دعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب وإلزام الدول الراعية للتنظيمات الإرهابية بوقف تمويلها وتسليحها من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
وقال: إن”مشكلتنا تنبع من وجود إرهابيين أجانب على الأراضي السورية منهم الشيشاني والبريطاني ومن جنسيات مختلفة “.
وأكد الوزير المعلم في حوار مع الإعلامي المصري عمرو الكحكي على قناة النهار المصرية أن حل الأزمة في سورية يحتاج إلى جهود كبيرة معربا عن تفاؤله بدور إيران في هذا الحل ولا سيما انها تلعب الدور المنوط بها باعتبارها دولة اقليمية كبرى كما ان مصر تستطيع ايضا أن تكون كذلك لو قامت بدورها.
وأوضح المعلم ان جزءا كبيرا من الشعب الذي كان يشكل حاضنة لهؤلاء “المسلحين” اقتنع اليوم ان الدول الراعية لهم لها مطامع وهناك مظاهرات في بعض المناطق خرجت ضدهم وقال: “طالما ان الجيش العربي السوري مصمم ومتماسك ومستعد لتقديم التضحيات فهو أمر يدعو إلى التفاؤل “.
وأكد المعلم أن الإرهاب يصدر إلى سورية من أكثر من مئة دولة في العالم يأتون عبر الأراضي التركية والأردنية وغيرها ليقاتلوا في سورية وهؤلاء هم الإرهابيون الذين يواجههم الشعب السوري وجيشه وقيادته متسائلا: “لماذا تسمح تركيا للإرهابيين بالعبور إلى سورية وتقيم لهم أمريكا معسكرات تدريب في تركيا في الوقت الذي تصفق فيه اسرائيل لكل قطرة دم سورية تزهق”.
وقال: “شيء طبيعي أن تستخدم الدولة السورية الأدوات المناسبة لهزيمة الإرهاب لكن الكثير من الإرهابيين يحتجزون المدنيين كدروع لذلك ما يقال عن مجازر بدوما وغيرها أخبار ملفقة يتم ترتيبها بفن إعلامي معين”.
وأعرب المعلم عن ترحيب سورية بأي مبادرة عربية لحل الأزمة فيها وقال: “نفتح أيدينا لكل مبادرة عربية فمن يطرق بابنا نقول له أهلا وسهلا نحن شعب نسعى لوقف سفك الدماء “.
وعن علاقة سورية بإيران وحزب الله قال الوزير المعلم: إن ”علاقتنا بإيران وحزب الله تقلق البعض بسبب موقفنا الموحد ضد إسرائيل” مشيرا في الوقت نفسه إلى انه “لا وجود لنفوذ إيراني بسورية بل علاقة احترام متبادل كما لا يوجد نفوذ روسي وصيني والنفوذ فقط للشعب السوري .. وإن العرب هم من استقالوا من دورهم تجاه سورية.. بعضهم يتفرج وبعضهم حمل الخنجر وطعننا من الخلف باوامر امريكية في الوقت الذي هبت فيه إيران لمساعدتنا”.
وردا على سؤال حول تدهور العلاقات بين سورية ومصر والسعودية قال المعلم: “إن هذا السؤال لا يوجه إلى وزير خارجية سورية فهي التي كانت دائما تدافع عن الهم العربي بل يوجه إلى مصر والسعودية لماذا ابتعدوا عن سورية.. نحن نبارك ثورات مصر والإطاحة بالإخوان المسلمين وبالتصدي لإرهاب تنظيم داعش في سيناء “.
من جهة أخرى بين الوزير المعلم أن الخلاف السوري التركي سببه رفض القيادة السورية طلبا من انقرة تقدم به وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو عام 2011 صراحة باشراك جماعة الاخوان المسلمين في السلطة ورفضناه لأن الاخوان إرهابيون وقلنا إن هذا التنظيم إرهابي منذ عام1980.
