شارك وزير الخارجية، بوغدان أوريسكو، يوم الخميس 15 تموز 2021، في مؤتمر إطلاق الرئاسة السلوفينية لمجلس الاتحاد الأوروبي في بوخارست، كما حضرت السفيرة السلوفينية في بوخارست، ليا ستانشيك، ورئيسة تمثيل المفوضية الأوروبية في رومانيا، رامونا كيرياك، إلى جانب ممثلين آخرين عن السلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمد في بوخارست.
وأعرب وزير الخارجية في كلمته عن دعم رومانيا لدفع الأجندة الأوروبية خلال الرئاسة السلوفينية، من أجل تعزيز الاتحاد الأوروبي، وفي سياق التحديات المتعددة للوباء، شدد الوزير بوغدان أوريسكو على أهمية استخدام الدروس المستفادة من هذه الأزمة لتعزيز مرونة الاتحاد الأوروبي، داخلياً وخارجياً.
كما شدد على الحاجة إلى زيادة تأسيس إجراءات الاتحاد الأوروبي على التضامن والتماسك والوحدة، وهي القيم التي تدعم البناء الأوروبي والتي تم التأكيد على أهميتها الحاسمة من خلال إجراءات الاتحاد الأوروبي في إدارة هذا الوباء.
ورحب الوزير بوغدان أوريسكو بحقيقة أن أحد الأهداف ذات الأولوية للرئاسة السلوفينية للمجلس هو تعزيز مرونة الاتحاد الأوروبي وسلط الضوء على دعم رومانيا لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك النظم الصحية الأوروبية وتعزيز إدارة الأزمات داخل الاتحاد، وشدد على أن رومانيا شاركت بنشاط من أجل رؤية استراتيجية كبيرة على مستوى الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، ومن الأمثلة هو إنشاء الاحتياطي الاستراتيجي للمعدات الطبية RescEU، ورومانيا هي أول دولة عضو تستضيف مثل هذه المعدات الطبية.
كما سلط رئيس الدبلوماسية الرومانية الضوء على الحاجة إلى التعافي الاقتصادي على المستوى الأوروبي، من أجل مواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية للوباء، كما قال إنه ينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام لمسألة الأمن السيبراني.
ويتطلب التطوير الفعال للنظام البيئي الأوروبي للأمن السيبراني، التنسيق ذي الصلة بين الدول الأعضاء، مع مساهمة الجهات الفاعلة المؤسسية المنشأة حديثاً على مستوى الاتحاد الأوروبي، مثل مركز مهارات الأمن السيبراني، وهو أول هيكل للاتحاد الأوروبي ومقرها في رومانيا، بوخارست.
وفي إشارة إلى مؤتمر مستقبل أوروبا، شدد الوزير بوغدان أوريسكو على الأهمية الخاصة للمناقشات في عملية التشاور هذه، من أجل تحديد تطلعات مواطني الاتحاد الأوروبي، واستحضر بهذه المناسبة حدث إطلاق النقاش الوطني حول مستقبل أوروبا، من قبل الرئيس الروماني، السيد كلاوس يوهانيس، في 13 تموز 2021، وشدد على أهمية اتباع نهج عملي في المؤتمر، مما يؤدي إلى النهوض بالسياسات الأوروبية نحو تحقيق نتائج ملموسة للمواطنين.
وفيما يتعلق بالانتقال إلى الاقتصاد ” الأخضر ” وتكييف اقتصادات الدول الأعضاء مع الأهداف الجديدة والأكثر طموحاً لتغير المناخ للعقود القادمة، شدد وزير الخارجية الروماني على أن رومانيا تدعم جهود الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد ومستعدة للانخراط في عملية عادلة وشاملة، مع التأكيد على أهمية اتباع نهج مرن، والذي يسمح بالحفاظ على القدرة التنافسية الاقتصادية وأخذ العواقب الاجتماعية لهذه العملية في الاعتبار، كما أشار إلى أن وزارة الخارجية أطلقت مؤخراً شبكة دبلوماسية المناخ في رومانيا، وهي أداة ستساعد رومانيا على أن تكون أكثر نشاطاً وظهوراً في هذا المجال الرئيسي.
وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، أعرب الوزير بوغدان أوريسكو عن دعمه لأهداف الرئاسة السلوفينية فيما يتعلق بعملية توسيع الاتحاد وجدد دعم رومانيا لإحراز تقدم في ذلك، وأعرب عن دعمه للتوصل إلى اتفاق على مستوى الاتحاد الأوروبي بشأن موضوع التفاوض مع ألبانيا وجمهورية مقدونيا الشمالية في أقرب وقت ممكن.
كما أعرب عن شكره للدعم الذي قدمته سلوفينيا، إلى جانب 9 دول أعضاء أخرى، للمبادرة التي قدمتها رومانيا العام الماضي لمناقشة وضع النزاعات المطولة في الجوار الشرقي في مجلس الشؤون الخارجية.
وشدد وزير الخارجية الروماني على أهمية الأمن والاستقرار في محيط الاتحاد، فيما يتعلق بالجوار الشرقي، كما أشار على الأهمية الخاصة لرؤية جوهرية لمستقبل الشراكة الشرقية والتي من شأنها تطوير دعم الاتحاد للمسار الديمقراطي للشركاء الشرقيين.
ورحب رئيس الدبلوماسية الرومانية، بهذه المناسبة، بالنصر الذي حققته القوى الإصلاحية المؤيدة للديمقراطية والموالية لأوروبا في الانتخابات البرلمانية المبكرة في جمهورية مولدوفا في 11 تموز 2021، وأشار إلى أن هذه النتيجة يبعث برسالة واضحة للغاية عن النضج والتصميم من مجتمع جمهورية مولدوفا لمواصلة الإصلاح الديمقراطي العميق للدولة، والموجه نحو قيم الاتحاد الأوروبي، وأكد مجدداً رسالة الدعم القوي من رومانيا لجهود جمهورية مولدوفا للمضي قدماً على طريقها الأوروبي، حيث تعتبر هذه الجهود الضمان الوحيد لاستمرارية الازدهار لجميع المجالات، وفيما يتعلق بالعمل على مستوى الاتحاد الأوروبي، شدد الوزير بوغدان أوريسكو على ضرورة قيام الاتحاد والدول الأعضاء بتقديم كل الدعم والمساعدة اللازمين للمساعدة في تسريع عملية تحديث جمهورية مولدوفا، وتعزيز نظامها الديمقراطي والمسار الأوروبي، وبهذا المعنى، أعرب بوغدان أوريسكو عن ثقته في أن هذا المشروع يمكن أن يصبح نموذجاً في الجوار الشرقي ومثالاً إيجابياً للقوة التحويلية للاتحاد الأوروبي.
كما أعرب رئيس الدبلوماسية الرومانية عن تقديره لأهداف الرئاسة السلوفينية في تعزيز الشراكة عبر الأطلسي، على أساس القيم والمبادئ المشتركة التي تقوم عليها العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
هامش: نقدم أدناه كلمة وزير الخارجية بوغدان أوريسكو باللغة الرومانية، بمناسبة مؤتمر إطلاق الرئاسة السلوفينية لمجلس الاتحاد الأوروبي في رومانيا، بالإضافة إلى أننا ننوّه أنها موجودة باللغة الإنكليزية على موقع وزارة الخارجية الرومانية:
أصحاب السعادة،
سيداتي وسادتي،
يسعدني أن أشارك في حفل إطلاق الرئاسة السلوفينية لمجلس الاتحاد الأوروبي في بوخارست، أشكر السفيرة ليا ستانتشيك على الدعوة، كما أود أن أشكر ممثل المفوضية الأوروبية في رومانيا على استضافة حدث اليوم.
