بعث الرئيس الروماني السيد كلاوس يوهانيس يوم السبت بتاريخ 1 كانون الثاني 2022 برسالة بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لانضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي. ونورد فيما يلي نص الرسالة:
“نحتفل اليوم بمرور 15 عاماً على انضمام بلدنا إلى الاتحاد الأوروبي وهي لحظة رئيسية في بناء رومانيا الأوروبية اليوم.
لقد وضعنا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في الفضاء الأوروبي للديمقراطية والقيم وهو المثل الأعلى الذي أصبح حقيقة واقعة من خلال تضحية أولئك الذين حاربوا في كانون الأول 1989. وفي تلك اللحظة الحاسمة من تاريخنا طالب الرومانيون في انسجام تام بالحرية والحقوق الأساسية وسيادة القانون والديمقراطية. إن الحصول على صفة العضو في الاتحاد الأوروبي تجسد طريقاً اختاره المواطنون بطريقة عفوية وبدون تردد. ويبقى الطريق الأوروبي شرعياً وهو الخيار الوحيد لازدهار رومانيا واستقرارها وتنميتها على المدى الطويل.
وإن الفوائد التي تعود على مواطنينا ومجتمعنا ملموسة وتعني تحسين حياتنا اليومية سواء كنا نتحدث عن السوق الداخلية أو حماية البيئة أو الرقمنة أو حرية الحركة وفرص الدراسة أو العمل أو العيش في أي مكان في الاتحاد الأوروبي أو تمويل التنمية والتحديث في مجالات متعددة مثل البنية التحتية والمناطق الريفية والطاقة والقطاع الطبي والتعليم.
وتساهم رومانيا اليوم بشكل مباشر كدولة عضو في توطيد وتقوية الاتحاد الأوروبي. إن العمل المشترك هو أساس مبدأ التضامن وتسريع الإصلاحات التي تهدف إلى زيادة التقارب والتماسك بالقيم الأساسية لاتحادنا من خلال احترام الحرية والديمقراطية والمساواة وسيادة القانون وتنفيذ أولويات تغير المناخ والرقمنة والمرونة كلها الأهداف الرئيسية التي تبنتها رومانيا والتي تروج لها بدورها داخل الاتحاد وفي العلاقة مع الشركاء الآخرين.
وكان لدينا مؤخراً دليل ملموس على البعد الإنساني لمبدأ التضامن عندما استجابت الدول الأعضاء الأخرى على الفور لدعوة السلطات الرومانية للدعم الطبي والدوائي حتى نتمكن من إدارة آثار الموجة الأخيرة من جائحة كوفيدـ19. وبدورنا ساعدنا الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو دول الجوار في الاتحاد بالمعدات والإمدادات الطبية عندما كان الوضع الوبائي في تلك البلدان صعباً بشكل خاص.
وتقدم لنا ذكرى اليوم، إلى جانب الصورة الواضحة لأهمية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، المكاسب التي لا جدال فيها التي جلبتها العضوية للمواطنين الرومانيين وفرصة لإسقاطات المستقبل وما نريد أن يمثله الاتحاد الذي نعده اليوم للأجيال القادمة.
وحدد الإعلان الذي تم تبنيه في القمة التي استضفناها في مدينة سيبيو الرومانية في 9 أيار 2019 الالتزام بأوروبا أكثر اتحاداً من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب بناءً على الحلول المشتركة والتضامن في الأوقات الصعبة وعلى زيادة حماية الدولة وطريقة الحياة الأوروبية والديمقراطية وسيادة القانون. حيث جاء في البيان المذكور:
“اتحاد اليوم أقوى من اتحاد الأمس ونريد أن نستمر في تعزيزه غداً. هذا هو التزامنا تجاه الأجيال القادمة. وهذه هي روح سيبيو وروح الاتحاد الجديد وهو مستعد لاحتضان مستقبله كهيئة موحدة”.
ثم أثبتت الرسائل التي نقلها الإعلان المعتمد صلاحيتها مرة أخرى حيث نعمل معاً لإعداد أوروبا للمستقبل وذلك بدءاً من الدروس المستفادة من الأزمة الصحية الأخيرة.
أنا واثق من أن الاتحاد سيستمر في النمو والاستجابة بفعالية للتحديات التي تطرحها الرقمنة وتغير المناخ في جميع أنحاء العالم مما يوفر الأمن والرفاهية والاستقرار لمواطنيه. ومن المهم في هذا الوقت الذي تتم فيه دعوة المواطنين الأوروبيين للتحدث حول الأولويات الأوروبية في مؤتمر مستقبل أوروبا، أن يتم الاستماع إلى رغبات وأفكار الرومانيين حتى نتمكن بعد ذلك من صياغة قرارات متوازنة على المستوى الأوروبي تتوافق لهذه التوقعات.
ويجب اليوم، بعد 15 عاماً من الانضمام، أن نواصل الحديث مع الشباب حول أوروبا وأهمية المشروع الأوروبي وفوائده الرئيسية. كما أن من الأساسي أن ندرك أن عضوية رومانيا في الاتحاد الأوروبي ليست “أمراً جاءنا من السماء” بل هي عملية تُبنى دون انقطاع يوم بعد يوم من خلال التضامن والمسؤولية وقوة التوافق واحترام الآخرين والرغبة الراسخة في الحفاظ على الوحدة والتماسك في صياغة الإجابات على التحديات المستقبلية.
(المصدر: الموقع الإلكتروني للرئاسة الرومانية https://www.presidency.ro ، بتاريخ 01/01/2022)