وحول ائتلاف اسطنبول تساءل الوزير المعلم: “ماذا يمثل هذا الائتلاف على الارض السورية ..نحن فاوضناه في جنيف2 .. وكان في الغرفة الاخرى هناك ممثلون عن 35 دولة يلقنون هذا الائتلاف ردا على اقتراحاتنا.. نحن نريد معارضة تأتمر بأمرها لا بأمر الدول الاخرى.. هذه المعارضة الوطنية التي نريدها”.
إلى ذلك أكد الوزير المعلم أن كل ما يحقق مصالح إسرائيل “ليس ربيعا لأن الربيع بعده ثمر.. ولننظر ماذا انتج ذلك المسمى بالربيع .. ندمر بعضنا البعض وإسرائيل تصفق لنا” قائلا: ” لا يقوم التغيير على أساس إرهابي يدمر ويسلح من الخارج ومن بعض العرب .. بل يقوم على أساس حوار داخلي بين الشعوب للإصلاح”.
وفي مقابلة مع صحيفة الأخبار المصرية أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي تبني خطة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا لحل الأزمة في سورية عن طريق تشكيل 4 لجان للبحث في عدد من القضايا هو “استهلاك للوقت حتى تشرين الاول القادم”.
وقال المعلم “إن دي ميستورا يعتقد بأن الإدارة الأمريكية إذا تمكنت من الحصول على موافقة الكونغرس على الاتفاق النووي مع إيران فهذا سيعطي قوة دفع لإيران للمشاركة في حل الأزمات في المنطقة”.
واستغرب المعلم تحول دي ميستورا من مبعوث أممي محايد إلى مصدر بيانات معتمدة على الدعاية والمعلومات المغلوطة وقال.. “إننا لم نسمع له أي تصريح أو رد فعل على سقوط قذائف الإرهابيين على دمشق وحلب واللاذقية ودرعا ولم نر بيانا له حول المأساة الإنسانية في حلب بعد قطع المياه عنها من قبل الإرهابيين لشهور”.
وحول وجود اتصالات سرية بين واشنطن ودمشق قال المعلم..”لا اتصالات لنا مع واشنطن ونحن لا نعمل أبداً من تحت الطاولة ومن يرد أن يخاطبنا ولديه الشجاعة لذلك فليكن في العلن فليس لدينا ما نخفيه أو نخاف منه”.
وجدد المعلم التأكيد على أن إقامة ما يسمى “منطقة آمنة” شمال سورية هي اعتداء علي سيادة سورية الوطنية واستغلال رخيص من قبل النظام التركي للأوضاع الأمنية في سورية.
وحول زيارة ضابط تركي إلى دمشق قال المعلم “إنه ضابط تركي سابق ينتمي إلى أحد الأحزاب المعارضة ولم يحصل حزبه على نسبة في الانتخابات وجاء إلى دمشق ونحن نستقبل العديد من ممثلي المعارضة التركية وقال إنه مكلف البحث في التنسيق بين الجيشين السوري والتركي لمحاربة “داعش” ولكننا على ثقة بأن الحزب الحاكم في تركيا أي حزب العدالة والتنمية لن يحارب “داعش” لأسباب عقائدية”.
وحول التقارب بين روسيا والولايات المتحدة قال المعلم.. “إننا في سورية نعتمد علي صمود شعبنا وقواتنا المسلحة ولا مجال للخوف أو القلق وإذا كان هناك تقارب روسي أمريكي فهو بالتأكيد سيكون في صالح روسيا وليس العكس وما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ أيام أثناء لقائه مع نظيره الإيراني يؤكد ثبات الموقف الروسي من الأزمة”.