وفي الوقت نفسه، اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأتمنى للسيدة رامونا كيرياك، زميلتنا السابقة من وزارة الخارجية، الكثير من النجاح في بداية فترة عملها كرئيسة لممثل المفوضية الأوروبية في رومانيا، إنني أتطلع إلى استمرار الحوار الوثيق مع ممثل المفوضية الأوروبية، كما ناقشنا أمس، من أجل دفع التعاون في الفترة المقبلة.
كما أود أن أعرب عن تقديري الخاص للرئاسة البرتغالية لمجلس الاتحاد الأوروبي على جهودها لإحراز تقدم بشأن ملفات الاتحاد الأوروبي، في مثل هذا الوقت الصعب الذي يواجه الاتحاد الأوروبي، لقد قمتم بعمل رائع وتستحقون كل التقدير.
السيدة السفيرة ستانشيك،
أتمنى لكم كل النجاح خلال هذه الأشهر الستة في قيادة مجلس الاتحاد الأوروبي، يمكنكم الاعتماد على دعم رومانيا لإحراز تقدم في جدول أعمال الاتحاد، من خلال نهج توافقي وبناء، بهدف زيادة تعزيز المشروع الأوروبي.
إنها المرة الثانية التي تتولى فيها سلوفينيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، من الواضح أن التحديات التي نواجهها الآن تتطلب كل جهودنا ونهجاً مبتكراُ جديداً.
رأينا مرات عديدة وبطرق عديدة كيف أن القيم الأوروبية للوحدة والتضامن ساعدتنا في التغلب على لحظات الأزمات، وينطبق هذا أيضاً على التحديات التي نواجهها اليوم. وهذه المرة، نختبر مرونة الاتحاد في مواجهة جائحة غير مسبوقة، وفي هذا الصدد، وكمسألة ذات أولوية، سيتعين على الرئاسة السلوفينية مواصلة عمل الرئاسات السابقة في إدارة جائحة COVID-19 وعواقبه.
نرحب بحقيقة أن برنامج الرئاسة السلوفينية يركز بشكل خاص على المرونة، وفي الواقع، وبناءً على الدروس المستفادة في العام ونصف العام الماضيين، نحتاج إلى زيادة المرونة الاستراتيجية، داخلياً وخارجياً، ويجب أن تكون لدينا القدرة على تفعيل الأدوات القادرة على الاستجابة بنجاح لمواقف مماثلة، مع الحفاظ على إنجازات المشروع الأوروبي وسيادة القانون وطريقة حياتنا الديمقراطية، نحن بحاجة إلى تعزيز شراكاتنا مع الجهات الفاعلة ذات التفكير المماثل الذين يشاركوننا قيمنا وتقليل اعتمادنا على أولئك الذين لا يشاركونها، وعلى أولئك الذين يتحدون النظام الدولي القائم على القواعد.
إن شعار الرئاسة السلوفينية “معاً، صامدين، أوروبا “، يلخص بالطريقة الأنسب الحاجة إلى اتحاد أقوى وأكثر متانةً.
سيداتي وسادتي،
أثبتت الطريقة التي نسق بها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء خلال الوباء وجميع الإجراءات المتخذة أنها حقيقة بسيطة ولكنها واضحة، من حيث الوحدة والتماسك وهما الحلان للتغلب على الصعوبات على مستوى الاتحاد الأوروبي والمتطلبات الأساسية لاتحادٍ أقوى.
لا تزال إدارة الوباء تتطلب زيادة التنسيق بين الدول الأعضاء من أجل الحفاظ على حرية الحركة والنتائج الإيجابية التي تحققت بالفعل في مكافحة الفيروس.
لقد أبرز الوباء الحالي القيمة المضافة الواضحة لتعاوننا، بما في ذلك في المجالات التي كان فيها عمل الاتحاد الأوروبي أقل أهمية ما قبل الأزمة.
لذلك، أدركنا أننا بحاجة إلى تعزيز الأنظمة الصحية على مستوى الاتحاد الأوروبي، إذا كان بإمكان الأنظمة الصحية الوطنية التعامل بشكل أفضل مع هذه الأزمات، فإن الاتحاد الأوروبي ككل سيكون أكثر استعداداً للتعامل مع مثل هذه المواقف، كما أدركنا، وفي هذا السياق، أن مجال الصحة هو جزء من المفهوم الأوسع للأمن، ولهذا السبب أرحب بتركيز الرئاسة السلوفينية في هذا المجال والتزامها بالتحرك نحو الاتحاد الصحي.
