أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك معلومات حول التحضير لاستفزاز جديد باستخدام سلاح كيميائي في محافظة إدلب بمشاركة منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الآيسلندي بموسكو اليوم إن هناك معلومات مؤكدة حول التحضير لاستفزاز جديد باستخدام سلاح كيميائي في إدلب بمشاركة منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية التي قامت الاستخبارات البريطانية بإنشائها وإدارتها بدعم من الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة والتي سبق أن شاركت في الكثير من المسرحيات حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية سواء في دوما بريف دمشق أو خان شيخون بريف إدلب.
ودعا لافروف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى الاعتماد على الحقائق والموضوعية وعدم السماح لأي دولة بالتدخل في عملها لافتا إلى أن تقرير المنظمة الأخير حول حادث الكيميائي المزعوم بدوما يتسم بعدم النزاهة.
وكان الخبير في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إيان هندرسون اعترف في السابع عشر من أيار الماضي بأن نتائج التقرير الرسمي للمنظمة حول هجوم الكيميائي المزعوم في دوما لا تتوافق مع الواقع وتتناقض مع الخبرة الهندسية.
كما كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية منذ أيام أن عالما وظفته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قال في بريد إلكتروني مسرب إن التحقيقات على الأرض في دوما لم تتوصل إلى دليل قوي حول وقوع هجوم الغاز المزعوم فيها مشددا على أنه تم إخفاء الحقائق بشكل متعمد في تقارير المنظمة لاتهام الجيش العربي السوري به وتبرير العدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي ضد سورية آنذاك.
في السياق ذاته حذرت وزارة الدفاع الروسية اليوم من أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يخطط بالتآمر مع ما يسمى منظمة “الخوذ البيضاء” للقيام باستفزازات باستخدام مواد كيميائية في محافظة إدلب.
وقالت الوزارة في بيان لها نقله موقع “روسيا اليوم إن شهوداً من أهالي بلدة سرمدا الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال شرق مدينة إدلب أكدوا في إفادات لهم بأن أشخاصا مجهولين وقافلة من ثلاث شاحنات محملة بحاويات كيميائية مختلفة وصلوا إلى المدينة برفقة إرهابيي التنظيم أوائل الشهر الجاري.
وذكر الشهود أن إحدى الشاحنات احتوت أيضا على معدات فيديو احترافية وشظايا ذخيرة جوية ومدفعية.
وأضافت الوزارة في بيانها أن “الإرهابيين يقومون بانتقاء أفراد من السكان المحليين للمشاركة في تصوير مشاهد ستقدم على أنها تظهر آثار الغارات الجوية واستخدام المواد السامة”.
وتابعت وزارة الدفاع أن الفيديوهات الزائفة التي يزعم أنها تظهر أهدافا مدنية مدمرة بالغارات الجوية والقصف وتوثق الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في إدلب من المقرر نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي لاتهام الجيش العربي السوري والقوات الجوية الروسية.
وأشارت إلى أن المعلومات المتعلقة بإعداد إرهابيين من مجموعة يتزعمها المدعو “أبو مالك” والتابعة لـ “جبهة النصرة” وإرهابيين في “الخوذ البيضاء” لأعمال استفزازية أكدتها عدة مصادر.
وكانت وزارة الخارجية الروسية حذرت على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا مطلع الشهر الجاري من أن “الخوذ البيضاء” تحضر مع الإرهابيين لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيميائية في سورية.
وبينت أن روسيا كشفت علنا عن أدلة على ارتباط “الخوذ البيضاء” بالإرهابيين وقالت “نود التأكيد مجدداً على أن الخطوات التي تصل إلى حد التواطؤ مع الإرهاب أمر غير مقبول مطلقاً.
وحذرت وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان في العديد من المناسبات على مدى السنوات الأخيرة من استعدادات تقوم بها التنظيمات الإرهابية في أماكن مختلفة في مناطق انتشارها لتنفيذ مسرحيات مفبركة بالتعاون مع منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية حول استخدام الأسلحة الكيميائية واتهام الجيش العربي السوري لخلق الذرائع أمام اعتداءات أمريكية وغربية كما حدث خلال العدوان الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني في نيسان من العام الماضي.