لم تعد المحاولات المتكررة لرجب طيب أردوغان وحكومته ونوابه في البرلمان للتبرؤ من فضائح الفساد المالي والسياسي ودعمهم ورعايتهم للتنظيمات الإرهابية في سورية تنطلي على أحد فيما تتوضح الصورة بمرور الوقت لدى الشارع التركي والأحزاب والأوساط الإعلامية التي باتت تملك كل المعطيات التي تمكنها من إدانة أردوغان وأركان حكمه بالتورط إلى أبعد الحدود بكل تلك الفضائح.
وبهذا الصدد أكد حسين ايغون النائب عن حزب الشعب الجمهوري أن الشاحنات التي تم توقيفها في مدينة أضنة والتي أثار توقيفها حفيظة أردوغان وحكومته كانت تنقل السلاح إلى تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية.
ونقل موقع (اودا تي في) التركي عن ايغون قوله في تعليق على حسابه في “التويتر”: “إن الشاحنات الثلاث التي تم توقيفها على طريق أضنة غازي عنتاب تنقل السلاح إلى تنظيم القاعدة الإرهابي” مؤكدا أن أردوغان “تحول إلى أكبر مرشح ليدرج في قائمة الزعماء الداعمين للإرهاب”.
وأضاف ايغون: “إن أردوغان سيبحث عن المحكمة العليا التركية في ظل تقدم الدولة السورية بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد أردوغان بتهمة دعم الإرهاب في سورية.. ونهاية أردوغان ستكون سيئة للغاية”.
من جهته قال ارتوغرول كوركتشو الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي التركي “لا داعي للسؤال عن سبب العداوة بين تركيا وجيرانها في ظل نقل جهاز المخابرات القومية التركي السلاح إلى سورية دون إخضاعه لأي مساءلة قانونية ورقابة أي مؤسسة رسمية”.
ونقل موقع (ت 24) الإلكتروني التركي عن كوركتشو قوله في كلمة ألقاها في حفل تقديم مرشحي الحزب للانتخابات المحلية “إن محافظة مدينة أضنة أكدت أن الشاحنات تابعة لجهاز المخابرات القومية التركي الذي كان يؤدي مهامه الروتينية بتهريب السلاح إلى سورية”.
وأضاف كوركتشو: “إن عدم إجراء محافظة أضنة التحقيق في الحادث ونقل جهاز المخابرات القومية التركي السلاح إلى سورية بشكل روتيني دون إخضاعه إلى أي رقابة مؤسسة أومحاسبته قانونيا يعد جوابا على سبب عدم عيش تركيا بسلام مع دول الجوار الأمر الذي يستدعي ضرورة محاسبة حكومة حزب العدالة والتنمية”.
إلى ذلك لفت الكاتب التركي البر بيردال إلى علاقة هيئة الإغاثة الإنسانية المدعومة من أردوغان مع ما يسمى (كتائب أحرار الشام) الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة.
وقال الكاتب في مقال نشره موقع صول خبر إن محمد بهايا الملقب بأبو خالد السوري مؤسس كتيبة (أحرار الشام) الإرهابية أقر في بيان أصدره يوم الجمعة الماضي أنه عضو تنظيم القاعدة وأشار إلى العلاقات الوثيقة بين كتيبته وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية.
وأضاف الكاتب إنه: “ينبغي على هيئة الإغاثة الإنسانية التي تدعي حياكة المؤامرات ضدها الرد عما إذا كان ذلك مؤامرة”.
من جهتها أكدت صحيفة (وطن) التركية أن عدد الشاحنات التي تم توقيفها على طريق طرسوس -أضنة- غازي عنتاب بلغ سبع سيارات مشيرة إلى أنه تم تفتيش أربع بعيدا عن أعين الصحفيين الذين منعوا من تغطية العملية وأوقف عدد منهم وتمت مصادرة بطاقات الذاكرة لكاميراتهم وهواتفهم التي تحوي لقطات وصورا حول العملية والشاحنات المحملة بالسلاح.
ولفتت الصحيفة إلى أن إعاقة أعمال تفتيش الشاحنة جاءت بضغط من جهاز المخابرات القومي التركي رغم إصدار النيابة العامة قرارا بالتفتيش استنادا للتبليغ بنقل شاحنات السلاح مضيفة: إن محافظة مدينة أضنة أكدت مرافقة كوادر جهاز المخابرات القومية التركي ثلاث شاحنات تم تفتيشها.
يشار إلى أن تولكا تانيش ممثل صحيفة (حرييت) في واشنطن كشف في وقت سابق أمس أن “الولايات المتحدة الأمريكية تستعد لإدراج تركيا في قائمة الدول الداعمة للإرهاب نتيجة الدعم الذي تقدمه حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان لتنظيم القاعدة الإرهابي” موضحا أن حكومة أردوغان تلعب بمصير ولقمة عيش 70 مليون مواطن تركي نتيجة سياساتها..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء بتاريخ 21/1/2014)