يمكنكم الاعتماد على دعمنا ومشاركتنا لتحديد طرق زيادة مرونة الاتحاد الأوروبي في منع الأزمات المماثلة المحتملة وإدارتها بفعالية في المستقبل، نحن مهتمون بشكل خاص بالحفاظ على الأدوات التي أثبتت فعاليتها خلال الأزمة، مثل الشراء المشترك للقاحات والأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى.
وبالإضافة إلى الإدارة الفعالة للأزمات الصحية، يجب علينا تعزيز مرونة الاتحاد الأوروبي في إدارة الأزمات، إذ دافعت رومانيا باستمرار عن رؤية استراتيجية على مستوى الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.
ومثال على ذلك، هو إنشاء الاتحاد الأوروبي للتخزين الاستراتيجي للمعدات الطبية (خزينة الإنقاذ) في آذار من العام الماضي، وكان هذا مكوناً جديداً لـ RescEU، الذي تم إنشاؤه في عام 2019، خلال ولاية الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبي، ضمن آلية الاتحاد للحماية المدنية، وأثبت هذا الاحتياطي الاستراتيجي الجديد، الذي لعبت فيه رومانيا دوراً نشطاً، كونها أول دولة تستضيف هذه المعدات الطبية، أنه ضروري في إدارة أزمة COVID-19، ويجب علينا الحفاظ على هذه الأداة وتعزيزها.
إن العواقب الاقتصادية للوباء هي قضية رئيسية أخرى على جدول أعمال الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة، لقد اتفقنا على خطة إنعاش غير مسبوقة لأوروبا، والتي تهدف إلى العودة إلى النمو الاقتصادي وتعزيز مرونة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، وتنفيذه ضروري لتحقيق هذه الأهداف، ومن الواضح أننا بحاجة إلى تجنب اتساع فجوة التنمية مع عواقب هذه الأزمة، مع التأثير على الفئات الأكثر ضعفاً.
نتفق مع الرئاسة السلوفينية على أن المرونة تتطلب أيضاُ مزيداً من الاهتمام بمجال الأمن السيبراني، خاصة إذا كنا نريد إدارة التهديدات الأمنية طويلة الأجل، نحن بحاجة إلى أن نكون على دراية بالمخاطر في هذا المجال وأن نكيف بنيتنا التحتية لمنع حدوث مشاكل في المستقبل، هناك حاجة إلى زيادة التنسيق بين الدول الأعضاء، ولكن أيضاً مع الجهات الفاعلة المؤسسية المنشأة حديثًا على مستوى الاتحاد الأوروبي، مثل المركز الأوروبي للكفاءة في الأمن السيبراني – أول هيكل للاتحاد الأوروبي تستضيفه رومانيا في بوخارست – لإعطاء مضمون لاستمرار نظام بيئي أوروبي فعال للأمن السيبراني.
وكما ذكرنا سابقاً، سيكون التحول والتكيف الإضافي لاقتصاداتنا مع أهداف تغير المناخ الأحدث والأكثر طموحاً للعقود القادمة من أهم القضايا المطروحة على أجندة الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة، وتدعم رومانيا جهود الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد وهي على استعداد للمساهمة في عملية عادلة وشاملة، كما أطلقنا مؤخراً الشبكة الرومانية التجريبية لدبلوماسية المناخ – وهي أداة ستساعدنا بالتأكيد على أن نكون أكثر نشاطاً وظهوراً في هذا المجال، وفي الوقت نفسه، يجب أن تحمي جهودنا القدرة التنافسية الاقتصادية وأن تأخذ في الاعتبار العواقب الاجتماعية لهذه العملية، والتي تختلف من دولة إلى أخرى، فنحن بحاجة إلى ضمان أخذ هذه العناصر في الاعتبار على النحو الواجب، في المناقشات التي تلت ذلك بشأن حزمة Fit for 55، التي نشرتها اللجنة مؤخراً.