وأضاف المعلم “إن تحليلاتنا تشير إلى أن كل المتآمرين على سورية هم مأزومون وفي وضع صعب فالولايات المتحدة مثلا أقامت تحالفا دوليا ضد “داعش” وهي منذ أكثر من عام تنظم اجتماعات وتقصف “داعش” ولكن ذلك لم يؤثر على الوضع الميداني للتنظيم لأن العلم العسكري يقول إن الغارات الجوية لا تحقق أهدافا حقيقية على الأرض وبالتالي تعالت أصوات في الولايات المتحدة تطالب واشنطن بالتعاون مع الحكومة السورية باعتبارها الطرف الأساسي الذي يكافح “داعش”.
وأشار المعلم إلى أن إيران ليس لديها مبادرة حتى الآن بل أفكار عرضها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق وعندما تتم بلورتها سيتم تسويقها من قبلهم لافتا إلى أن الحديث من مدخل طائفي لن يجد له أي أرضية في سورية.
وقال المعلم..”إن الاتفاق النووي هو نجاح ونصر لصمود إيران ولدبلوماسيتها التي حافظت علي حقوق شعبها وأنهت العقوبات وستكون له نتائج إيجابية على الوضع العربي فإيران تمد يدها إلى دول مجلس التعاون الخليجي وعلى الجميع أن يجلس للتفاهم حول أمن الخليج وأنا أتساءل أيهما أسهل وأقل كلفة … أن يذهبوا إلى الحوار أم لشراء الأسلحة بالمليارات من الولايات المتحدة”.
وأعرب المعلم عن استعداد الحكومة السورية لحوار أي معارض يؤمن بسورية ووحدتها وسيادتها ويدين الإرهاب ومطالبه هي الإصلاح وقال.. “إن الحل واضح ويستند إلى قاعدة ذهبية وهي أن الشعب السوري هو من يقرر مصيره ويختار من يحكمه والحل سلة متكاملة ومجموعة من المبادئ تستند إلى احترام السيادة الوطنية ووحدة سورية أرضا وشعبا وأن يكون الحوار بين السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي وأي حل ينتج عن الحوار سيكون حلا سوريا وملتزمون بتنفيذه ولا نقبل أن يفرض علينا أي حل من أي كان”.
وأعرب المعلم عن أمله في أن تلعب مصر دورها التاريخي الذي يليق بوزن شعبها لأن مصر ليست كتلة بشرية بل رسالة يجب أن تؤديها وواجب عليها أن تقوم بها تجاه العالم العربي مشيرا إلى أن ظهور الإرهاب في سيناء يعني أن هناك من يريد أن يخرج الجيش المصري لمكافحته وأن يضعف هذا الجيش الذي هو حائط الصد بوجه ما يحاك ضد الأمة العربية من مؤامرات.
وقال المعلم “إن لنا عتبا علي الخارجية المصرية التي جمعت مجموعة من الشتات تطلق على نفسها اسم معارضة سورية واستضافت لها اجتماعا في القاهرة دون التشاور والتنسيق مع الحكومة السورية”.
وردا على سؤال حول وصول مبعوث مصري رفيع المستوي إلى دمشق قال المعلم “ليس لدي معلومات عن زيارة مبعوث مصري إلى دمشق ولكن هذا لا ينفي أن هناك تعاونا أمنيا قد يكون مقدمة لتطبيع العلاقات بين البلدين والتي ليست في حالة طبيعية رغم أن من اتخذ قرار تخفيض التمثيل الدبلوماسي من سفارة إلى قنصلية هو نظام مرسي كما أن هذا القرار هو الوحيد الذي ما زال ساريا منذ اتخاذه رغم كل ما جرى في مصر ونحن واثقون من أن تطور الأحداث سيؤدي إلى النتيجة التي نتطلع اليها في مصر وسورية وهي علاقات طبيعية تعيد التاريخ المشترك في التصدي لكل ما يحاك ضد الأمة العربية ويعيد لمصر دورها الطبيعي والقيادي في المنطقة العربية”.
(المصدر: وكالة سانا للأنباء، بتاريخ 21//8/2015)