أرسل الرئيس كلاوس يوهانيس رسالة يوم الجمعة بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا الفاشية والشيوعية، شدّد فيها على أن هذا اليوم يلزمنا تكرار الإدانة “الصارمة” للإيديولوجيتين، بكل أشكالهما ، وتذكر الضحايا الأبرياء لهذه الأنظمة.
يقول رئيس الدولة في الرسالة: “يوم ذكرى ضحايا الفاشية والشيوعية يلزمنا أن نعيد التأكيد على الإدانة الشديدة للأيديولوجيتين ، بكل أشكالهما، وأن نتذكر الضحايا الأبرياء للأنظمة الإجرامية والحفاظ على ذاكرتهم دون تحوير. فقط مجتمع يعرف تاريخه ويعترف بما كان لديه صحيحاً، وما كان خطأ مما حدث في الماضي يدل على استعداده لتعزيز الديمقراطية الداخلية، فاحترام ذكرى ضحايا الأنظمة الاستبدادية لا يعني فقط الاحتفال بل وأيضاً العمل الجدي وفقاً لمبادئ الديمقراطية الأصيلة. ويلزمنا هذا التذكر بالسير باستمرار، وبشكل أكثر تصميماً في طريق مكافحة التطرف والتعصب والقمع ، وفي مواجهة كل محاولات التفكيك، ومحاولات تخفيف جرائم الفاشية والشيوعية، وكذلك محاربة تلك الأصوات التي تنكر قيم الديمقراطية والحضارة الأوروبية، علينا واجب التصرف بحذر والحزم في الدفاع عن قيم الحضارة الأوروبية والحفاظ عليها”.
وأشار الرئيس إلى أن السلام والازدهار لا يتحققان لوحدهما ولا يشكلان مكاسب محددة.
وأضاف يوهانيس: “إن معرفة الحقيقة التاريخية وتوطيد الديمقراطية وسيادة دولة القانون يمثلان ثبات رومانيا الأوروبية”.
ويذكّر الرئيس كلاوس يوهانيس أنه قبل ثمانية عقود، تم التوقيع على معاهدة ريبنتروب-مولوتوف، مشيراً إلى أنه كان “عملاً جباناً وكذباً كان من شأنه أن يؤدي إلى قمع مصير ملايين الناس، ولتشويه مستقبل المجتمعات الأوروبية، والدعس بالأقدام على كل أشكال الحرية، وتغذية موقف الاحتقار تجاه الحياة والكرامة الإنسانية “.
وأضاف الرئيس يوهانيس : “إن ما يسمى تقسيم مناطق النفوذ في أوروبا بين ألمانيا النازية/ والاتحاد السوفيتي يعني الانحراف الفاضح لأكثر المبادئ الأولية للقانون الدولي والدخول إلى عصر الفوضى والحرب.
وكان تحالف ريبنتروب-مولوتوف هو تحالف الشر المطلق. تحت ما سمي برعاية الناس ، لقد دمرت الشمولية المجتمعات الأوروبية وأفلستها وأرست معاناة إنسانية لا نهاية لها. واستمرت العواقب الوخيمة للفاشية والشيوعية بعد سقوط الأنظمة الشمولية لفترة طويلة ، وحُرمت أجيال كاملة من الحقوق غير القابلة للتصرف وجعلت عملية الانتقال إلى الديمقراطية عملية صعبة.
وذكًر رئيس الدولة أيضاً “الفعل المخلص” الذي قام به الملك الروماني مايكل الأول ، إلى جانب “الجيش الروماني الشجاع، المحاط بالعديد من السياسيين والدبلوماسيين المتميزين” قبل 75 عاماً ، عندما قرر خروج رومانيا من تحالف “سام للغاية ومضر، لإنقاذ أراضي البلاد والعديد من الأرواح البشرية.”
كما قال يوهانيس :”ولا يزال حدث 23 آب 1944 بمثابة عمل شجاع كبير في تاريخنا الحديث. وذاكرته هي واجب مشرف تجاه جميع أولئك الذين تصرفوا بحسن نية من أجل إنقاذ الدولة الرومانية وعودتنا إلى القيم الأوروبية الأطلسية. إن دخول دولتنا في مجال النفوذ السوفيتي وضمنياً تحت شعار الشيوعية، بعد أن خرجت رومانيا لتوها من عصر الفاشية، يشكل دليلاً واضحاً على المصير المأساوي الذي تشاركته أمتنا مع الدول الأوروبية الأخرى، في القرن الماضي”.
ووفقاً للرئيس ، فإننا مدينون الأشخاص الذين قاتلوا ضد الأنظمة الاستبدادية ” وعلينا واجب تكريم ذكراهم وألا ننسى بطوالتهم أبداً”.
ينقل رئيس الدولة: “حول تشويه تاريخنا من قبل الأنظمة الفاشية والشيوعية، يجب أن نتحدث إلى الأجيال المقبلة وربما أهم مثال لهذه المأساة ، والتي لا يمكن أن تنقلها كتب التاريخ المدرسية في كثير من الأحيان ، هو أن السلام والازدهار لا يأتيان من أنفسهما وخاصةً لبناء مجتمع ديمقراطي صحي ، لدينا الحق في معرفة الحقيقة التاريخية ومسؤولية حماية وتعزيز مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون والحرية واحترام والدفاع عن الحقوق الأساسية “.
يوم 23 آب ، يوم حلف ريبنتروب-مولوتوف ، تم إعلانه من قبل البرلمان الأوروبي عام 2008 باعتباره اليوم الأوروبي لإحياء ذكرى ضحايا النازية والشيوعية. وفي الوقت نفسه، في عام 2011، أعلن برلمان رومانيا، بموجب القانون رقم 198 اعتبار يوم 23 آب يوم ذكرى ضحايا الفاشية والشيوعية.
(المصدر: أجير برس بتاريخ 23/8/2019)