سيداتي وسادتي،
لن يكون الوباء هو التحدي الأخير للاتحاد الأوروبي، لهذا السبب نحن بحاجة إلى زيادة تعزيز الاتحاد، ويمثل مؤتمر مستقبل أوروبا، الذي انطلق في 9 أيار، فرصة عظيمة لإشراك المواطنين في التعبير عن آرائهم وتصوراتهم وتوقعاتهم، ولماذا لا، فإن رومانيا استضافت في 13 تموز حدث إطلاق النقاش الوطني حول مستقبل أوروبا.
لا يمكن أن يكون عمل الاتحاد الأوروبي ناجحاً إلا إذا كان مدعوماً من قبل المواطنين، ولذلك، فإن هذه العملية التصاعدية مهمة بشكل خاص، إنه يساعدنا على استخلاص النتائج الصحيحة حول مستقبل الاتحاد الأوروبي.
ومع الأخذ في الاعتبار توقعات المواطنين، من المهم أيضاً إرسال رسالة سياسية حول التزامنا المتجدد بالقيم والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها مشروع الاتحاد الأوروبي – الديمقراطية وسيادة القانون والحقوق الأساسية، وفي هذا الصدد نؤيد استمرار الحوار على مستوى المجلس في إطار الآلية الأوروبية العامة لسيادة القانون، التي تسهل تبادل الخبرات والممارسات الجيدة على مستوى الدول الأعضاء.
ويفترض وجود اتحاد أوروبي مرن ومستقر، ومناسب عالمياً، كشرط لا غنى عنه، وقدرة مستمرة وثابتة لإبراز الاستقرار والازدهار، فضلاً عن قيمنا ومبادئنا وحرياتنا المشتركة في الجوار، ونرحب بحقيقة أن سياسة توسيع الاتحاد الأوروبي هي إحدى الأولويات الرئيسية للرئاسة السلوفينية لمجلس الاتحاد الأوروبي، في الفترة التي تسبق قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان، المقرر عقدها في 6 تشرين الأول، نحتاج إلى إعادة تأكيد التزامنا بسياسة توسيع الاتحاد الأوروبي وضمان مصداقية هذه العملية.
وبالتالي، فإننا نؤيد الهدف المتمثل في التوصل إلى اتفاق بشأن أطر التفاوض مع ألبانيا وجمهورية مقدونيا الشمالية في أقرب وقت ممكن حتى يمكن تنظيم المؤتمرات الحكومية الدولية الأولى مع البلدين المرشحين.
ومن خلال الجهود الدبلوماسية، واصلت رومانيا دعم توسيع الاتحاد الأوروبي وتعزيز عمل الاتحاد الأوروبي في غرب البلقان جنباً إلى جنب مع نظيري السلوفيني والدول الأخرى ذات التفكير المماثل في المنطقة، وأدرجت رومانيا سياسة التوسيع على جدول أعمال مجلس الشؤون الخارجية وسنضع هذا الملف في الاعتبار.
أغتنم هذه الفرصة للترحيب بدعم سلوفينيا لمبادرتي في العام الماضي، بدعم من وزراء خارجية آخرين لديهم نهج مماثلة، لمناقشة مجلس الشؤون الخارجية كيف يمكن أن يصبح الاتحاد الأوروبي أكثر نفوذاً ونشاطاً وأكثر التزاماً في اتجاه حل المشكلة.
في مجلس الشؤون الخارجية يوم الاثنين، قدمنا مع نظرائنا من النمسا وليتوانيا النتائج والاقتراحات اللاحقة لجولتنا الأخيرة في جنوب القوقاز – أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، بناءً على التفويض وبالتنسيق مع الممثل السامي بوريل.
