دراسة: دول لم تعد تثق في الرأسمالية. الأسباب المحتملة لعدم الرضا المتزايد

أظهر استطلاع للرأي صدر قبل اجتماع دافوس لقادة الأعمال والسياسة هذا الأسبوع أن الرأسمالية ، في شكلها الحالي ، تضر أكثر مما تنفع.

…ولطالما استجوب مقياس إدلمان للثقة عشرات الآلاف من الأشخاص على مدى عقدين من الزمن حول الثقة في المؤسسات الأساسية ، ويسعى لفهم كيف يُنظر إلى الرأسمالية نفسها.

…ويقول مؤلفو الدراسة إن الدراسات الاستقصائية السابقة أظهرت شعوراً متزايداً بعدم الرضا بسبب عدم المساواة في المجتمع ، مما جعلهم يتساءلون عما إذا كان الناس قد بدأوا في الشك في الديمقراطيات الغربية والرأسمالية.

…ويقول ديفيد بيرسوف ، الباحث الرئيسي في الدراسة التي أعدتها شركة الاتصالات الأمريكية إيدلمان بأن: “الجواب نعم”. …و”يتساءل الناس عما إذا كان ما هو متوفر اليوم والعالم الذي نعيش فيه اليوم يمكن أن يوفرا لنا مستقبلاً جيداً”.

…واستجوب المسح 34.000 شخصاً في 28 دولة ، من الديمقراطيات الليبرالية الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا ولغاية تلك الدول القائمة على نموذج مختلف، مثل الصين وروسيا، و 56٪ من المستطلعين يتفقون على أن “الرأسمالية القائمة” اليوم هي ضررها أكثر من نفعها في العالم “.

…وبدأت الدراسة في عام 2000 لاستكشاف نظريات العالم السياسي فرانسيس فوكوياما ، الذي أعلن ، بعد انهيار الشيوعية ، أن الديمقراطية الرأسمالية الليبرالية هزمت الأيديولوجيات المتنافسة ، معلنة “نهاية التاريخ”. ومنذ ذلك الحين ، تم الاعتراض على هذا الاستنتاج من قبل النقاد، الذين يعترضون على كل شيء بدءاً من نفوذ الصين المتزايد إلى انتشار الزعماء الاستبداديين ، والحماية التجارية ، وتفاقم عدم المساواة بعد الأزمة المالية العالمية في 2007/2008.

وعلى مستوى الدول، كان انعدام الثقة في الرأسمالية هو الأعلى في تايلاند والهند، بنسب 75 ٪ و 74 ٪ على التوالي ، تليها فرنسا ، بنسبة 69 ٪. الغالبية العظمى كانت في بلدان أخرى في آسيا وأوروبا والخليج العربي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.

…وفقط في أستراليا وكندا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وهونج كونج واليابان، عارض معظم المجيبين الادعاء بأن الرأسمالية قد ألحقت أضراراً أكثر من فوائد في الوقت الحالي. وأكد الاستطلاع وجود مجموعة من المخاوف المعروفة، بدءاً من المخاوف بشأن وتيرة التقدم التكنولوجي وانعدام الأمن الوظيفي وانعدام الثقة في وسائل الإعلام والشعور بأن الحكومات الوطنية ليست على بينة من التحديات الراهنة. ويشعر 83٪ من الموظفين بالقلق من فقدان وظائفهم بسبب الركود، أو نقص التدريب، أو المهاجرين الذين يعملون مقابل أجور منخفضة، أو الأتمتة، أو الشركات التي تنقل أعمالها إلى بلدان أخرى.

…وكانت هناك اختلافات داخل البيانات، حيث كان الآسيويون أكثر تفاؤلاً بشأن التوقعات الاقتصادية من بقية العالم. وكذلك، هناك انقسام متزايد في المواقف ، اعتماداً على الوضع ، ويبدو أن الحاصلين على تعليم عالٍ غير أكيدين من الطريقة التي تسير بها الأمور.

…وكانت نقطة اهتمام القادة الذين اجتمعوا في دافوس هذا الأسبوع هي اكتشاف أن الثقة في الأعمال Business تجاوزت ثقة في الحكومات وأن 92٪ من الموظفين قالوا إن على الرؤساء التنفيذيين المشاركة في القضايا الاجتماعية والأخلاقية الراهنة.

…وقال ريتشارد إيدلمان ، الرئيس التنفيذي لشركة إيدلمان ، “لقد ملأت الأعمال الفجوة التي خلفتها الحكومات الشعبية والحزبية”. وأضاف: “لم يعد بإمكان الأعمال Business أن تكون كما كانت من قبل ، أي بالتركيز الحصري على عوائد المساهمين”.

…وتعتقد نسبة كبيرة (83٪) ، أن الشركات يجب أن تدفع رواتب لائقة و 79٪ يقولون أن جميع الشركات سيكون عليها أن تدعم مالياً تقاعد العمال الذين سيفقدون وظائفهم بسبب الأتمتة.

…وأعلن معظم الناس في 15 من 28 ولاية أنهم متشائمون بشأن آفاق الاقتصاد ، وفي 21 من 28 ولاية تخوفت الأغلبية من أنهم سيفقدون الاحترام والكرامة التي يتمتعون بها في مرحلة ما.

…ويقول 61٪ أن سرعة التغير التكنولوجي سريعة للغاية ، ونسبة 66٪ يعتقدون أن نفس التكنولوجيا ستجعل الناس غير قادرين على إدراك الواقع بشكل صحيح، و 61٪ يقولون أن الحكومات لا تفهم ولا يمكنها فرض قواعد على التكنولوجيات الناشئة.

…ويشعر الناس بالقلق أيضاً من جودة المعلومات: 57٪ يعتقدون أن وسائل الإعلام تنشر معلومات غير جادة ، و 76٪ يعتقدون أن “الأخبار المزيفة” ستستخدم كسلاح.

ِتمّت الترجمة في سفارة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في بخارست نقلاً عن ميديافاكس