قالت الرئيسة مايا ساندو: عقدت اليوم جلسة لمجلس الأمن الأعلى بمشاركة عدة جهات حول سير عمل المؤسسات في ظروف أزمة الطاقة التي تمر بها بلادنا، أردت أن أتأكد من أن جميع مؤسسات الدولة حشدت قدراتها إلى أقصى حد لتجاوز الأزمة، وفي الوقت نفسه، بصفتي رئيسةً للبلاد، طلبت المساعدة من أهم الشركاء الخارجيين لجمهورية مولدوفا وتلقيت تأكيدات بأن شعب مولدوفا ليس وحده في مواجهة هذه الأزمة، لبلدنا العديد من الأصدقاء وأنا واثقة من أننا سنتجاوز هذه الأزمة بشكلٍ سريع.
اتخذنا اليوم في اجتماع مجلس الأمن الأعلى عدة قرارات منها:
– توصية اللجنة المعنية بالحالات الاستثنائية باتخاذ تدابير لتزويد المؤسسات الطبية، ولا سيما مؤسسات المستشفيات، بمصادر بديلة للكهرباء أو بالمعدات اللازمة لضمان عمل المؤسسات.
– فرض تدابير لتحسين استهلاك الغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة الحرارية في المؤسسات العامة.
– اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تزويد محطات الطاقة والحرارة، بالكميات اللازمة من الوقود لتوليد الحرارة والكهرباء.
– أصدرتُ قراراً يدعو إلى إنشاء صيغ زيت الوقود وآليات لضمان المخزونات اللازمة لتشغيل محطات التدفئة المركزية.
أيها المواطنون الأعزاء،
منذ اللحظة التي انتصرنا فيها سويةً في معركة ضد أولئك الذين دمروا بلدنا وأفقروه، كنا نعلم جميعاً أن الطريق سيكون صعباً، كنت على علمٍ أنه لدينا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به لحل جميع المشاكل الداخلية وأننا سنواجه الكثير من المتاعب، الآن، نحن نواجه مشكلة خطيرة، لا يقتصر حلها على سلطات جمهورية مولدوفا فقط، يتعلق الأمر بالزيادة الهائلة في أسعار الغاز عالمياً والمشاكل المتعلقة بتوريد الغاز الطبيعي.
إن رفع أسعار الغاز من 5 إلى 6 مرات في شهور قليلة ليس بالأمر الطبيعي، بل هو أمر غير مقبول، مثل هذا الارتفاع الحاد هو ضربة قاسية للمستهلكين المنزليين والاقتصاد في أي بلد، لا سيما في جمهورية مولدوفا، حيث دخل الناس منخفض وبدأ الاقتصاد للتو في التعافي من أزمة الوباء.
إن وضعنا أسوأ بسبب الحكومات غير المسؤولة التي دمرت في السنوات الثلاثين الأخيرة، أولئك الذين ظلوا في السلطة حتى الآن استخدموا مخططات الطاقة لصالح جيوبهم ولم يفعلوا شيئاً لمنع بلدنا من الوصول إلى مثل هذا المأزق، بينما استثمرت بلدان أخرى، لعقود، في تنويع موارد الطاقة، وفي مشاريع الطاقة المتجددة، ومشاريع كفاءة الطاقة، من أجل حماية بلدانهم من مثل هذه الأزمات، ولكن كان نظام الطاقة في بلدنا مصدراً دائماً للفساد.
إن خط أنابيب الغاز الذي يربط جمهورية مولدوفا برومانيا تم الانتهاء منه هذا العام، ولم يتم بناء محطة الربط للكهرباء حتى اليوم.
في الأسابيع الأخيرة، عملنا جميعاً معاً – الحكومة والرئاسة والبرلمان لتحديد الحلول، لقد أجريت شخصياً عدة محادثات هاتفية مع ديمتري كوزاك نائب رئيس الإدارة الرئاسية للاتحاد الروسي، من أجل تسهيل المناقشات حول التوقيع، بشروط مقبولة، على عقد بين مولدوفا وغازبروم، وحتى اليوم، لا تزال المفاوضات جارية في سان بطرسبرغ، لقد تواصلت أيضاً مع العديد من رؤساء الدول لتحديد البدائل – لقد تحدثت مع رئيس رومانيا، مع رئيس ألمانيا، مع رئيس بولندا، رئيس أذربيجان، لقد ناقشتُ الموضوع خلال زيارتي لفيينا، في الشهر الماضي، وأجريت عدة مناقشات مع قيادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي – ومع رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي، وأيضاً مع المفوضين الأوروبيين لتحديد الموارد لشراء الغاز ودعم المواطنين وأنا يسرني أن يكون لدينا هذا القرار الأخير الصادر عن الاتحاد الأوروبي بشأن تخصيص منحة قدرها 60 مليون يورو لدعم مواطني جمهورية مولدوفا على المدى القصير في مواجهة هذه الأزمة.
لسوء الحظ، لم يتم التغلب على الأزمة بعد، وقبل أسبوع، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في قطاع الطاقة، لأن جمهورية مولدوفا لم تتلق في تشرين الأول الكمية اللازمة من الغاز من شركة غازبروم، ولهذا السبب، بدأنا في شراء الغاز من مصادر أخرى غير غازبروم، ومن المهم أن نكون قادرين على شراء هذه الكميات من الغاز التي لم تكن كافية،و لكن سعر السوق لا يزال مرتفعاً للغاية وهذه هي المشكلة الرئيسية التي نواجهها.
أيها المواطنون الأعزاء، أعلم أن الكثيرين منكم قد تلقوا هذه الأخبار بقلق شديد، أعلم أن العديد من العائلات قلقة من حلول الشتاء وتتساءل عما إذا كانت الحرارة كافية أو ستواجه مشاكل أخرى متعلقة بهذه الأزمة، لهذا تم حشد كل مؤسسات الدولة حتى يتم تزويد البلاد بالغاز الطبيعي اللازم.
أعلم أنه يمكنني التحدث معك بصدق، إنني أثق بالمسؤولية التي يعرف بها سكان مولدوفا وكيفية تجاوز المصاعب، وأنا واثقة من أن الصعوبات ستجعلنا أقوى، كما هو الحال في الأسرة التي تمر بأوقات عصيبة.
بدأنا معاً معركة شرسة ضد اللصوص، وحددنا الأموال للبدء تدريجياً في زيادة المعاشات والعلاوات الاجتماعية، وزيادة الرواتب، وبدأنا في تنظيف المؤسسات من العناصر الضارة والفاسدة لجعلها قوية، وفي هذا المسار المعقد بالفعل، حلّت هذه الأزمة ببلدنا، أنا واثقةٌ من أنه يمكننا التغلب عليها كدولة موحدة – بشكلٍ متضامن، مع الاهتمام ببعضنا البعض.
ولأن الأمر لا يتعلق فقط بسعر الغاز، إنما يتعلق أيضاً بقدرتنا على مواجهة المصاعب معاً والخروج منها بشكل أقوى، آتي إليكم أيها المواطنون الأعزاء بدعوة للتضامن الوطني، دعونا أن لا نسمح بتقسيم البلد عندما يكون الأمر أصعب، ولنكن حذرين من الأكاذيب التي تُقال حولنا.
أنا متأكدة من أنه بعد شتاء مليء بالتحديات، سيأتي ربيع من التنمية وسنواصل تغيير مسار بلدنا لجعله أفضل وأكثر ازدهاراً.
(المصدر: مولد برس، بتاريخ 29-10-2021)