شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو، يوم الاثنين 25 كانون الثاني 2021، في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذي عقد في بروكسل.
وتناول الاجتماع القضايا الحالية، مثل استراتيجية الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللقاحات على دول خارج الاتحاد الأوروبي، وقضية نافالني والاحتجاجات الأخيرة في روسيا، والعلاقات عبر الأطلسي، والتطورات الأخيرة في تركيا، ومنطقة الخليج، وهونغ كونغ، وفنزويلا، والعلاقة بين الاتحاد الأوروبي ومصر وغيرها. كما تناول الوزراء قضايا دبلوماسية المناخ والسياسة الخارجية والأمنية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في مناقشة جرت في جلسة خلال مأدبة غداء غير رسمية. وقدم الوزير بوغدان أوريسكو عرضاً تقديمياً حول التطورات الأخيرة فيما يتعلق بتأسيس واستضافة رومانيا للمركز الأوروبي الأطلسي للصمود (E-ARC).
كما تبادل وزراء الخارجية الأوروبيون وجهات النظر بشكل غير رسمي مع وزير الخارجية الياباني.
وفيما يتعلق باستراتيجية الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللقاحات على دول ثالثة، أكد الوزير بوغدان أوريسكو دعمه لإنشاء آلية لدعم الدول المجاورة في شراء لقاحات ضد مرض كوفيد، مشدداً على أهمية التضامن وحقيقة أن الأمن الصحي للاتحاد الأوروبي يعتمد على منطقة ممتدة. وقال الوزير الروماني إنه حتى تتمكن قدرة الإنتاج والتوزيع من تلبية طلب الأطراف الثالثة، حيث يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف الحوار مع الشركاء لدعمهم في التحضير لحملة التطعيم، بما في ذلك من خلال تطوير استراتيجيات التطعيم الوطنية. كما شدد على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بدعم الدول الشريكة في مجال الاتصال الاستراتيجي لمكافحة المعلومات المضللة حول مكافحة الوباء والتطعيم ضد الفيروس.
وفيما يتعلق بقضية نافالني جدد المسؤول الروماني إدانته وانضم إلى وزراء الخارجية الأوروبيين الآخرين الذين طالبوا بالإفراج عنه في أسرع وقت ممكن. وأشار أيضاً إلى الإجراءات غير الديمقراطية التي اتخذتها مؤخراً السلطات الروسية لقمع حرية التعبير والتظاهر سلمياً. وأكد بوغدان أوريسكو مجدداً على الحاجة إلى نهج موحد ومبدئي ومنسق لحوار الاتحاد الأوروبي مع روسيا، ويجب إعداد أي اتصالات للمسؤولين الأوروبيين مع السلطات الروسية بدقة وشفافية ووفقاً لمصالح ومبادئ السياسة الأوروبية المشتركة بشأن الاتحاد الأوروبي وعلاقاته مع روسيا.
وفيما يتعلق بالعلاقات عبر الأطلسي، أعرب الوزير بوغدان أوريسكو عن دعم رومانيا القوي لهدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في تعميق التنسيق والحوار مع الولايات المتحدة. وشدد على أهمية تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن إدارة بايدن فرصة عظيمة لتنشيط وتطوير العلاقات، على أساس الانتماء إلى نفس المجتمع الأمني والقيم. وأوضح المسؤول الروماني في الوقت نفسه أن تعزيز المرونة الاستراتيجية عبر المحيط الأطلسي ينبغي معالجته على سبيل الأولوية، بهدف تقليل الاعتماد على الجهات الفاعلة التي لا تشترك في نفس مجموعات القيم.
ورحب الوزير الروماني خلال الحوار مع وزير خارجية اليابان، توشيميتسو موتيجي، برؤية اليابان لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ والمنفتحة. وهي تشارك أهدافها المتمثلة في نظام دولي قائم على القواعد، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. وأعرب عن دعم رومانيا لنهج الاتحاد الأوروبي الاستراتيجي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ والذي تم تطويره بالتعاون مع الشركاء ذوي المصالح المشتركة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو اليابان أو أستراليا أو الهند أو الآسيان. ويجب أن تعكس هذه الرؤية الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة والخضراء والتبادلات الاقتصادية المتوازنة ومراعاة النظام البحري وفقاً للقانون الدولي. وأشار السيد أوريسكو في هذا السياق إلى المجالات المواضيعية التي ينبغي من وجهة نظر رومانيا أن تحتل مكانة مركزية في التعاون بين الاتحاد الأوروبي واليابان، وهي التواصل المستدام، والاقتصاد الرقمي، والتجارة العادلة والحرة، والأمن وتنويع سلاسل التوريد، وتكثيف الاتصالات الإنسان الدولية.
