شارك وزير الخارجية الرومانية السيد بوغدان أوريسكو يوم الاثنين 18 تشرين الأول 2021 في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي – مجلس الشؤون الخارجية، الذي عقد في لوكسمبورغ.
وتضمن جدول أعمال الاجتماع، كمواضيع رئيسية الشراكة الشرقية بما في ذلك منظور نتائج قمة الشراكة الشرقية التي ستعقد في 15 كانون الأول 2021 وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج والوضع في إثيوبيا ونيكاراغوا. وتم في الوقت نفسه التطرق في فصل “القضايا الراهنة” إلى المواضيع ذات الاهتمام مثل الوضع في أفغانستان وتونس وغرب البلقان ودبلوماسية المناخ وملف قبرص والوضع في بيلاروسيا وليبيا ومالي.
كما شارك وزير الخارجية الروماني على هامش الاجتماع في إفطار عمل لوزراء الخارجية الأوروبيين مع وزيرة الخارجية الليبية نايلة المنقوش، بمبادرة من اليونان.
كما أثار الوزير بوغدان أوريسكو وضع أزمة الغاز في جمهورية مولدوفا ودعا إلى دعم متسق وسريع من المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء لتجاوزها.
وفيما يتعلق بالشراكة الشرقية (EAP) شدّد الوزير أوريسكو على أهمية تنظيم قمة الشراكة الشرقية في 15 كانون الأول 2021 بالنظر إلى أن القمة الأخيرة بهذا الشكل عقدت قبل أربع سنوات وتوقعات الشركاء الكبيرة. وشدّد وزير الخارجية الروماني على الأهمية الاستراتيجية للاجتماع وعلى الحاجة إلى إرسال إشارة سياسية قوية لدعم الاتحاد الأوروبي للدول المشاركة في EAP من خلال خلق رؤية استراتيجية طويلة الأجل حول تطور الشراكة الشرقية واعتماد أهداف طموحة لفترة ما بعد 2020 على أن تنعكس على النحو المناسب في بيان القمة. كما شدّد الوزير أوريسكو على أهمية الدعم السياسي لاحتمال انضمام دول الشراكة الشرقية إلى الاتحاد الأوروبي.
وصرح في هذا السياق وزير الخارجية بوغدان أوريسكو أن هذه الرؤية يجب أن تأخذ في الاعتبار ثلاث أولويات:
(1) تعزيز الالتزام الأوروبي تجاه الشركاء الشرقيين بما في ذلك دعم الخبراء والمساعدة المالية لدعم الإصلاحات الهيكلية
(2) ضمان الحوافز القائمة على الأداء وتشجيع التعاون المتعمق مع البلدان الشريكة (جمهورية مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا) دون المساس بالطبيعة الشاملة للشراكة الشرقية
(3) مشاركة الاتحاد الأوروبي الأكثر نشاطاً في دعم جهود بلدان منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ لمكافحة التهديدات المختلطة؛ التسوية السلمية والدائمة للنزاعات التي طال أمدها في المنطقة، بالنظر إلى وجودها في أراضي خمس أو ست من الدول الشريكة. وكما هو معروف، تم إدراج قضية هذه النزاعات الطويلة في جدول أعمال رئيس مجلس الإدارة بمبادرة من الوزير بوغدان أوريسكو وبدعم من 10 نظراء آخرين، كما تمت جولة إقليمية في شهر حزيران في جنوب القوقاز لوزراء رومانيا والنمسا وليتوانيا تنفيذاً لما تم تحديده في اجتماع CAE غير الرسمي في أيار 2021 في البرتغال والتي اقترحها الوزير أوريسكو بعد جولة من سلسلة إجراءات المتابعة.
وأكد الوزير أوريسكو من هذا المنظور مجدداً أنه من الضروري تطوير بُعد من التعاون والحوار بين الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا الأمنية مع دول الشراكة الشرقية.
ولفت الوزير بوغدان أوريسكو بمناسبة الاجتماع الانتباه على سبيل الأولوية إلى الوضع في جمهورية مولدوفا بشأن أزمة الغاز الذي حدده تغيير روسيا لشروط بيعها. وفي هذا السياق شدّد على الحاجة الملحة لأن تشارك مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بنشاط في دعم البلاد وتحديد الحلول لتلبية احتياجات الغاز الطبيعي بما في ذلك من خلال حشد الخبرات والموارد المالية. وشدّد على أن رومانيا ملتزمة تماماً بدعم جمهورية مولدوفا مشيراً إلى أن حل الأزمة ضروري للسماح لحكومة كيشيناو مع التركيز على تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل الذي نفذته بعد انتخابات تموز.
وخلال النقاش حول علاقات الاتحاد الأوروبي مع دول الخليج رحب الوزير أوريسكو بالوتيرة الأخيرة للمحادثات بين اللاعبين الرئيسيين في المنطقة كإشارات واضحة لهم لاستئناف الحوار والتغلب على الخلافات الثنائية والإقليمية مؤكداً أنه يجب زيادة تشجيع هذه الاتجاهات. كما رحب الوزير أوريسكو بالزيارة الأخيرة للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية إلى المنطقة كعلامة على التزام الاتحاد الأوروبي الأقوى تجاه الشركاء الخليجيين من حيث مساهمتهم المشتركة للاستقرار الإقليمي. وأشار أيضا إلى أن سلامة الحركة البحرية في البحر الأحمر والخليج العربي لها أهمية خاصة لأمن المنطقة وذكر الهجوم على السفينة التجارية “ميرسر رتريت” في 29 تموز (عندما قتل فيها مواطن روماني وبريطاني) على الحاجة إلى تحرك سياسي ودبلوماسي فوري وحاسم لمنع وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل. ومن هذا المنظور أعرب الدبلوماسي الروماني عن دعمه لمبادرات الاتحاد الأوروبي لتحسين السلامة والأمن البحريين في منطقة الخليج.
كما شدّد وزير الخارجية الروماني على ضرورة تكثيف الحوار السياسي الدبلوماسي وتحديد مشاريع العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بشأن الأزمة في أفغانستان وقضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب.
وخلال المناقشة حول الوضع في إثيوبيا أعرب الوزير أوريسكو عن قلق رومانيا بشأن تدهور الوضع الإنساني وضرورة ضمان وصول المساعدات الدولية للأشخاص المستضعفين دون قيود وكذلك قرار السلطات الإثيوبية بطرد سبعة من موظفي الأمم المتحدة منها. وجدد دعم رومانيا للبيان الذي أدلى به الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نيابة عن الاتحاد الأوروبي ودعا السلطات الإثيوبية إلى إعادة النظر في قرار الطرد وفرض عقوبات الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالوضع في منطقة تيغراي ولكن ليس للتأثير على السكان المدنيين.
وأخيراً شدّد وزير الخارجية الرومانية خلال إفطار العمل مع وزيرة الخارجية الليبية نايلة المنجوش على أهمية التطبيق الصارم لاتفاق وقف إطلاق النار وخطة عمل جنيف الخاصة بسحب المرتزقة المقاتلين والقوات الأجنبية كشرط مسبق للتحضير الجيد للانتخابات المقررة في كانون الأول. وأيد فكرة آلية لمراقبة انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية. كما سلط الضوء على مساهمة رومانيا المتزايدة في عملية إيريني Eunavfor Med Irini.
(المصدر: الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الرومانية mae.ro ، بتاريخ 18/10/2021)