صرح ترايان باسيسكو يوم الأربعاء بتاريخ 27/3/2019، فيما يتعلق بنقل السفارة الرومانية إلى القدس، إن رومانيا لم تعد شريكًا موثوقًا به للعالم العربي في الوقت الحالي.
وقال: “في السياسة الخارجية كل شيء ممكن لكن من المهم للغاية عندما تفعل شيئاً، كيف تفعل ذلك الشيئ وما هي مزاياه وعيوبه. لا شيء مستحيل في السياسة الخارجية، لكن ما فعلته الحكومة من خلال السيدة دانتشيلا هو غباء كبير. لماذا؟ أولاً، لم يكن هناك ارتباط بين موقف الحكومة وصاحب السياسة الخارجية، وهو رئيس رومانيا. لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس فأنت بحاجة إلى قرار صادر عن رئيس رومانيا أو توضيح كيف تلتزم أنت بتغيير السفارة دون موافقة الرئيس. ثانياً، نحن في وقت ترغب فيه رومانيا في الحصول على أغلبية أصوات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن. برأيكم، كيف ستحصل رومانيا على صوت واحد على الأقل من الدول العربية؟ وهناك دول عربية كثيرة. ثالثًا، هناك 50 عامًا من السياسة الخارجية المتوازنة التي كانت فيها رومانيا شريكًا جيدًا وشريكًا موثوقًا به لكل من العالم العربي والفلسطينيين وإسرائيل في الوقت نفسه، ولم نعد شريكًا موثوقًا به للعالم العربي وحسنا، لنفرض يمكنك تحمل مثل هذا الموقف، ولكن ما مدى فائدة إسرائيل في هذا الموقف، حيث لا يمكن الوفاء بالوعد لأن الرئيس لديه وجهة نظر مختلفة، لذلك كل ما فعلته هذه السيدة هو أنها شعلت فضيحة فقط لا غير… لقد فقدت مصداقيتك، وبعد كل ذلك لم ينتج الأمر كله شيئاً ولا حل المشكلة، فإلى أي مدى ممكن أن تكون غبياً للتقوم بمثل ذلك العمل؟؟؟”.
وأضاف باسيسكو بأنه من الممكن أن نواجه الانتكاسات الاقتصادية.
حيث قال: “نحن الآن في وضع لا يفيد إسرائيل، بل على العكس، لقد فعلنا شيئًا سيئًا بالنسبة لإسرائيل. أولاُ، فقدت إسرائيل شريكًا ذا مصداقية كان يمكنه أن يتأرجح في أي مكان بين تل أبيب ورام الله أو الجامعة العربية. الآن لا يوجد أحد يأتي إلينا، والمخاطرة أنه بعد هذه السياسة الخارجية الخاطئة هو أن الدول العربية لا تقتصر فقط على قطع العلاقات مع رومانيا على أعلى المستويات بطريقة أو بأخرى. شاهدنا إلغاء زيارة الملك عبد الله، وهو أكثر الرؤساء مصداقية في العالم العربي. أنا أعرفه جيدًا، لقد قابلته عدة مرات، إنه شخصية عظيمة في العالم العربي. ألغى زيارته إلى رومانيا. كان على رئيس مجلس الشيوخ التوجه إلى المغرب، وأعلن مجلس الشيوخ أنه قد أرجأ زيارة الرئيس تاريتشيانو إلى المغرب لفترة أخرى. المشكلة هي أنه قد يكون هناك تداعيات اقتصادية أيضاً، على سبيل المثال ماذا سيحدث لو أن مصر التي تستورد ما بين 3 و5 ملايين طن من القمح منا ستقول إننا لم نعد نشتري من رومانيا، نحن سنأخذ من أوكرانيا وغيرها الكثير يمكن أن يحدث. لدينا بعد الاتحاد الأوروبي الذي هو شريكنا الاقتصادي الأول، الدول العربية هي الشريك الثاني. ماذا يحدث إذا فقدنا هذا الشريك؟”.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوكالة ميديافاكس للأنباء mediafax.ro ، بتاريخ 27/03/2019)