قام الصحفي الروماني كريستيان تودور بوبيسكو بتحليل الوضع السياسي في رومانيا بعد أن مرر البرلمان طلب حجب الثقة عن الحكومة ونورد فيما يلي التحليل المذكور:
بونتا أخطر شخصية في المعادلة السياسية ولكن يوهانيس سيفوز في الانتخابات.
ما حدث يوم الخميس 10/10/2019 بالتصويت على طلب حجب الثقة سوف يمتد بعواقب إلى الحملة الانتخابية التي ستبدأ رسمياً يوم السبت بتاريخ 12 تشرين الأول حيث من الممكن ان يتأثر التسلسل الهرمي للمرشحين الرئاسيين. وفي رأي كريستيان تودور بوبيسكو، هناك احتمال كسب نتائج إجابية لصالح المرشح ميرتشيا دياكونو من هذه القصة، في حين يصبح فيكتور بونتا أخطر شخصية سياسية. لكن هذا لن يمنع الرئيس كلاوس يوهانيس من الفوز في الانتخابات.
حيث قال الصحفي: “الرئيس يوهانيس يستخدم بكل هذا “التمرين” الذي هو موضوع الانتخابات المبكرة لصالح حملته الانتخابية. إنه يدعو الأطراف السياسية للمشاركة في المشاورات في القصر الرئاسي كوتروتشين Cotroceni، والمشاورات تجري، ويبقى هو الشخصية الأكبر في الحياة السياسية أمام الناخبين وكل هذا جزء من حملته. برأي سيعين كلاوس يوهانيس حكومة ليبرالية، ورئيس الوزراء السيد لودوفيك أوربان، وهو شخصية سياسية قديمة وللأسف هو “مستهلك كثيراً.”
ميرتشيا دياكونو هو ما يعادل سورين أوريسكو في السابق.
كريستيان تودور بوبيسكو: “إن أول من يستطيع الفوز من هذه القصة (حجب الثقة عن الحكومة) هو السيد دياكونو لأن الأمر يتعلق بناخبي الحزب الاجتماعي الديمقراطي PSD، الذين لا يحبون الخاسرين والذين لن يصوتوا لهذا السبب لصالح السيدة دانتشيلا المرشح الوحيد الذي لديه ملف تعريف قريب من هوية ناخب PSD هو السيد دياكونو وهو مشبه الآن بالسيد سورين أوبريسكو، وما فعله سورين أوريسكو قبل 10 سنوات. فهو يلعب هذا الدور: يدعي أنه من خارج PSD، ويدعي أنه محايد ومستقل، لكنه في الواقع مدعوم من الداخل.
دان بارنا، ليس لديه الأداء المطلوب في الحملة الانتخابية. لديه خطاب ممل.
بحسب السيد كريستيان تودور بوبيسكو، مرشح تحالف حزب اتحاد أنقذوا رومانيا وحزب الحرية والوحدة والتضامن USR-PLUS، السيد دان بارنا، فهو غير مقنع. يتكلم، لكنه لا ينقل المعنى، مما يجعله يتراجع في خيارات الناخبين. بالإضافة إلى ذلك ، فإن حزبه USR غير معروف لدى الناخبين، ليس لديه هوية واضحة، وهذا يجعل السيد بارنا غير مفضل للجولة الثانية من الانتخابات.
يجب على الرئيس يوهانيس تقديم حكومة.
وبدلاً من كل ما سبق، يبقى الرئيس يوهانيس مفضلاً بشكل قاطع.
وقال الصحفي: “هناك ضغط انتخابي على الرئيس، الذي يتعين عليه أن يأتي بحكومة وعليه أن يقدم هذه الحكومة الآن، قبل 24 تشرين الثاني أي قبل تاريخ الانتخابات، ويجب أن تكون الحكومة الجديدة ذات مصداقية، وقادرة أن تضمن له الأمور أيضاً وهي عملية ليست بسيطة على الإطلاق، أنا أقر بأنه يجب عليهم أن يحصلوا على بعض الدعم في البرلمان، على الأقل دعم حزب اتحاد أنقذوا رومانيا USR، لأنه لا يمكن حتى لليبراليين أن يلعبوا لوحدهم”.
ويعتقد السيد بوبيسكو أن معظم الذين صوتوا لصالح عملية حجب الثقة كانوا مهتمين فقط بإسقاط حكومة دانتشيلا والآن يريدون الحصول على كل ما يمكنهم الحصول عليه.
