود الأمريكيين في قاعدة “الركبان” غير الشرعية يرتكبون جريمة حرب وينتهكون القانون الدولي الإنساني عبر منع إيصال المساعدات الإنسانية التي تسعى روسيا بالتعاون مع الحكومة السورية إلى تقديمها للمدنيين المهجرين المتضررين من التنظيمات الإرهابية في منطقة التنف.
بوغدانوف يبحث مع العضايلة تحضيرات مؤتمر الحوار الوطني السوري
من جهة أخرى بحث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف اليوم مع سفير الأردن في موسكو أمجد العضايلة التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر يومي الـ 29 والـ 30 من كانون الثاني الجاري بمدينة سوتشي الروسية.
وقالت الخارجية في بيان: “إن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول قضايا الساعة من الأجندة الإقليمية مع التركيز على عملية التسوية في سورية بسياق الجهود الروسية لتنظيم مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي بالإضافة الى الوضع في الأراضي الفلسطينية في ظل تصاعد التوتر الناجم عن قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”.
وكانت الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية أعلنت في ختام اجتماع “أستانا 8” حول سورية الذى عقد الشهر الماضي عن عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية يومى الـ 29 والـ 30 من الشهر الحالي بمشاركة جميع شرائح المجتمع السوري.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 12/1/2018)