وقال وزير الخارجية الروماني أوريسكو إن تحقيق أهداف اتفاقية باريس وتحقيق نتائج ملموسة في الاجتماع السادس والعشرين لمؤتمر الأطراف لهذا العام يتطلب عملاً أوروبياً متماسكاً ومنسقاً مع جهود الدول الشريكة ويعتمد بشكل أساسي على الاستفادة من الشراكات الدولية مع الحلفاء الاستراتيجيين الرئيسيين وأيضاً التعاون مع البلدان النامية الأخرى. وجدد في السياق أهمية القرار الأمريكي بالعودة كطرف في اتفاق باريس.
وشدد أوريسكو على أن نهج الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون واقعياً ومتكيفاً مع السياقات الفردية المحددة للدول الثالثة، بما في ذلك تلك الموجودة في الشراكة الشرقية، لا سيما فيما يتعلق بمعايرة توقعات إصلاح الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون، من ناحية وتلك الموجودة في مجال الطاقة والتحول المناخي من ناحية أخرى. وكما شدد الوزير بوغدان أوريسكو على دعم رومانيا للجهود المشتركة لتعزيز أمن الطاقة والقدرة على الصمود، على مستوى الاتحاد الأوروبي ولشركاء على حد سواء، بما في ذلك البلدان المجاورة للاتحاد الأوروبي، مع التركيز على دول الشراكة الشرقية. وأشار في هذا السياق إلى الدور ذي الصلة لمؤشر المناخ (لوحة النتائج المناخية) وهو أداة عمل طورتها الوكالة الأوروبية للشؤون الخارجية عقب الاقتراح الذي أطلقه وزير الخارجية الروماني في اجتماع مجلس الشؤون الأوروبية CAE في كانون الثاني 2020.
وقدم المسؤول الروماني لزملائه الأوروبيين مبادرة رومانيا المتعلقة بإنشاء واستضافة المركز الأورو-أطلسي للصمود (E-ARC) في بوخارست الذي سيعمل في المرحلة الأولى كمؤسسة وطنية تابعة لوزارة الشؤون الخارجية وستكون مفتوحة لمشاركة قرى الاتحاد الأوروبي الأخرى أو الناتو أو الشركاء الراغبين في الانضمام إلى المبادرة، لتنسيق الإجراءات والممارسات الجيدة في جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة. وبالتالي تم تصميم المركز ليكون بمثابة منصة لدمج مناهج المرونة وهو منظم على ثلاث ركائز: الحد من المخاطر من خلال التوقع والتكيف، وإنشاء الممارسات الجيدة والتعاون البحثي. كما سيعمل المركز، في جملة أمور، على اتباع نهج استراتيجي متكامل لتحقيق التماسك حول مفهوم المرونة وسيحدد نقاط الضعف والحلول العملية في هذا الصدد.
ورحب وزير الخارجية الروماني خلال مأدبة الغداء غير الرسمية بهذا التبادل الأول لوجهات النظر حول الإطار المستقبلي للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في السياسة الخارجية والأمنية، مشدداً على الحاجة إلى تفكير داخلي متعمق في هذا الإطار، مع المشاركة المستمرة للوزراء في الاتحاد الأوروبي. وشدد في الوقت نفسه على أنه سيكون خيار المملكة المتحدة للدعوة إلى إنشاء إطار رسمي للتعاون في هذا المجال. وأشار بوغدان أوريسكو إلى أن هناك بالفعل عدداً من المجالات حيث يوجد لدى كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مصالح وأهداف مشتركة في السياسة الخارجية والأمن. وقال أيضاً إن المملكة المتحدة تبقى شريكاً مهماً للاتحاد الأوروبي، ومع ذلك يجب على الاتحاد الأوروبي الحفاظ على وحدته في النهج والتعاون في مجال السياسة الخارجية والأمنية. وأكد أنه سيكون من المهم عدم وجود أشكال متغيرة أو حتى تنافسية يمكن أن تؤثر على تماسك تعاون الاتحاد مع المملكة المتحدة في المجالات ذات الصلة بالسياسة الخارجية والأمن.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 25/01/2021)