لقد بعثت برسالة قوية حول العمل الأوروبي، والتزام الاتحاد الأوروبي بأمن واستقرار وازدهار الدول الثلاث في جنوب القوقاز، وهي رسائل لقيت استحساناً كبيراً من جميع الأطراف، وشددتُ على تصميم الاتحاد الأوروبي الراسخ على المشاركة بنشاط في حل النزاعات التي طال أمدها، وكانت زيارتنا في الوقت المناسب ورُحبت بها باعتبارها دليلااً ضرورياً طال انتظاره على اهتمام الاتحاد الأوروبي بالمنطقة، ويُنظر إلى الاتحاد الأوروبي الآن على أنه شريك موثوق به وقوي وعلينا أن نواصل العمل بشكل حاسم في هذا الاتجاه.
كما ترحب رومانيا بتنظيم قمة الشراكة الشرقية في كانون الأول من هذا العام، وعلى الرغم من تأجيلها بسبب الوباء، فمن المؤكد أن القمة ستكون فرصة جيدة لتحديد رؤية طموحة لمستقبل الشراكة الشرقية، ويشير الاستنتاج الآخر لمناقشاتي في جولة جنوب القوقاز إلى الحاجة الواضحة لتعزيز الشراكة الشرقية، بما في ذلك من خلال زيادة تطوير البعد الأمني.
وفي هذا السياق، أكرر عزم رومانيا على العمل كمؤيد قوي لجمهورية مولدوفا، على أساس خيارها الديمقراطي والأوروبي، والذي تم إثباته بشكل مقنع يوم الأحد الماضي.
نحن نعتمد على التعاون مع الاتحاد الأوروبي والرئاسة السلوفينية لتعزيز هذا الهدف.
كان التصويت يوم الأحد في جمهورية مولدوفا، وكانت النتيجة انتصار القوى الإصلاحية والموالية لأوروبا في الانتخابات البرلمانية المبكرة، وهي رسالة واضحة للغاية حول نضج المجتمع والتصميم على تنفيذ عملية إصلاح الدولة العميقة الموجهة نحو الاتحاد الأوروبي، وستواصل رومانيا دعمها القوي لجهود مولدوفا للمضي قدماً على المسار الأوروبي، هذه الجهود هي الضمان الوحيد لازدهار البلاد.
إنها حقاً لحظة أمل لجمهورية مولدوفا، ستكون هناك أغلبية قوية مؤيدة للإصلاح ومؤيدة للديمقراطية ومؤيدة لأوروبا في البرلمان، يجب أن نقدم الدعم والمساعدة اللازمين، نحن نواجه فرصة فريدة للمساعدة في تحديث هذا البلد، لتعزيز نظامه الديمقراطي ومساره الأوروبي، يمكن أن يصبح هذا المشروع نموذجاً في جوارنا الشرقي ومثالاً إيجابياً للقوة التحويلية للاتحاد الأوروبي.
قبل أن أختتم بياني، أود أن أؤكد لكم دعم رومانيا الكامل لتعميق وزيادة تعزيز العلاقة عبر الأطلسي، وهي إحدى أولويات الرئاسة السلوفينية، ونعتقد اعتقاداً راسخاً أن العلاقة القوية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هي علاقة لا غنى عنها وذات منفعة متبادلة لأمن وازدهار كلا جانبي المحيط الأطلسي.
سيداتي وسادتي،
في عالم مليء بالتحديات المتعددة والترابط والاعتماد المتبادل، من المهم ترسيخ أعمالنا على القيم الأساسية للديمقراطية، جنباً إلى جنب مع مبادئ الوحدة والتماسك التي جلبت الرخاء والأمن للمواطنين الأوروبيين، ولكن في الوقت نفسه، نحتاج إلى عمل المزيد، ويجب أن يستمر عملنا المستقبلي بهذه الروح.
مرة أخرى، أتمنى للرئاسة السلوفينية لمجلس الاتحاد الأوروبي الكثير من النجاح في تحقيق هدف أوروبا الصامدة معاً!
شكرا لكم!
(المصدر: الخارجية الرومانية، بتاريخ 15-7-2021)