استدعت وزارة الخارجية الإماراتية أمس السفير القطري في الإمارات فارس النعيمي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على خلفية “تطاول المدعو يوسف القرضاوي على دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال منبر أحد مساجدها وعبر التلفزيون الرسمي لقطر”.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات وام إن الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أعرب خلال الاستدعاء عن “بالغ استياء حكومة وشعب دولة الإمارات مما تلفظ به المدعو القرضاوي بحق الإمارات وعبر التلفزيون الرسمي القطري”.
وقال “إننا لا نقبل وتحت أي مسوغات التطاول على كرامة دولة الإمارات وقيادتها وشعبها أو الإساءة إلى نهجها وقيمها الأصيلة”.
وأضاف قرقاش “إننا انتظرنا من جارتنا أن تعبر عن رفض واضح لمثل هذا التطاول وأن تقدم التوضيحات الكافية والضمانات لعدم وقوع مثل هذا التشويه والتحريض من جديد و مع احترام دولة الإمارات التام لحرية الرأي والتعبير فإنها ترفض أي خطاب يحض على العنف والكراهية ولكننا للأسف وبرغم التواصل الهادئ وضبط النفس لم نجد الرغبة والاستجابة نحو ذلك عند الأخوة الاشقاء في قطر”.
وتابع “لقد سعينا طيلة الأيام الماضية إلى احتواء المسألة من خلال الاتصالات المستمرة رفيعة المستوى بين البلدين ولكن هذه الاتصالات لم تسفر إلا عن تصريح رسمي لم يشر إلى موقف حاسم يرفض ما جاء في خطاب القرضاوي ويقدم الضمانات بعدم وقوع مثل هذا الأمر مجددا”.
وختم وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية قائلا “حاولنا أن نحتوي هذه المسألة حرصا على علاقات الأخوة بين الدولتين ودرءا للفتنة والشقاق الذي يرمي إليه المدعو في حملته ضد دولة الإمارات ولكننا نجد أنفسنا مجبرين على اتخاذ هذه الخطوة غير المسبوقة في علاقاتنا الخليجية في ظل عدم رفض قطر أن تستخدم منابرهم الدينية والإعلامية للإساءة للجار والشقيق”.
وكان الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي انتقد في عدة تغريدات على مواقع التواصل الإجتماعي القرضاوي بسبب ما ذكره في خطبة الجمعة الأخيرة بأن الحكومة الإماراتية “تقف ضد كل حكم إسلامي وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون” قائلا إن “القرضاوي تعمد وعن قصد الإساءة للإمارات” متسائلا “هل سيترك شيخ الفتنة القرضاوي يهاجمنا يا أهل قطر”.
وخاطبه قائلا “اتق الله يا شيخ الفتنة لقد مات مئات الآلاف بسبب فتاوى ما انزل الله بها من سلطان أطلقتها على الهواء مباشرة”.
ووجه نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق خلفان رسالة إلى القرضاوي قال فيها “ليتك يا شيخ الفتنة نصحت بالعدل وأمرت بالحكمة ووعظت بالتي هي أحسن”.
وتسببت فتاوى القرضاوي التكفيرية وتحريضه على سفك الدماء في سورية باستشهاد الكثير من المدنيين والعسكريين السوريين حيث دأب القرضاوي منذ بداية الأزمة في سورية بشكل دائم ومستمر ومعه ثلة ممن يسمون علماء ومشايخ مسلمين على إطلاق فتاوى وأحكام وبيانات تكفيرية تحرض على الإرهاب وتدعم من يقومون به بشكل يخالف المبادئ والقيم الدينية والإنسانية وكذلك مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتخدم بشكل مباشر تنظيم القاعدة الارهابي والحركات التكفيرية المرتبطة به التي تعمل على الأرض السورية.
وفي مصر طالب النائب العام المصري المستشار هشام بركات في السابع والعشرين من شهر كانون الأول الماضي قطر والإنتربول الدولي بالقبض على القرضاوي وتسليمه للسلطات المصرية كونه مطلوبا على ذمة قضية اقتحام السجون المصرية إبان ثورة 25 يناير فيما قرر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف إقاله القرضاوي من عضويه المجمع بسبب إحالته للمحكمة الجنائية الدولية وخروجه عن المنهج الأزهري وإصدار فتاوى تحث على التحريض على مؤسسات الدولة في مصر.
ووضع القرضاوي على قوائم الترقب والوصول لجميع المطارات والموانئ والمعابر الحدودية المصرية..
(المصدر: وكالة سانا للأنباء “Sana” بتاريخ 3/2/2014)