من ناحية أخرى يعتقد الصحفي أن حل رئيس الوزراء بشخص الليبرالي لودوفيك أوربان في الوقت الحالي ليس حلا ً جيداً. “يجب إيجاد شخص آخر. السيد أوربان تورط كثيراً من الناحية السياسية وصورته ملوثة، وكان لديه بعض المظاهر والتصرفات التي أثرت على مصداقيته كثيراً. يجب أن يكون رئيس الوزراء شخصاً واقعياً وتقنياً. بالطبع يمكن العثور على شخص من خارج الحزب، وهو شخص صالح تقنياً ومهنياً، ومعه حكومة سياسية، بالطبع. لكن كل ما أقوله أنا بهذا الموضوع خيالي.
عامل فيكتور بونتا
فيكتور بونتا هو أخطر شخصية في المعادلة السياسية الحالية، حسب اعتقاد الصحفي كريستيان تودور بوبيسكو. يستطيع فيكتور بونتا إعادة PSD، وهو الوحيد الذي يمكنه ذلك، وذلك من خلال حزبه الجديد Pro Romania ومع جزء من أعضاء حزب PSD بدون السيدة دانتشيلا ومع جزء من أعضاء ALDE. وهكذا يمكنه بعد إعادة حيوية PSD تشكيل تحالف جديد مع نفس حزب ALDE (ما سيبقى منه) يمكنه إعادة نوع من ما كان تحالف USL (كان تحالف بين الحزب الاجتماعي الديمقراطي PSD وبين الحزب الوطني الليبرالي PNL وهما منافسان تقليديان وكان يُعتبر ذلك التحالف تحالفاُ عير طبيعي)، وهو أمر سيئ جداً مثل ما كان ذلك التحالف مضراً. “وفيكتور بونتا متفوق فكرياً على فيوريكا دانتشيلا وحتى على ليفيو دراغنيا، لا شك في ذلك، فهناك مستوى آخر بينه وبينهم. لكنني لم أنس ماضي بونتا منذ أن كان رئيساً للوزراء. بمجرد امتلاكه القوة الكافية، سترون بونتا مرة أخرى كما كان”. إنه يعلم أن يوهانيس لا يمكن له تعيين أي شخص من PSD أو ALDE وكل ما يقوم به بونتا الآن يفعله على المدى الطويل لمستقبله، وهو في الحقيقة يعمل على أن يُحدَّد كقائد هذا الجزء من البرلمان.
حل تكنوقراط رئيس الوزراء
من ناحية أخرى، يلاحظ الصحفي أنه كان هناك انفصال خطير بين السياسة والمواطنين. وعلى رجل الساسية إعادة بناء علاقته مع المواطن وأبسط طريقة ، وتعيين رئيس وزراء ليس بالضرورة أن يكون سياسياً، لكنه رجل تقني يمكن العثور عليه خارج الأحزاب.
خارجياً، الوضع محزن. ماذا تظهر رسالة أورسولا فون دير لين.
ويقول الصحفي على المستوى الخارجي “إنه أمر مؤسف”: “كم علينا عمل الآن، كم علاقة يتوجب علينا إعادة بنائها وإعادة تأسيسها في هذه اللحظة، واستعادة الثقة فيها، ليتم اعتبار رومانيا مرة أخرى شريكاً موثوقاً به على المستوى الحكومي! لقد رأيتم أورسولا فون دير لين التي قالت: “نحن لن نقبل أي اقتراح جديد لمنصب المفوض الاوروبي من رومانيا قبل أن نرى نتيجة التصويت على طلب حجب الثقة وهو عمل وحشي تجاه رومانيا. ماذا يعني كلامها؟ يعني “نحن ننتظر سقوط حكومة دانتشيلا، حتى نتمكن من التحدث مع شخص من رومانيا.” وأوضح كريستيان تيودور بوبيسكو معنى كلام السيدة أورسولا فون دير لين رئيسة المفوضية الأوروبية: “إذا لم تسقط هذه الحكومة، فعلى الأرجح ستفقد رومانيا منصب المفوض الأوروبي للنقل” وهذا يعني في رأي الصحفي أن وضع رومانيا في الخارج “خطير جداً”.
( المصدر: ديجي 24 – 10/10/2019)