أكد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله أن العمليات العسكرية في الجرود ضد تنظيم “داعش” الإرهابي حققت كامل أهدافها بتأمين الحدود اللبنانية السورية وإخراجه منها واستعادة جثامين العسكريين لافتاً إلى أن هذا اليوم هو تاريخ تحرير ثان في لبنان واستكمال للمعركة مع “إسرائيل”.
وقال السيد نصرالله في حديث متلفز الليلة.. “لم نكن والجيش العربي السوري في وارد وقف إطلاق النار وقد سيطرنا على التلال والأراضي حتى وجدت “داعش” نفسها في المربع الأخير وأمام المعركة الحاسمة فاستسلمت وانهارت ولم يبق أمامها من خيار إلا التفاوض وقبلت في الساعات الأخيرة قبل العمل العسكري وعندها عرضنا شروطنا”.
وأضاف الأمين العام لحزب الله.. “إن شرطنا في أي حل جزئي أو كامل مع تنظيم “داعش” الإرهابي من أجل السماح له بالخروج من المنطقة كان المطلوب أولا كشف مصير الجنود اللبنانيين وثانيا هناك عدد من شهداء حزب الله مدفونون في القلمون ونحن نريد جثامينهم كما طالبنا بكل الأسرى والشهداء في معارك البوكمال من كل الجنسيات والمطلب الرابع كان المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم والإعلامي اللبناني سمير كساب وقد أعلن “داعش” أن المطرانين وكساب ليسوا لديه ولا يعرف عنهم شيئا وقد بقي هذا البند عالقا وأن الأسير الوحيد لديه هو اللبناني أحمد منير معتوق ولا وجود لأسرى سوريين وإيرانيين وعراقيين وهو تعود على ترك الشهداء في الصحراء عدا جثامين لبنانيين اثنين وآخر إيراني ونحن بدورنا رفضنا إطلاق سجناء من سجن روميه بشكل مباشر”.
وتابع السيد نصرالله.. “رفضنا تجزئة المراحل في تفاوضنا مع تنظيم “داعش” الإرهابي وأصررنا على الحل الكامل والبند الأول فيه كشف مصير الجنود اللبنانيين وخلال التفاوض قال التنظيم إن لديه ثلاثة جثامين تبين أن اثنين منها يعودان للبنانيين من حزب الله ولديه الأسير المقاوم أحمد معتوق وأن المطرانين المخطوفين والإعلامي سمير كساب ليسوا لديه”.
وأوضح السيد نصرالله أنه بعد اكتشاف أن العسكريين شهداء علت أصوات بأنه يجب محاكمة وقتل إرهابيي “داعش” وأنا أتفهم بعض الناس ولكن قطعا هناك أناس يريدون تشويه النصر وقد عملوا على تشويه معركة جرود عرسال ويريدون تشويه هذه المعركة أيضاً.
وأكد السيد نصرالله أن ما حصل في الجرود هو بالمعنى العسكري والسياسي استسلام تنظيم “داعش” الإرهابي ولو لم يحصل ذلك لكانت هناك عملية كبيرة ستنهي المعركة عسكرياً مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على إجلاء 670 مدنيا و26 جريحا و 308 من الإرهابيين بالسلاح الخفيف وسيتم الاحتفاظ بعنصر “داعش” الذي استسلم إلى حين كشف موضوع جثمان الشهيد مدلج.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن أحد أسباب تبطيء المعركة في الجرود كان كشف مصير العسكريين ولو ذهبنا إلى خيار الحسم لكان من الممكن أن يقتل من يعرف مكان الجنود والكثير من المدنيين لافتاً إلى أن الكل متفق أنه لو حررنا الأرض اللبنانية والسورية دون كشف مصير العسكريين لكان النصر سيصبح منقوصاً.
وبين السيد نصرالله أن هزائم “داعش” في الموصل والبادية السورية وجنوب الرقة باتجاه دير الزور وحلب تركت آثاراً معنوية قوية جداً على عناصر “داعش” الإرهابي والتي كانت تقاتل على الحدود اللبنانية السورية مؤكداً أن أهداف “فجر الجرود” و”إن عدتم عدنا” تحققت بتأمين الحدود وإخراج تنظيم “داعش” الإرهابي وقال.. “أخرجنا الاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري من لبنان و 28 آب 2017 هو تاريخ تحرير ثان في لبنان”.
وجدد السيد نصر الله أنه “يتأكد يوما بعد يوم أن “داعش” وكل الجماعات التكفيرية هي صناعة أميركية لتخدم مصلحة إسرائيل” مشيراً إلى “أن إسرائيل مشروع هيمنة بينما داعش وأمثالها مشروع إبادة لكل شيء وبعد كل ذلك يتم تدمير المنطقة بجيوشها ودولها وأنظمتها وبنيتها الاجتماعية ومن ثم ستقدم لأميركا وإسرائيل لتفرض الشروط التي تريدها لذلك من يبكي على داعش في العراق وسورية هو بنيامين نتنياهو”.
وقال السيد نصرالله.. “إنه بعد كلمتي الأخيرة صدرت مواقف بأن حزب الله يبتز الحكومة اللبنانية لتتصل بالحكومة السورية وأقول إنه ليس حزب الله من يبتز بقضية إنسانية ولذلك كل من قال هذا الكلام هم صنفان إما جهلة لا يعرفون اللغة العربية أو أنهم لئام عديمو الأخلاق كما أننا لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً ولم ننتظر أحداً في ظل القتال الدائر وأنا لم ألزم الحكومة اللبنانية بالتفاوض مع دمشق وطرحنا بابا يتعلق بتصدي حزب الله للأمر”.
وأضاف السيد نصرالله.. إن الجيش كان قادرا على تحرير جنوده لكن القرار السياسي الخانع ترك الجنود لدى “داعش” لذا لمن يريد الانتقام من “داعش” ندعوه للتوجه إلى من ترك الجنود اللبنانيين بيد التنظيم ومطالبة الحكومة اللبنانية ومجلس النواب بفتح تحقيق بمن ترك العسكريين لدى “داعش” و”النصرة”.
وتوجه السيد نصرالله إلى عوائل شهداء الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة بالتحية وأحر التعازي.
(المصدر: وكالة سانا للانباء، بتاريخ 29/8/2017)